بعكس المؤشرات العالمية.. وفيات (كورونا) في المملكة في تزايد؟

جفرا نيوز - لا تخلو أرقام النشرة الوبائية لوزارة الصحة لانتشار فيروس كورونا بالمملكة من وجود أعداد للوفيات يوميا والتي لا تنخفض بعكس المؤشرات العالمية ومقارنة مع دول كثيرة أخرى ما يدعونا للتساؤل حول أسباب ذلك!.

والمتتبع للمؤشرات العالمية بخصوص فيروس كورونا يرى ان دولا كثيرة على الرغم من ارتفاع معدل الحالات فيها، إلا ان أعداد الوفيات لديها بالنسبة لعدد الإصابات والسكان تعتبر منخفضة، بعكس الأردن الذي ما زال يسجل وفيات يومية مرشحة للارتفاع في ظل الوضع الوبائي الحالي المقلق.

عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ولقاحات كورونا واستشاري العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي أكد في تصريح الى $ ان أعداد الوفيات بسبب كورونا لدينا ليس بالقليل مقارنة مع عدد السكان والدول الأخرى، ولم ينخفض او يصل الى (الصفر) للآن، فما زالت المملكة تسجل اعداد وفيات يومية، وهي مرشحة للارتفاع في ظل تغير الوضع الوبائي.

واضاف ان هناك عوامل طبية ومجتمعية إذا تم التعامل معها وأخذها بعين الاعتبار، فمن الممكن ان يتم السيطرة على عدد الوفيات وتقليلها بشكل كبير، فالخطوة الأولى تبدا بالتعامل مع الحالات الخفيفة والمتوسطة التي تصل للطوارئ او العيادات، فالقدرة على التعامل معها وإيقاف تدهور حالتها ووصولها لشديدة وحرجة، سيقلل من أعداد دخول المستشفيات والمرضى للعناية الحثيثة وبالتالي الوفاة.

وعن البروتوكول العلاجي المتخذ لعلاج مرضى كورونا، دعا بلعاوي الى تحديثه، والتأكد من ان الأطباء لديهم معرفة بالبروتوكول العلاجي والأدوية الحديثة التي يجب ان تكون متوفرة لدينا، فهناك الأدوية المضادة للفيروسات التي يجب ان تعطى بالفم للحالات الخفيفة والمتوسطة، والذين يعانون من أمراض مزمنة خلال 5 أيام من بداية الأعراض، وهي favipiravir وهو متوفر بالأردن، و molnupiravir والذي يمكن استيراده او شراؤه ووضع مخزون جيد منه، ودواء فايزر بعد أخذه الموافقات العالمية.

كما ان هناك وفق بلعاوي أدوية الأجسام المضادة المصنعة مخبريا، والتي يجب اعطاؤها بالوريد للحالات الخفيفة والمتوسطة، خصوصا للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري والضغط والقلب المفتوح وغيرها، مبينا ان الأدوية المحدثة ستشمل أيضا الحالات الشديدة والحرجة، مع التأكد بأن الكادر الطبي والتمريضي في المستشفيات يتلقون احدث التدريبات على اجهزة التنفس الاصطناعي والتعامل مع الحالات الحرجة.

وفي محاولة التخفيف على المستشفيات التي قد تصل نسبة الإشغال او اجهزة التنفس فيها الى 70-80%، اكد على اهمية تبادل المعلومات بين المستشفيات الميدانية والمستشفيات الأخرى والتنسيق بينها، في خضم دخولنا لفصل الشتاء وارتفاع الحالات، بالإضافة للتعاون ما بين المستشفيات الحكومية والخاصة لامتصاص الارتفاع في الحالات.

وعلى جانب مجتمعي، شدد بلعاوي على ان التعامل مع الحالات قبل تدهورها اسهل بكثير من تأخرها، فكثير من المواطنين لا يذهب للمستشفى الا بعد تأخر حالته، مما يصعب التعامل معها وزيادة عدد الوفيات، مناديا الجميع خصوصا من يعانون من امراض مزمنة بمراقبة انفسهم، وعدم التأخر بالذهاب للمستشفيات الميدانية او الطوارئ، في حال لاحظ تدهورا بحالته من ضيق تنفس او نزول الأكسجين، فالسيطرة على الحالات الخفيفة والمتوسطة ومنع تدهورها يقلل اعداد الوفيات.

ونادى الى زيادة التوعية بأهمية المطاعيم، والوصول للفئات التي لم تتلق جرعتيها، لأن اللقاح يبقى الأساس في تقليل أعداد الوفيات، ووفق احصائية فإن 95% من الوفيات هي للأشخاص الذين لم يتلقوا أي جرعة من اللقاح او جرعة واحدة فقط، مع ضرورة تلقيهم من مر على تطعيمهم 6 أشهر فأكثر.

الرأي