هام لمصابي كورونا.. متى وكيف نتناول المضادات الحيوية؟
جفرا نيوز - قدمت منظمة الصحة العالمية، خلال مقابلة تلفزيونية ترجمها معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، معلومات مهمة عن تناول المضادات الحيوية خلال علاج كورونا، وأثرها على جسم الإنسان.
وبينت في المقابلة التي أجرتها فيسميتا جوبتا سميث، مساعدة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لشؤون المضادات الحيوية، حنان بلخي، فوائد المضادات الحيوية حين تستخدم بوصفة طبية، وضررها إذا جرى تناولها بشكل خاطئ.
فيسميتا جوبتا سميث:
ما الذي تعلمناه عن مرض كوفيد -19 والمضادات الحيوية حتى الآن؟ ماذا يحدث عند عدم تناول المضادات الحيوية بوصفة طبية أو عند استخدامها بطريقة غير عقلانية؟ متى يتم وصف المضادات الحيوية؟
الدكتورة حنان بلخي:
المضادات الحيوية أدوية مفيدة في علاج الالتهابات البكتيرية وليس الالتهابات الفيروسية. ومرض كوفيد-19، أو سارس-كوفيد-2، هو عدوى فيروسية يمكن أن تسبب مرضًا خفيفًا حيث يبقى المرضى في المنزل في أغلب المجتمعات، أو يمكن أن يؤدي إلى مرض متوسط أو شديد حيث يتم إدخال المرضى إلى المستشفى.
قد يتم دخول بعضهم إلى وحدات العناية المركزة. لكن المشكلة هي أنه مع وجود عدد كبير من مرضى كوفيد-19، فإن استخدام المضادات الحيوية من قبل مقدمي الرعاية الصحية يصبح أكثر فأكثر، لذلك هناك استخدام مفرط للمضادات الحيوية في الوقت الذي لا يوجد حاجة إليها. خلاصة القول هي أن المضادات الحيوية تعالج البكتيريا وليس الفيروسات، وأن سارس-كوفيد 2 أو كوفيد-19 هو مرض يسببه فيروس.
فيسميتا جوبتا سميث:
لذلك لا توجد في الحقيقة أي توصية للعلاج بالمضادات الحيوية لـكوفيد-19 كعامل ممرض. لذلك أوضحي لنا السيناريوهات التي يتم فيها وصف المضادات الحيوية أثناء علاج كوفيد-19.
الدكتورة حنان بلخي:
عندما يتم إدخال المرضى إلى المستشفى ويبدأون في مواجهة المزيد من التعقيد من مرضهم، وقد يصابوا بما يُعرف باسم العدوى الفائقة بالبكتيريا، أو إذا كانوا في وحدة العناية المركزة ويكونون أيضًا عرضة للإصابة بعدوى بكتيرية سائدة فوق العدوى الفيروسية التي يسببها سارس-كوفيد2. وقد خرجت منظمة الصحة العالمية بتوصيات حول أوقات استخدام المضادات الحيوية في سياق مرضى سارس-كوفيد2، وهؤلاء عادة ما يكونون ضمن تصنيف المرض المعتدل إلى الشديد لهذا المرض.
فيسميتا جوبتا سميث:
وضحي لنا سبب قلقنا بشأن السيناريوهات التي قد يتناول فيها الأشخاص المضادات الحيوية بدون وصفة طبية، أو قد يتناولون المضادات الحيوية التي تم وصفها لشخص آخر لأنهم سمعوا أن هذا كان فعالًا لشخص آخر عند وجود أعراض مماثلة.
الدكتورة حنان بلخي:
هذا مصدر قلق كبير لأنه أولاً وقبل كل شيء، هناك العديد من الأشياء التي تحدث في السيناريوهات التي قدمتها. يشعر الناس بالحاجة إلى استخدام المضادات الحيوية لأنهم سمعوا من العائلة أو الأصدقاء أنها ستكون مفيدة لهم. بينما تحتاج المضادات الحيوية إلى أن يتم وصفها من قبل مقدمي الرعاية الصحية المرخصين لتزويدهم بالتشخيص الصحيح مع المقدار المخصص من الجرعات مع المدة المناسبة، وهذا مهم للغاية، إذن هذه هي القضية الأولى.
المشكلة الثانية هي في منحهم المضادات واستخدامهم لها بطريقة غير منطقية، بهذه الطريقة نحن نسمح بالفعل لهذه البكتيريا أن تصبح أكثر مقاومة.
نحن في عصر ما نسميه حقبة ما بعد المضادات الحيوية حيث لم تعد بعض المضادات الحيوية الأكثر شيوعًا وقوة لدينا فعالة ويستمر هذا النوع من السلوك في تغذية المقاومة المتزايدة بين البكتيريا.
لذلك نحتاج حقًا إلى توعية المجتمعات والأفراد بما هو الاستخدام الصحيح للمضادات الحيوية وأنه يجب إعطاؤها من خلال وصفة طبية وأنه يجب أخذ الموضوع على محمل الجد.
وإذا تم إعطاؤهم وصفة طبية، فإنهم يحتاجون حقًا إلى إكمال مسار العلاج. هذا الاستخدام غير السليم أو الاستخدام غير العقلاني للمضادات الحيوية، كما قلت، يغذي فقط تطوير المقاومة لهذه البكتيريا.