كورونا الثالثة تلاحق (الجمعة البيضاء) وتحد من القدرة الشرائية

جفرا نيوز - مع بدء أول أيام تنزيلات المحلات التجارية «الجمعة البيضاء» لاحظ مراقبون تدنيا في أعداد المقبلين على الاستفادة من العروض التي حملتها التصفيات.

وعلى رغم ذلك، توقع الخبير الاقتصادي حسام عايش أن يرتفع حجم التسوق خلال بقية أيام «الجمعة البيضاء» الأربعة، بنسبة أعلى مما كانت عليه العام الماضي؛ لكنه استدرك بالقول أن هذا الارتفاع «لن يكون دراماتيكيا».

وعلل عايش ذلك بالإشارة إلى أن الأُسر الأردنية والأفراد «سيوازنون بين الإنفاق والقدرة الشرائية من جهة والخوف من الحالة الوبائية من جهة أخرى». وفسر بالقول: إن القدرة الشرائية تستدعي إعادة النظر في الفرضيات والأنماط الاستهلاكية التي ربما جرى تعديلها بناء على تراجع الحالة الوبائية خلال المرحلة السابقة».

ولاحظ أن المواطنين ما يزالون في مرحلة انتظار لما ستؤول إليه الجائحة والموجة الثالثة الجديدة والمخاوف من أن يتعرض دخل الأسر مرة أخرى لانتكاسة تدفعهم إلى التحفظ على الإنفاق الذي يمكن أن يؤثر على ميزانية الأسر لشهرين أو ثلاثة أشهر مقبلة.

ولا يغفل عايش «المتغيرات الإضافية» التي يفرضها دخول فصل الشتاء، ما يستدعي، بتقديره، الانتباه إلى طريقة الإنفاق.

وفي الوقت ذاته، لا يقلل من تأثير وسائل الدعاية ووبخاصة تلك التي «تعجّ بها وسائل التواصل الاجتماعي» بما يدفع الكثيرين للتسوق عبر فحص السوق ومنتجاته وتوقُّع الحصول على سلع تعتبر بالنسبة لبعضهم «لقطة» للحصول عليها بهذه الأيام.

ورجح عايش أن تكون هناك حركة تجارية جيدة خلال أيام الجمعة البيضاء، لكن «ليس بالقدر الذي يُحدث اختراقا جوهريا لعمليات الإنفاق لهذا العام»، لأن الأوضاع ما تزال غير مستقرة والمواطنين يعيشون حالة من «اللا يقين حيال الحالة الوبائية المستجدة ونتائجها على عائد الأسر ودخلها، وربما تعود بهم ذاكرتهم إلى التعطل الذي عانوه.. وهو ما يجعل جلّهم أكثر تحوطا فيما يخص الإنفاق وحصره في الأساسيات.

وينبه عايش إلى أن انخفاض معدل دخل الفرد في الأردن بسبب الانكماش الاقتصادي العام الماضي بنحو 4%، وهو ما أفرز تداعيات سلبية في ما يتعلق بحصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي التي تراجعت.

ولفت عايش إلى أن تراجع الإنفاق العام في المملكة بنسبة 20% «انعكس على إنفاق الأسر والأفراد وأنتج مشكلات تتعلق بالتسوق الفعلي.

وهو يعتقد أن أيام «الجمعة البيضاء» قد تدفع الناس إلى مزيد من الإنفاق لإنقاذ موسم شديد الصعوبة لبعض القطاعات كالملابس والأحذية والكهربائيات.

ويؤكد أن مختلف القطاعات تعتمد على هذا اليوم لتعوض جزءا مما خسرته وتستعيد حيويتها.

وقدّر عايش أن يكون الإنفاق لهذا العام أكبر من العام الماضي لأن المستهلكين «يريدون الخروج من الجائحة وما سببته من الاكتئاب والحرمان من المتعة لدى بعضهم، ما أدى إلى توقعات متفائلة بأن يكون الإنفاق أكبر والمشتريات أكثر.

وحض عايش القائمين على «الجمعة البيضاء» أن يجعلوا عملية تخفيض الأسعار «حقيقية» وأن يعرضوا سلعاً ومنتجات يحتاجها الأردنيون في هذه الظروف، وهو ما يشكل «دافعا أقوى للمستهلكين للتسوق».

وكان ممثل قطاع الألبسة والأقمشة والأحذية والمجوهرات في غرفة تجارة الأردن أسعد القواسمي قد توقع ارتفاع الطلب على الملابس الشتوية ذات العلامات التجارية والمراكز التجارية الكبرى خلال أيام «الجمعة البيضاء» التي بدأت أمس لمدة أربعة أيام.

وقدر القواسمي أن يكون الطلب محدودا في مناطق معينة وعلى نوعيات معينة وألا تشمل جميع القطاع.

وبين القواسمي أنه خُصِّص 4 أيام لتخفيضات وتنزيلات «الجمعة البيضاء»، ولفت إلى أنها غير ملزمة للجميع بالاتفاق مع تجار القطاع والمراكز التجارية والمولات.

وأشار إلى أن حجم استيراد الملابس الشتوية لهذا الموسم بلغ نحو 45 مليون دينار بتراجع نسبته 20% عن العام الماضي.

وستتوافق أيام التسوق، وفق القواسمي، مع البروتوكول الصحي المطبق عند تجار الألبسة والأحذية والأقمشة وتجنب الازدحامات.

وأصدرت الغرفة بيانا الثلاثاء حضت فيه أصحاب المحلات التجارية والباعة والمواطنين على اتخاذ أعلى درجات الالتزام بالإجراءات الصحية في ظل تنامي عدد الإصابات بفيروس كورونا ودخول المملكة الموجة الثالثة من الجائحة.

وأكد القواسمي أن التخفيضات والتنزيلات على الألبسة والأحذية والأقمشة «ستكون حقيقية» وقد تصل نسبتها إلى «نحو 70%»، وهو، بتقديره، ما يُظهر رغبة التجار في تنشيط الحركة التجارية في القطاع، الذي ما يزال يعاني من الركود وضعف الإقبال على الملابس الشتوية بسبب ضعف القدرة الشرائية وتأخر دخول الشتاء البارد.

وهو لا ينكر أن ما جرت عليه العادة في بدء الموسم الشتوي أن لا يكون هناك عروض وتنزيلات؛ لكن تأخر الشتاء فرض على التجار الرضوخ للتنزيلات والعروض رغبة منهم بتنشيط الحركة التجارية.

وأوضح أن المحلات والشركات وأصحاب العلامات التجارية العاملة بالسوق المحلية ينظرون إلى أيام التسوق هذه باهتمام كبير لجهة توفير الموديلات والأسعار المقبولة للمستهلك، وتوفير خدمات البيع الإلكتروني والتوصيل.

الرأي