تيسير السبول : سار مع الوهم وانتحر بسبب هزيمة العرب بحرب النكسة

جفرا نيوز - في مثل هذا اليوم من عام ١٩٧٣، توفي تيسير سبول منتحراً، واحد من أعظم الكتاب والشعراء الأردنيين.

ولد سبول في الطفيلة عام ١٩٣٩، لعائلة متوسطة الحال، والدته فلسطينية ووالده يعمل في الزراعة.

أكمل تعليمه الابتدائي في الزرقاء وتعليمه الثانوي في عمّان، حيث حصل على منحة دراسية حكومية لدراسة الفلسفة في الجامعة الأمريكية في بيروت. لم يصمد في لبنان طويلاً، فتوجه إلى سوريا لدراسة الحقوق، وهناك تزوج من مي اليتيم، والتي انجبت منه ولداً وبنتاً؛ عتبة وصبا.
أنهى تنقلاته عام ١٩٦٤، حيث عاد إلى الأردن وافتتح مكتباً للمحاماة، ولكنه فما لبث إلا وأغلق مكتبه وعمل في الإذاعة، حيث كان يقدم برنامجاً بعنوان "مع الجيل الجديد"، والذي كان يستضيف فيه كتاباً أردنيين وعرب.

تركت هزيمة عام ١٩٦٧ في نفسه حزناً عميقاً حتى آخر أيام حياته، فظل طوال ستة أعوام يتملكه اليأس والإحباط، وفي عام ١٩٧٣، ومع اندلاع أحداث حرب رمضان، أدرك أن تلك الحرب لم تكن حرب عربية لاستعادة جميع الأراضي التي احتلتها إسرائيل، ففقد الأمل، وبدأ يخطط لإنهاء حياته.

ذات يوم، انتظر سبول زوجته لحين عودتها من عملها في مستشفى ماركا العسكري، وعندما عادت جلس إلى جانبها، وأخبرها أنه ليس لديهم غاز وطلب منها الذهاب إلى منزل الجيران كي تستخدم هاتفهم، وعندما خرجت، أخذ ينظر إليها من النافذة وما لبث أن أطلق رصاصة على رأسه، منهياً حياته بشكل مأساوي.

ولكن لعل أهم أعماله الأدبية كانت رواية "أنت منذ اليوم"، والتي اعتبرت عاموداً من أعمدة الرواية العربية ما بعد الحداثة، بسبب استعانتها بالأسلوب الأدبي "السرد عن السرد".