المحروقات والبرد أساس كل علة دولة الرئيس

جفرا نيوز - نصر شفيق بطاينه
 
جاء في الأخبار قبل عدة أيام أن رئيس الوزراء قد وجه وزارة الصناعة والتجارة إلى تفعيل مراقبة الأسواق وتوفر السلع بأسعار عادلة وأنه لا مبرر لرفع الأسعار فهناك مخزون استراتيجي متوفر لجميع السلع الأساسية وبمستويات طويلة الأمد 

الحقيقة أن التوجيه والطلب لا غبار عليه ويشكر دولته على مدى اهتمامه بتوفير السلع وبأسعار عادلة للمواطنين, لكن لدينا بعض الملاحظات نضعها أمامكم وأمام كل المعنيين برفاهية المواطن .
 
نذكر أن السوق الأردنية حرة وغيرة مقيدة وخاضعة للعرض والطلب على النظام الرأسمالي ولا سلطة للصناعة والتجارة على السوق , فقط مراقبة وإجبار أصحاب المحلات على وضع التسعيرة فوق السلعة ولا غير ذلك فمنذ إلغاء وزارة التموين لم تعد سلطة لأحد على أسعار السوق إلا فيما يتعلق بمنتجات القمح والطحين والقطايف التي تسعر سنويا والتي أهلكتنا وأهلكت الزرع وأجفت الضرع 

علما أن جميع أسعار السلع ارتفعت وبدون استثناء مباشرة بعد الإعلان أن أجور الشحن العالمي سوف ترتفع فقد اجري اللازم من قبل التجار وعلى المواطنين الرضوخ والتنفيذ والدفع على الأسعار الجديدة مرغما شاء من شاء وأبى من أبى ولا عزاء للطفرانين 

طيب يا جماعة الخير في الحكومة بدل ما تقولوا هش اكسروا رجلها حسب التعبير الدارج , وهو لماذا لا يكون هناك توجيه إلى لجنة تسعير المحروقات لوقف رفع الأسعار الشهري ؟! ( 8 مرات من 10 ) وكأنها أصبحت من اللازمة التي تصاحب بعض الأغاني لا بد من ترديدها بعد كل مقطع شعري أو موسيقي وهنا اللازمة في المحروقات تعزف شهريا ويقوم المواطنون بالدبكة والرقصة عليها وذلك من خلال تفريغ جيوبهم من النقود تدريجيا أو شهريا حتى يصل إلى حيث ألقت رحلها أم عامر 

في إحدى الحكومات السابقة وفي رمضان قام نائب رئيس الوزراء وهو بالمناسبة رجل اقتصادي معروف بزيارة إلى المؤسسة الاستهلاكية المدنية لتفقد توفر السلع الغذائية في المؤسسة وفي نهاية الزيارة قام بتوجيه نداء إلى التجار بعدم رفع أسعار السلع الغذائية والشعور مع المواطن , الشعور مع المواطن يا أخوان , في الوقت الذي كانت الحكومة قد رفعت أسعار المحروقات بنسبة كبيرة وقبل أيام قليلة فقط من الزيارة , فماذا نقول في ذلك ؟! ( بتذكروا قصة الخطيب اللي كان يعيض على كباب الناس في خطبة الجمعة ) .
 
إن رفع أسعار المحروقات الشهري هو السبب في رفع أسعار كل السلع يا دولة الرئيس , من وسائل نقل , ومع أن الحكومة لم ترفع أجور النقل إلا أن غالبية أصحاب الحافلات المختلفة رفعوا الأجور كل بحسبه ولا ينتظروا بلاغا رسميا بذلك , مرورا إلى المطاعم إلى الخضار والفواكه والملابس لأن كل التجار حجتهم وعذرهم في رفع أسعار السلع هو رفع أسعار المحروقات الشهري والكل يريد تعويض ما دفعه في المحروقات من جيب المواطن أو المستهلك ذو الدخل المحدود والمهدود 

 لماذا لا يتم توجيه إلى خفض الضريبة على البنزين التي تعادل ثمن نصف التنكة إضافة إلى أنواع المحروقات الأخرى؟! لماذا لا يتم توجيه وزارة الطاقة إلى وقف المسلسل والذي عنوانه إزالة تشوهات فاتورة الطاقة ؟! والذي كل فترة قريبة وأخرى يعرض علينا ويسحب نقودنا ونحن ننظر إليه تارة بحجة العدالة والتنظيم وتارة دعم الشرائح الفقيرة 

والحلقة القادمة من المسلسل سوف تعرض وتطبق ربيع السنة القادمة وهي عبارة عن رفع أسعار الكهرباء في ثوب جديد آخر موديل ظاهره مزركش وهو دعم المواطن ضمن بعض الشرائح وباطنه العذاب ورفع الأسعار ومعاقبة كل من يستهلك أكثر من 600 ك واط وعليه تعطيل معظم أجهزته الكهربائية والعودة إلى البدايات والصرف على الشرائح اقل من 600 ك واط ومن ذقنه قليلوه

وكأن النقطة الرئيسية المطلوبة هنا هو إيقاف التدفئة التي تعتمد على الكهرباء والعودة إلى الصوبات التقليدية من غاز وكاز وهذه المواد ليست رخيصة أيضا في قاموس ذوي الدخل المحدود , وهل تعلم دولتك وأصحاب الشأن أن غالبية المواطنين لا يستطيعون تشغيل صوبة الغاز على أكثر من شعلة واحدة وإذا صدف أن احد الأولاد ضبط بالجرم المشهود وقد أضاء الشعلة الثانية دون مبرر وخالف أمر رب الأسرة فيعتبر ذلك بطرا وحسابه عسيرا ويا ويله ويا ظلام ليله والكتال جاهز 

 وكذالك صوبات الكاز ,وهناك حادثة تذكر أن إحدى قريباتي اشترى لها ابنها صوبة غاز أربع شعلات وأخذت تتفاخر وتعرط علينا بها كون صوباتنا ثلاث شعلات فقال لها أخوها أتحداك أن تشعلي شعلتين ولك جائزة وما هو إلا كما قال فقد كانت بالكاد تشعل شعلة واحدة بعد جاهة كبيرة من وجوه الربع لأنه لما كنا نروح نزورها أيام الشتوية نجدها لافه حالها باللحاف ومتمغطه... طيب وين الصوبة أم الاربع شعلات .. ما هو الجو دافي .... مع انه بنكون مكر فشين من البرد وبمنشيها إلها لأنه عارفين العلة ....وقد توفيت رحمها الله والصوبة بالكرتونه ..

 وهل تعلم أن بعض الأسر تتداول الصوبة بين غرف الدار حسب برنامج زمني توفيرا في الجهد وعدم توفر أكثر من صوبة فضلا عن عدم توفر النقود للوقود ثانيا , ولا أريد أن اذكر بقصة الأخوين في إحدى مدارس عمان الذين كانوا يتناوبون على الجاكيته الشتوية , احدهم يلبسها قبل الفرصة والثاني بعد الفرصة وكما ذكرها الكاتب حلمي الأسمر في احد مقالاته في جريدة الدستور قبل سنوات وهذه الحالة عابرة للزمن والمحافظات

وهل أذكر أن كثيرا من المواطنين يتزودوا بالكاز بقناني البيبسي أو عبوات زيت القلي الصغيرة وإن بعض العائلات تعوض وقود التدفئة بحيث تتقبع بحرام أو بطانية طلبا للدفء 

هناك جدال دائر بين نقابة أصحاب المطاعم الشعبية وبعض أصحابها على ضرورة وأحقية رفع أسعار الوجبات الشعبية , نقول يا أخوان في النقابة لقد رفعت المطاعم أسعار وجباتها وانتهى الأمر والذي يدور هو جدل بيزنطي هدفه ذر الرماد في العيون , والذي لم يرفع سعر حبة الفلافل نقص من حجم الحبة صدقوني في بعض المطاعم اعرفها أصبحت حبة الفلافل بالكاد ترى بالعين المجردة 

 أتذكرون حجم الفلس أصبحت بحجمه وهؤلاء يختصروا من حجم قالب الفلافل ولا أدري كيف يصنعون ذلك القالب أو كيف سيصبح حجمه في المستقبل تحايلا على رفع السعر ...ولا أخفيكم سرا بتعرفوا ما بخبي عليكم امرا اني أشعر بالقلق على مصير ومستقبل حبة الفلافل فهو غامض ومجهول الله يستر ....وخاصة في هذه الظروف الصعبة حيث الوضع العربي غير مريح والاقليم ملتهب ونحن نمر بمنعطف خطر 

إن الأمراض التي يتعرض لها المواطن في فصل الشتاء من نزلات برد أو رشوحات أو مغص كلوي أو معدي سببه البرد الناتج عن قلة التدفئة وجاء في الأمثال قديما أن البرد أساس كل علة تماما كما أن رفع أسعار المحروقات هو سبب علة رفع أسعار السلع الاستهلاكية الأخرى 

هل من نظرة إلى المواطن وعطفا عليه ووقف رفع أسعار المحروقات الشهري ووقف مسلسل إزالة تشوهات فاتورة الطاقة كل حين وحين والذي يعني بما لا يقبل مجالا للشك أنه رفع أسعار ولكن بطريقة مغلفة ومزركشة 

 وبما إننا على أبواب الموازنة هل من نظرة أو توجيه لزيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين وخفض ضريبة المبيعات والضرائب الأخرى المفروضة على المواطنين ونكون من الشاكرين 

إن الأوضاع الحالية الصعبة التي يمر بها المواطن ليست وليدة الساعة أو الحكومة الحالية ولكن هي نتاج نهج حكومات سابقة ولكن تقع مسؤولية على الحكومة الحالية أن تخفف من معاناة المواطن وحل العقد السابقة وتحسين معيشته لا تطينها وكما طلب منها في كتاب التكليف السامي ولا عذر لها 

حمى الله الأردن وقيادته وحمى المواطنين من اللازمة برفع أسعار المحروقات الشهري وإزالة تشوهات فاتورة الطاقة والكهرباء وتبعاتها ....