الفصل الأول.. هل اربك المشهد التعليمي؟
وزارة التربية والتعليم اوضحت اكثر من مرة، ان سبب التقلص يأتي كإجراء احترازي مسبق، منعا لتفاقم الاصابات اليومية بفيروس كورونا وتحويل المدارس الى بؤر لانتشار المرض والذي بدأ يرتفع في الاسابيع القليلة الماضية، حيث وصل الى نسبة تجاوزت 6% من نسبة الفحوصات الايجابية اليومية.
وفي الوقت الذي أشاد خبراء بخطوات الوزارة في تجاوبها مع الجانب الصحي العام، وسعيها الدؤوب للحفاظ على عملية التعليم من مخاطر الاصابة بالفيروس سواء بين الطلبة او الكوادر التربوية،فان الوزارة كثفت جهودها في سبيل تسريع الفصل الدراسي الاول قبيل البدء بذروة فصل الشتاء والذي يتوقع ان ترتفع فيه نسب الاصابة نتيجة لاحتمالية الاصابة بنزلات البرد التي تتشابه اعراضها مع اعراض كورونا.
الآراء تباينت ازاء هذه الخطوة ما بين مؤيد ومعارض، ففي حين اعتبر البعض القرار أنه وسيلة للتخفيف من حدة الاصابات اليومية، الا ان آخرين يرون ان على الحكومة ووزارة التربية والتعليم على وجه الخصوص، اتباع تدابير جادة لمواصلة عملية التعليم دون انقطاع في ظل تبعات التعليم عن بعد الذي وضع الطلبة في قبان التجربة والقياس للقرارات الرسمية، وهذا يتنافى مع عملية التعليم التي تتطلب التزاما تاما بالمواعيد والانظمة المدرسية.
واعتبر مراقبون ان عملية التعليم عملية لا متناهية تبدأ من البيت وتصل الى المدرسة وتدور في حلقة مستديرة، لذا فان تقليص الفصل ليس بالضرورة ان يحد من الاصابات اليومية، نظرا لتفاعل الطلبة مع محيطهم الاسري لانهم ليسوا بعزلة عن الواقع العام حيال تفاقم الاصابات اليومية.
وعلى اثر هذا القرار قامت وزارة التربية بتوجيه مديري التربية لتحديد موعد التقويم المدرسي للفصل الدراسي الاول على ان لا يتجاوز اجراء هذا التقويم الثاني من كانون الاول العام الجاري، الامر الذي اربك مشهد عملية التعليم، حسب وجهة نظر البعض والذي يجب ان يكون مترابط من حيث آلية اكتساب المعارف والمفاهيم الاساسية للكثير من المراحل الدراسية، والتي تكون متسلسلة وفق اسس علمية مبنية على نتاجات معرفية واستدراكية يقوم بها الطالب في مرحلة التعليم المدرسي.
من جانب متصل اكدت الوزارة انها حافظت على عدد ايام الدراسة الفعلية للطالب والمتمثلة 195 يوما، عبر تقديم موعد بدء الفصل الدراسي الثاني في الاول من شباط المقبل.
وبالمقابل اعتبر أولياء امور طلبة ان تقليص الفصل بالتزامن مع العمل بنظام التناوب اسهم بتوسيع الفجوة مابين المدرسة والطالب وبشكل يؤثر على ميول الطلبة واهتماماتهم حيال عملية التعليم التي تتطلب حزما عند اتخاذ الاجراءات عبر مواصلة العمل في سبيل سد ثغرات التعليم عن بعد، والذي بدأت تظهر اثاره على سلوك الطلبة داخل الشعبة الصفية من تململ واهمال، الا ان السعي الجاد نحو ايجاد تكاملية في عملية التعليم في ظل الظروف الاستثنائية جراء جائحة كورونا تتطلب التعاون المثمر من قبل الجميع في سبيل الخروج من الأزمة بأقل الخسائر الممكنة.
الرأي