استدامة مياه حوض الديسي...إلى متى؟

جفرا نيوز - أعلنت وزارة المياه والري قبل يومين توقف ضخ المياه من الديسي الأسبوع الحالي لأعمال الصيانة الوقائية، ورغم أن التوقف لن يتعدى سوى أيام عديدة إلا أنه أثار سؤالا في غاية الأهمية عن مدى استدامة خط مياه الديسي خصوصاً أن مياهه غير متجددة ولا يمكن تعويض الفاقد منها.

ويقع حوض مياه الديسي بالقرب من قرى صغيرة تسمى «قرى حوض الديسة»، وعلى بعد 320 كم إلى الجنوب من عمان يتواجد خزان مياه جوفية صالح للشرب مشترك بين الأردن والسعودية اكتشف في أواخر ستينات القرن الماضي.

وبدأت أن الحكومة بالاستفادة من مياه حوض الديسي لأغراض الشرب في عمان والعقبة في عام 2013.

وبحسب تقرير أصدرته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، فقد تبين أن السحب للأغراض الزراعية في تبوك أدى إلى تشكل حفرة رأسية كبيرة وعميقة تحت منطقة الضخ العالي التي غيرت من اتجاه تدفق المياه الذي كان يتجه سابقا من السعودية إلى الأردن.

ويقول أستاذ علوم المياه في الجامعة الأردنية الدكتور الياس سلامة: إن الضخ الجائر لمياه حوض الديسي سيؤدي الى جفاف المياه منه والتي خزنت فيه منذ عشرات الاف السنين.

ويبين أن الاعتداءات التي تحدث للحوض تؤثر على خفض حصة المياه المخصصة لعدد من المناطق وحرمان مناطق أخرى من حصصها الكافية من مياه الشرب.

وللحد من الاعتداءات على خط مياه الديسي فقد أعلنت وزارة المياه والري بداية العام الجاري عن توقيع اتفاقية ومذكرة تفاهم مع مديرية الأمن العام لحماية مياه الديسي من الاعتداءات.

ويرى سلامة أن تحلية مياه البحر الاحمر تعد الحل الوحيد الممكن أن يحدث تحت السيادة الاردنية لتأمين المملكة بمياه الشرب والصناعة.

ويبين المدير التنفيذي للشبكة الإسلامية لتنمية إدارة مصادر المياه الدكتور مروان الرقاد، أن مياه حوض الديسي هي مياه أحفورية تجمعت حينما كانت مياه الامطار عالية، وانعزلت لاحقا لعوامل جيولوجية تحت الارض لتصبح مصدرا غير متجدد خصوصا وأنه لا يمكن لمياه الامطار ان تصلها في ظل شح الأمطار حاليا في تلك المناطق.

ويتابع: رغم أن الباحثين قدروا ان امكانية تجدد مياه حوض الديسي بـ 20 مليون متر مكعب سنويا الا أن ضخامة الحوض وامتداده من شمال السعودية باتجاه اسفل الاردن كاملها يجعلنا نعتبر أن مياهه غير متجددة.

ويذكر الرقاد أن السعودية خففت استخراج المياه من حوض الديسي لأنهم وجدوا أن استخدامه للأغراض الزراعية غير مجدٍ اقتصاديا الا أن كمية السحب تصل إلى أكثر من 500 مليون متر مكعب سنويا، في حين إن سحب الاردن لمياه حوض الديسي يقدر بـ 100 مليون متر مكعب سنويا وفق اتفاقية أبرمت بين الطرفين.

ويرى أن امكانية الاستفادة من مياه الحوض يمكن أن تصل إلى أربعين سنة قادمة وبعدها سيتوقف عمله، بالرغم من اعتباره مشروعا مهماً لا بديل عنه حاليا.

ويؤكد أن هذا المشروع أعطى صناع القرار فرصة للعمل على مشاريع استراتيجية اخرى كمشروع الناقل الوطني المنتظر.

وحول الصيانة الحاصلة من قبل وزارة المياه هذا الأسبوع، يؤكد الرقاد أن الصيانة الوقائية ضرورة مهمة لاستمرار التزويد المائي من الحوض الى مناطق المملكة والكشف عن مناطق التسريب ان وجدت.