الفايز: لا يمكن التعامل مع مستقبل أفضل إلا بمعالجة الفقر والبطالة
جفرا نيوز - أكد رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز، ان المجلس عازم على مواصلة مسيرة الاصلاح والتنمية الشاملة، من خلال متابعة ودراسة مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، خصوصا فيما يتعلق بقانوني الانتخاب والاحزاب السياسية.
وقال الفايز في لقاء : ان مجلس الاعيان يشيد بالجهود المبذولة من لدن جلالة الملك عبدالله الثاني، لتعزيز المسيرة الديمقراطية لتحقيق النهضة الشاملة، لتمكين المواطنين من المشاركة الفاعلة في عملية الاصلاح المنشود.
كما اكد ان الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، لن يتخلى عن ثوابته الوطنية، فالاردن لن يكون وطنا بديلا لفلسطين، (الاردن هو الاردن)، و(فلسطين هي فلسطين).
وتاليا نص اللقاء.
هل لك ان تطلعنا على آلية التعامل مع مخرجات لجنة تحديث المنظومة السياسية؟
الفايز: إن مجلس الاعيان يتعامل مع مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية بجدية، ويسعى الى ترجمة توجيهات جلالة الملك لتحقيق الاصلاح المنشود، بعد مرورها بمساراتها القانونية والدستورية واقرارها من قبل مجلسي النواب والاعيان.
ومجلس الاعيان له دور فاعل واساسي في اعمال اللجنة الملكية ومخرجاتها من خلال مشاركة عدد من الاعيان في اعمال اللجنة، وان المجلس حريص على الوصول الى قراءة مستفيضة لمخرجات اللجنة، خاصة ما يتعلق بقانوني الانتخاب والاحزاب السياسية، اضافة الى التعديلات الدستورية المرتبطة بالقانونين، لتحقيق ما يصبو إليه جلالته في تحديث المنظومة السياسية، باعتبارها ركنا رئيسيا في مسيرة الإصلاح الذي تسعى اليه الدولة الاردنية.
ما أبرز المحاور التي وضعها مجلس الأعيان عند مناقشته لعملية الاصلاح السياسي؟
الفايز: يدرك الجميع ان ملف الاصلاح السياسي ركن اساسي في عملية الاصلاح الشاملة التي تتطلب ايضا دعم الجانب الاقتصادي، في ظل الظروف الاستثنائية من جائحة كورونا، خصوصا وان الشق الاقتصادي قد يكون اكثر اهمية، فعندما تصل معدلات البطالة والفقر الى 25% وتصل عند الشباب الى 50%، فهذا يعد امرا «مقلقا جدا»، ويجب عدم اغفاله، لذلك لابد من وجود معالجات فورية للتحديات الاقتصادية للحد من تلك الظاهرتين المؤرقتين.
هل ترجمت مخرجات اللجنة الملكية الرؤية الملكية نحو الشباب والمرأة؟
الفايز: عند تشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، تم التشديد على ضرورة تعزيز دور الشباب والمرأة في الحياة السياسية وتمكينهم اقتصاديا وسياسيا، انطلاقا من ايمان جلالته ان الشباب هم عماد المستقبل، ولا يمكن ان نتعامل مع مستقبل افضل للاردن على المستويين السياسي والاقتصادي الا اذا تم معالجة مشكلتي الفقر والبطالة عبر توفير فرص عمل للشباب والمرأة من خلال اقامة المشاريع الكبرى المشغلة للأيدي العاملة والتي تخلق فرص عمل دائمة، بالاضافة الى دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة ودعم المبادرات الشبابية، والعمل على تحقيق الامن الغذائي لترجمة توجيهات جلالته وكذلك النهوض بالموارد البشرية لمواجهة التحديات، في ظل الاوضاع الراهنة، ومن هذا المنطلق علينا ان نعيد النظر، في مختلف السياسات السابقة المتعلقة بالشأن الاقتصادي، والعمل على وضع استراتيجيات جديدة، بعيدا عن مفهوم اليأس والاحباط، كونها مسؤولية مجتمعية وعلى جميع المؤسسات الرسمية والاهلية النهوض بدورها ومسؤولياتها.
كيف تمكن الأردن من مجابهة المؤامرات التي تستهدفه؟
الفايز: ان سر منعة الاردن رغم الفوضى والصراعات العسكرية والامنية في المنطقة، خاصة وان الاردن ومنذ التأسيس واجه العديد من التحديات الامنية والسياسية والاقتصادية، ولم تسلم مسيرته من محاولات البعض بالعبث بأمنه واستقراره، لكنه على الدوام كان يتجاوزها، بفضل حكمة قيادته الهاشمية وتسامحها، وايمان الاردنيين بوطنهم، وقوة ومنعة الاجهزة الامنية والقوات المسلحة ليحافظ على استقرار الاردن سياسيا وامنيا، رغم التحديات الاقتصادية التي اثرت على حياة المواطنين المعيشية، وارتفاع عجز الموازنة والدين العام، التي عرقلت الخطط الاقتصادية والتنموية من تحقيق اهدافها، ما يتطلب حالة تشاركية وطنية جامعة من مختلف القطاعات، الرسمية والشعبية، للبحث في الاسباب، وايجاد الحلول العملية لها، عبر وضع خطط قابلة للتنفيذ ومرتبطة بمدد زمنية محددة.
يشكل الأردن موقعاً محورياً في قلب الوطن العربي، ما موقفه من قضايا المنطقة وخصوصا القضية الفلسطينية؟
ان الوطن يواجه اليوم تحديات بسبب موقعه الجيوسياسي، ولعل ابرز الصفقات المشبوهة هي التي تطرح لحل القضية الفلسطينية، وهذا موضوع بالغ الاهمية، وهناك تخوفات مشروعة من ان تكون له تداعيات على ثوابتنا الوطنية، وايجاد حلول للقضية الفلسطينية على حساب الاردن، لكن الذي يجب ان يدركه الجميع، ان الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، لن يتخلى عن ثوابته الوطنية، فالاردن لن يكون وطنا بديلا لفلسطين، فالاردن هو الاردن، وفلسطين هي فلسطين.
كما ان الاردن لن يفرط بحقوقه المتعلقة، بعودة كافة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم وتعويضهم، اضافة الى مختلف القضايا المتعلقة بالمياه والحدود، وان «لاءات جلالة الملك الثلاث واضحة» واعلنها اكثر من محفل، ردا على كل من يشكك بمواقف الاردن، وهي «لا للتوطين، ولا للوطن البديل، والقدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية خط احمر»، فهذه هي مواقفنا لن نتنازل عنها، مهما كانت الضغوطات او الثمن.
وهذا الامر يتطلب التصدي لمحاولات العبث بالنسيج الاجتماعي، ومواجهة خطاب الكراهية والفتنة، والمستقبل سيكون افضل، بفضل القيادة الحكيمة.
وحول واقعنا العربي الراهن فان الخلاص منه يحتاج الى جهود صادقة، تبدأ من قناعة الاردن ان الحال العربي الراهن، اذا ما استمر على ما هو عليه، سيؤدي بالجميع الى الهلاك، لذا على الجميع تحمل المسؤولية، والعمل على ايجاد المعالجات الحقيقية لهذا الواقع المؤسف، وأرى هنا، ان المعالجة الحقيقية تبدأ من خلال، ايجاد مسار للتنمية الاقتصادية المتكاملة بين الدول العربية، على الاقل بين الدول المستقرة، من خلال تشكيل تكتل اقتصادي حقيقي فيما بينها، والعمل على بلورة موقف عربي موحد، يكون له دور في تقرير مستقبل المنطقة، وكف يد الدول الاقليمية وغيرها عن العبث بها والتدخل في شؤونها، ويكون له قدرة على التصدي لاية محاولات تقسيم جديدة.
ولابد كذلك من ايجاد ادوات جديدة، هدفها العمل على تعزيز الثقة بين دولنا، ووضع استراتيجية تتصدى للخطاب الطائفي والمذهبي، وتعزز قيم الانتماء الوطني والعروبي، تؤمن بقبول الرأي والرأي الاخر، وعلينا ايضا اعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، واعتبارها قضية العرب الاولى، وان حلها بشكل عادل وفق قرارات الشرعية الدولية، وعلى اساس حل الدولتين، سيسهم في انهاء صراعات المنطقة، ويمكّن من القضاء على القوى الارهابية.
الرأي