جفرا نيوز-يغضب الضيف أحيانا ويغادر البرنامج، لكن الإعلامية عزة مصطفى ربما كانت أول مذيعة تطرد ضيفها على الهواء مباشرة!
البداية كانت تشبه أي حلقة أخرى من برنامج «ستوديو البلد» على شاشة قناة «صدى البلد». ولم يكن متوقعا أي جديد في الموضوع الذي استهلكته البرامج السياسية والأخبار حول قضية استبعاد المرشح الإسلامي حازم صلاح أبو اسماعيل بسبب ازدواج جنسية والدته، لكن منسق حملته الشيخ جمال صابر، أحد ضيوف الحلقة، فاجأ المذيعة عندما قدم لها صورتها ضمن وثائق مفبركة تزعم أنها يهودية! وذلك في محاولته إثبات أن الأوراق التي تدين أبو إسماعيل مفبركة أيضا. لكن المذيعة لم تغضب فقط بسبب إدخالها طرفا في الموضوع، بل لأن الأوراق التي قدمها الضيف لم تكن تحتوي على صورتها هي، بل صورة المذيعة دينا رامز!


الخطأ في الصورة كان وحده يكفي للسخرية من الضيف و«حملته» التي لا تميز بين المذيعات «المتبرجات». لكن الإعلامية انهمكت في غضبها، وإن صبّته على اتهامها – ولو من قبيل الفبركة – بأنها يهودية، فطلبت من الضيف مغادرة البرنامج، فغضب وهو يعلن بدوره أنه لا يشرّفه الاستمرار في الحلقة، وهو رد متوقع على أي حال.
لكن بعيدا عن الشيخ «المطرود»، تكاد مغادرة الضيوف لبرامج الهواء تصبح ظاهرة في الإعلام المصري. لم تعد شيئا نادرا يتحدث عنه الناس لشهور كما جرى مع الكاتبة صافيناز كاظم قبل سنوات، عندما غادرت برنامج «الاتجاه المعاكس» على «الجزيرة». كما افتتح الناشط وائل غنيم أثناء «ثورة يناير»، طقوس الانصراف على الهواء، عندما غادر حلقة «العاشرة مساء» بعد مشاهدته – للمرة الأولى – صور الشهداء. كان غنيم معتقلا معظم أيام الثورة، وخرج من الهواء إلى استديو قناة «دريم» مباشرة، وعندما عرضت عليه الإعلامية منى الشاذلي صور الشهداء الشبان، انفعل حتى البكاء وقال عبارته الشهيرة «مش غلطتنا، دي غلطة كل واحد متمسك بالسلطة». العبارة الشهيرة أصبحت – بعد رحيل حسني مبارك – مثارا للتندر. لكن غنيم حصل على كثير من التعاطف ليلة خروجه المتأثر من البرنامج.
بعد ذلك، تكرر كثيرا خروج الضيوف من البرامج التلفزيونية. وكان أشهر تلك المواقف، ما فعلته الناشطة غادة كمال، الشهيرة بفتاة مجلس الوزراء المسحولة، إذ إنها غادرت استوديو برنامج «الحياة اليوم» على قناة «الحياة»، عندما فوجئت بوجود بعض أنصار المجلس العسكري، الذين أخذوا يشككون في روايتها عن الضرب الشديد الذي تعرضت له أثناء اعتقالها، فما كان من غادة إلا أن تركت البرنامج.
غير أن آخر حوادث المغادرة وقعت قبل أيام قليلة في برنامج الإعلامي المخضرم «حافظ الميرازي»، في برنامجه «بتوقيت القاهرة» على شاشة «دريم». فقد استضاف عددا من أنصار المرشح (المستبعد) عمر سليمان، فما كان من ضيفيه الأساسيين، النائب عصام سلطان ونادر بكار المتحدث الرسمي باسم «حزب النور» السلفي، إلا أن غادرا البرنامج، بحجة أن الميرازي تعمد أن يخفي عنهما استضافة أنصار سليمان في الحلقة نفسها. وهو ما نفاه الميرازي. لكن النفي لم يسعفه في كثير أو قليل، بعد أن غادر ضيوفه، وظل معه أنصار اللواء السابق – والمرشح السابق والنائب السابق – عمر سليمان.