الأبن المدلل
جفرا نيوز - الكاتبة مها احمد
كانت أمي تنجب الإناث ولا تنجب الذكور وكان ذلك لا يعجب أمي حيث كانت من أهل القرى
وبعض منهم يفضلون إنجاب الذكور على الإناث
وأذكر عندما أنجبت اختي كنت في الصف الثاني كانت تبكي وتقول لي لما زوجة عمك تنجب الذكور وانا انجب الإناث
وكان أبي رحمه الله يقول لأمي كله عطية من الله عز وجل سواء أنجبنتي بنت او ولد
المهم إن يكون المولود بصحه جيده وهذا هو المهم ، وكان أبي طيب القلب لا يفرق بين الولد او البنت حنون علينا نحبه كثير ولا يحرمنا من شيء
المهم بعد إنجاب ست بنات أنجبت أمي ولي العهد ولد وأذكر من شدة فرحتها بانجاب أخي قامت وباعت بعضا من المصوغات الذهبية وأعطت ثمنها لأبي ليشتري في ثمنها أغنام ويعزم أهل الحي والأقارب بهذه المناسبه السعيده
وحتى عندما طبق أخي السنه قامت وعملت له عيد ميلاد وعزمت الأقارب لأنها لم تصدق نفسها أنها أنجبت ولد
كبر أخي وأصبح الطفل المدلل يا ويل واحده من خواتي تكلمت مع أخي أو اذا كب شيء على الأرض وقمنا بتوبيخه فهو الأبن المدلل
وعندما أصبح أخي في الصف الرابع أنجبت امي اخ ثاني ولكن كان يعامل كسائر خواتي والدلع كله لأخي الكبير متناسيه أمي إن لها إبن ثاني ولا يجوز أن تفرق بينهم في المعامله
وأذكر أن في يوم جاء خالي عند أمي وقال لها أريد ابيع قطعه أرض لأني بحاجه الى مال اذا أردتي ان تشتري قطعه الأرض خذيها
فكانت مدخره بعض النقود وقالت خذ هذه المال وطلبت من خالي إن تسجل قطعة الأرض بإسم أخي الكبير متناسيه إن لها إبن آخر وبنات
ولم تعد ترى غير أخي وكأنها لم تنجب غيره
كبر أخي وأصبح أنانيآ لا يحب غير نفسه ويجب أن نلبي كل طلباته واذا لم نلبي طلباته يبدأ بالصراخ حتى يتحقق له كل شيء
وأمي كانت تلبيي له كل ما يطلبه لأنه الأبن المدلل
وكان أبي رحمة الله عليه يقول لها لا تدلعي الولد لأن الدلع الزايد يفسد الولد
وكانت لا تصغي لكلام أبي وتزيد في ذلك
وكبر أخي ونجح في الثانوية العامه وأرادت أمي إن يدرس في كلية الطب ليصبح طبيب فذهب بعثه خارج البلاد ليدرس هناك
وأذكر عندما كان يدرس أخي كانت أمي تبيع قطعه من الذهب لترسلها لأخي لإكمال دراستة
وعندما إنتهى الذهب لم نعد قادرين على إرسال المال لأخي فكان ذلك على حساب أكلنا وشربنا حيث كنا نأكل ثلاث وجبات في اليوم أصبحنا نأكل وجبتين وحتى الملابس الذي كنا نشتريها أصبحنا لا نقدر على شراءها ولذلك بتوفير ثمنها لأخي الذي يدرس وعندما أقول لأمي لماذا كل هذا
كانت تقول لي اخاكي عندما يرجع سوف يصبح طيب كبير سوف يعوضكم عن كل هذه المصاريف
ورجع أخي من الخارج بعد ما أخذ الشهاده وأول شيء فعله عند رجوعه باع قطعة الأرض الذي سجلت بأسمه وبنى عياده عليها
في البدايه جاء وسأل عنا ليس حبا بل خوفا من أبي،
وعندما توفى أبي لم يعد يسأل عنا خاصه عندما تشاجر مع امي عندما علمت ببيع الأرض
قال لها هذه الأرض سجلت بإسمي ولي الحق ببيعها
وفي يوم جاء العيد ولم يأتي أخي عندنا قلت لأمي أريد الذهاب عند أخي وذهبت عنده وكنت ناويه أعاتبه على عدم سؤاله عنا ولكنه لم يعطيني فرصه وأراد أن ينهي كلامي وقال لي أنا عندي عمليه للمريض في المستشفى وأريد الذهاب وخرجت من بيته وأنا في حزن شديد على ما صدر من أخي
ذهبت لأمي وقلت لها هذا نتيجة دلعك لأخي لو كان يعامل كسائر أشقائي لما صدر منه هذا التصرف
والحمد لله إن لي أخ ثاني حنون كأبي وليس أنانيآ مثل أخي الكبير
وندمت أمي على تدليعها لأخي وتمنت لو يرجع بها الزمن لتعامله مثل باقي إخوتي ولكن ندمت حين لا ينفع الندم وتمنت لو كانت تسمع كلام ابي رحمة الله عليه حين قال لها لا تدلع الولد ولكن كانت لا تسمع كلامه
أطلب من الأهالي والاباء إن لا يفرقوا بين الأبناء في المعامله وأن يعطعوا الأولاد حقهم بدون إن يفرطوا في تدليعهم لأن كثر الدلع يفسد الولد كما حصل معنا
وأطلب من أخي يسأل عنا وربنا يهديه
ولكن كيف لا أدري قلت أنشر مشكلتي لأرى رأيكم فيها