الهوية الوطنية الجامعة و الأقلام المسمومة
جفرا نيوز - بقلم المحامي فيصل البطاينة
بداية لا أعتقد أن من نادوا بالهوية الوطنية الجامعة قد وفقوا فيما نادوا به حيث لم نسمع عن مثل هذا الطرح (الهوية الجامعة) في أي دولة من دول العالم ، و لا نعرف إن كانت الدول لديها غير هويتها الوطنية فالأردن له الهوية الوطنية الأردنية و فلسطين لها الهوية الوطنية الفلسطينية . بعكس ما بدأنا نسمع من طروحات سواء على لسان اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية حيث جائت مداخلات السيد مروان المعشر الذي قال ( تعد إثارة توصيات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية حول ما أسمته الهوية الوطنية الجامعة في مجتمع يستضيف أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين و اللاجئين من دول أخرى )
حيث أوضح قبل ذلك أن الهوية الوطنية الجامعة سلاحنا ضد التوطين و أن الهوية الجامعة هي المدخل للإصلاح السياسي و الإداري و الإقتصادي و يستطرد أن الهوية الوطنية تحتفي بكافة الهويات الفرعية و لا تنتقص منها و لا تسمح لأي من الهويات الفرعية أن تطغى على الهوية الأم و الحديث عنها كلام منسجم مع الدستور .
و يستطرد المعشر بقوله لدينا مكون شركسي و شيشاني و سوري و أرمني و غيره - و لا أدري ما علاقة هذه المكونات بالهوية الوطنية الأردنية التي تحملها المكونات الشركسية و الشيشانية و السورية و الأرمنية و غيرها – و يتابع المعشر قوله أنه ليس هناك أردني يريد التوطين و ليس هناك من فلسطيني داخل الضفة الغربية أو غزة أو القدس يريد أن يرى وطنا بديلا غير فلسطين حيث استثنى المعشر المكون الفلسطيني للهوية الوطنية الأردنية و لم يتطرق لموضوع الوطن البديل من وجهة نظره ، مع أن المكون الفلسطيني للهوية الوطنية الاردنية هو أكثر الناس تمسكا بفلسطين و بالهوية الوطنية الفلسطينية و هو أبعد الخلق عن عملية التوطين ، و يبدو أن معلوماته استقاها من كونه أول سفير للأردن في تل أبيب .
و عودة للموضوع طالعتنا بعض المجلات التي تسير بالفلك الصهيوني الأمريكي بمقالة للمدعو حسن اسميك الذي يدعو بمقالته إلى أردنة فلسطين أو ضم اراضي الضفة الغربية و غزة إلى الأردن و منح الجنسية الأردنية للفلسطينيين بالضفة و القطاع مع إمكانية منحها إلى المستوطنين الاسرائيليين الذين يعيشون في تلك الأراضي إن أرادوا أن يكونوا تحت الإدارة الأردنية و هذا ما أشار إلية حسن اسميك في مجلة فورين بوليسي بعد أن عنون مقاله بعبارة (وحدوا الأردن و فلسطين) مستطردا بمقالته بأنه من 50 إلى 70% من سكان الاردن هم من أصل فلسطيني مضيفا أن هذا الحل هو بديل لصفقة القرن دون أن يوضح إن كان طرحه وأد للقضية الفلسطينية أو هو طرح لإنهاء الصراع الفلسطيني الصهيوني .
و خلاصة القول لا أدري ما الذي يريده أصحاب الأقلام المسمومة كالمعشر أو سميك و غيرهم من هذا البلد الذي قدم و يقدم من أجل فلسطين كل التضحيات و قوافل الشهداء خير شاهد على ذلك ، فالأردنيون هويتهم الوطنية وحدها لكل من يقيم على الأرض الأردنية و يحمل الرقم الوطني الاردني من أي مكون كان ، و عند تحرير الوطن السليب ستعود الهوية الوطنية الفلسطينية لكل أبناء فلسطين في أي مكان يتواجدون به داخل فلسطين أو خارجها ، و الأردنيون الذين قاسموا أخوانهم الفلسطينيين لقمة العيش هم ذاتهم من قدموا قواقل الشهداء من أجل فلسطين و أرض فلسطين و شعب فلسطين ، و لا يجد أحدا عائلة أردنية لم تنل شرف تقديم الشهداء من أجل فلسطين ، بالوقت الذي لا يعرفوا عن تلك التضحيات أولئك الذين ينظروا علينا بالهوية الجامعة و غير الجامعة .
حمى الله الأردن و الأردنيين من مختلف الأصول و المنابت و المجد و الخلود لشهداء الأردن و فلسطين من أجل التحرير و إن غدا لناظره قريب .