كريشان يكتب: ماذا يجري في عمان؟..


جفرا نيوز- كتب: محمود كريشان
في تلك الأمسية الاعتيادية، اقترب "عقيل" من الوجع.. بمساحات واسعة ومتشعبة من القهر.. 
قال في قرارة نفسه، نبحث عن معالم المكان.. ونتلو فعل السؤال المستفز.. "وينهم"؟.. اين حسن ابوعلي؟.. لماذا الحزن يكلل وجهه؟.. أين كتبه وصحفه؟.. وين ابتسامته؟.. لماذا اختفت وبقي قلبه ينبض بحب عمان والعطف على فقراء المدينة، من شتى الاصول والمنابت.. والمعتقدات؟..
 صفن "عقيل" مطولا.. وارتشف كامل ما تبقى من كأسه، ومسح شواربه المصبوغة باللون الأسود الفاقع، وتنهد وهو يتمتم وقد تجهم وجهه: وين عمران باشا الذهبي؟.. أين وجيه وسط البلد؟.. حبيب أهل عمان.. عضو الفيصلي.. وصديق شخصي لشيخ المشايخ مصطفى.. ومن مثل مصطفى؟.. 
الدهشة داهمت عقيل.. كيف اطفأ "الكت كات" الأضواء، وابلغ الندامى للانزواء بعيدا عن امسياته؟.. الأوبرج اغلق ابوابه في وجه الرفاق؟.. "صمير" باع اوراق اليانصيب الخاسرة ومضى بحثا عن المتسولة الجميلة (ت)، فهو زير متسولات.. "هاشم" أعلن نفاق منتوجاته باستثناء "الفول".. وان خلص الفول انا مش مسؤول..
"عرار" أشغلته الأسئلة تحت تأثير جرعات من عرق حداد العادي وليس الذهبي "بدون كحول".. في لحظة تجلي انبثقت الأسئلة من جملة القلق.. وينك يا عرار عمان.. حبيب الزيودي؟.. الدوريات الراجلة؟.. وين هويتك يا شب؟.. احمد الرحاحلة دخل في غيبوبة.. تخلى عنه الجميع.. لم يعد يحمص القهوة، وفناجيل "الساده" انكسرت بغيابه.. له الله.. وباب الله أوسع من كل الأبواب..! 
عمان تغرق في الحزن النبيل.. جبينها الوضاء مكللا بالوجع.. حارس المدينة الفاضلة مات بالكورونا.. قارىء القرأن في مسجدها الحسيني الكبير في ذمة الله.. اهل الخير والاحسان فيها اشهروا افلاسهم.. تقطعت السبل بالمساكين والمحتاجين.. لهم الله.. والله كبير...
من سيعطف على جمال زهران وعماد التيس وطلال؟.. اين سينام عصام؟.. ومن سيطعم قطط "صمير"؟.. خلدون العقايلة "ابوسالم" باع الذهبات، لكنه أقسم بأغلظ الأيمان، انه لن يترك أيتام معان..
 "اسماعين" لن يقضي امسيته في حانة بيترو التي يطلق عليها الرفاق "نفق الحدادة" كونها بمدخلين؟.. عوني قنعير باع البقالة الشهيرة في الأزقة اللعينة.. "الطفايلة" فرسان عمان.. غادروها بوفاة أسدها "يحيى السعود".. وعشاق الفيصلي نكسوا الرايات باختفاء المقر العريق من طلوع البلاستيك، والمؤامرات تحاصر ناديهم العريق..!
عقيل طفح كيله.. عذرا عمان.. لست قريبة من الوجدان.. بعد ان تسلل هلا اليك الزعران واغتالوا ملامح المدينة.. انا منذ اليوم لست عماني.. عذرا عمان.. هكذا قال عقيل..
(م.ك)..
 Kreshan35@yahoo.com