الطراونة: "قادرون على الإبداع والرواشدة تراجع كبير في الحريات"..حجازين نشرنا موادا لم تتجرأ صحف على بثها وعبدالهادي المهنية قبل السبَق!!
* الطروانة: الجانب الإبداعي متوفر
* حجازين: نشرنا موادًا صحفية لم تتجرأ صحف على بثها
* الرواشدة: تراجع كبير بمنسوب الحريات في مؤسسات الإعلام الرسمية
* عبدالهادي: الإعلام الرسمي غاية بالأهمية
جفرا نيوز - تقرير: موسى العجارمة
يرى بعض المشاهدين والمتابعين للإعلام الأردني بأن وسائل الإعلام الرسمية أغلب موادها تنشر بأسلوب بروتوكولي يمثل شكل واستراتيجيات الحكومات، دون إضافة جانب إبداعي يشكل حالة فريدة من نوعها؛ لكونها تعد أدوات حكومية مرتبطة بسقف معين، والدليل توجه أغلب المواطنين إلى الوسائل الإعلامية الخاصة سواء إن كانت مرئية أو مسموعة أو حتى مكتوبة؛ لكونها انسجمت مع الثورة الرقمية الجديدة ووظفت كافة التقنيات الحديثة لدعم رسائلها، بعكس وكالة الأنباء الأردنية "بترا" ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردني اللتان يشكلان ذراعاً إعلامياً حقيقياً للحكومات.
وفي المقابل، يختلف العديد من الخبراء الإعلاميين والمواطنين حول تلك الآراء الرائجة عن مؤسسات الإعلام الرسمية؛ لطالما هي بالأصل استخدمت لتوفير المعلومة الحقيقية للمواطن، وهذا بحد ذاته أعلى صور المهنية، لأن تلك المؤسسات لا تبحث عن السبق أو عدد المشاهدات، بل موضع حرصها تقديم المحتوى الإعلامي الحقيقي دون أي بهتان أو إملاءات أخرى تتحكم بجودة الخبر أو التقرير، والدليل جائحة كورونا التي أثبتت للجميع بأن الخبر الرسمي هو موضع إهتمام المواطن، بالإشارة إلى أهمية بعض الوسائل الإعلامية الخاصة التي تعد شريكة بنقل الخبر المهني والصورة الحقيقية للمواطن.
* الطراونة: عملية استعادة ثقة المواطن بالإعلام مرتبطة بالمهنية والموضوعية
رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية غيث الطراونة يقول إن الأدوات المهنية هي السبيل الوحيد لتعزيز ثقة المشاهد بالمؤسسات الإعلامية سواء إن كانت رسمية أو خاصة، لافتاً إلى أن عملية استعادة ثقة المواطن بوسائل الإعلام الرسمية والخاصة ترتبط بالمهنية والموضوعية بالدرجة الأولى وفي حال توفر هذا المعيار ستكون المادة الإعلامية مجدية وتحقق الغاية الكاملة وتلبي كافة استفسارات المواطنين.
ويختلف الطراونة أثناء حديثه لـ"جفرا نيوز" مع الآراء الرائجة حول تلاشي الجانب الإبداعي بالمادة الإعلامية الصادرة من قبل المؤسسات الرسمية، معتبراً أن الإبداع ليس محصوراً على الفئة معينة فوسائل الإعلام الرسمية قادرة على الإبداع في حال حاولت التفكير من خارج الصندوق، وقدمت موادًا إعلامية تتناسب مع الهوية الوطنية، مؤكداً أن الجانب الإبداعي في الإعلام الرسمي متوفر ولكن لا بد من تعزيز الإمكانيات والجرأة باتخاذ القرارات.
* حجازين: حرية مطلقة في وكالة الأنباء الأردنية "بترا"
مدير عام وكالة الأنباء الأردنية "بترا" فائق حجازين يعتبر أن الحكم على مدى الحرية والسقف العالي للمواد الصحفية المنشورة في وكالة بترا يحتاج لدراسة علمية منطقية تحلل كافة الأخبار؛ لأنه لو تم تحليل النشرة اليومية سيتبين للمتلقي بأن هناك طيفاً واسعاً من الأخبار التي تنشر فهناك اخبار محلية واقتصادية وإقليمية ورياضية وعالمية ودولية ذات علاقة بقضايا عربية تهم الملف الأردني، ولو رصدنا حجم الأخبار الحكومية من تلك النشرة سنجد بأنها تشكل جزءاًُ بسيطاً من عدد الأخبار التي يتم بثها خلال اليوم الواحد.
ويقول حجازين لـ"جفرا نيوز"، إنه لو تم تحليل جرعة الأخبار التي يقدر عددها بين (140-160) مادة صحفية خلال اليوم واحد سنجد بأن الأخبار الحكومية بمثابة نشاطات هامة تعد موضع اهتمام المواطن ويحرص الجمهور على متابعتها، مشدداً على ضرورة وجود دراسة علمية لتحديد جانب الحرية الممنوح في وكالة بترا بدلاً من الآراء الانطباعية.
"ونحن نحافظ على حق الجمهور بالمعرفة حول قضية معينة ونقوم بتزويده بالمعلومات الضروية ونشير بذات الوقت إلى أماكن الخلل في الخدمات المقدمة للمواطن بهدف الإصلاح، وهناك العديد من التقارير التي نشرتها الوكالة انتقدت الكثير من الأمور والخدمات المقدمة للمواطن ليس من باب الانتقاد بل بهدف الإصلاح وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، بالإشارة إلى أن الوكالة جهاز إعلامي رسمي ولكنه يقدم خدماته للدولة الأردنية بكافة مكوانتها من شعب وأرض وحكومة وكافة الأجهزة". وفق حجازين.
وينوه أن الصحفي عندما يساعد القطاع العام بالكشف عن مكامن الخلل وطرح الحلول البديلة، سيثمن ذلك المسؤول ولا ينزعج بتاتاً ؛ لطالما هدف الإعلام حماية المجتمع ومؤسسات الدولة، موضحاً أن الحرية في وكالة بترا مطلقة؛ لطالما هناك حفاظ على حق الجمهور ويتم تقديم المعلومة التي تساعد المواطن على تكوين الرأي حيال أي قضية، بالإشارة إلى أن هناك معلومات ليس بالضرورة طرحها خلال المادة الصحفية، ولكن نحن نقدم معلومات تساعده على تكوين الرأي.
يختتم حجازين حديثه لـ"جفرا نيوز" بأنه في حال اعتبر المتلقي بأن معيار الحرية يكمن بالتأشير على الخلل فوكالة بترا تفعل ذلك وقامت بنشر تقارير لم تجرأ الصحف على نشرها خلال فترات سابقة، مبيناً أن هناك مواد إعلامية تم بثها سابقاً وأشارت إلى مسألة تغول القطاع الخاص على الموظفين في عدة شركات، وهذه القضايا لم تتجرأ الصحف اليومية على نشرها خوفاً من سحب الإعلانات عنها.
* الرواشدة: قضايا مفصلية في الأردن تصدرت الشاشات العالمية مع صمت الإعلام الأردني
مدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية ووكالة الأنباء الأردنية "بترا" سابقاً، رمضان الرواشدة يعتقد بأن هناك تراجع كبير بمنسوب الحريات في المؤسسات الإعلامية الرسمية، وهذا بسبب عدم استقلاليتها بالقرار التحريري وتبعيتها للحكومة، وعلى الرغم من وجود مجالس إدارات للمؤسسات الإعلامية إلا أنها لم تقدم شيئاً كبيراً لرفع سقف الحرية وهذا يعتمد على شخصية من يدير المشهد الإعلامي بالمؤسسات الرسمية والمسؤول عن المرجعية الإعلامية في الحكومات.
ويشدد الرواشدة أثناء حديثه لـ"جفرا نيوز" على ضرورة إعطاء هوامش كبيرة للمؤسسات الإعلام الرسمية ضمن الدستور والقانون الأردني، بحيث ان يكون العرش صمام أمان والأجهزة الأمنية والوحدة الوطنية خط أحمر، وما تبقى من أمور ليس هناك ما يمنع انتقادها، متمنياً انتقاد الأداء وليس الشخص بهدف تحسين الأداء العام لرئيس الوزراء أو الوزير أو المسؤول .
ويجزم بأن الحكومات المتعاقبة لم تستفد من الأجواء التي هيئها جلالة الملك لإعطاء حيز أكبر للصحافة الأردنية، وقد رأينا بالسنوات الأخيرة بأن الإعلام الأردني كان آخر المتحدثين عن القضايا الإشكالية التي مرت على المملكة بالتزامن مع مؤسسات إعلامية في عالم تتحدث عن قضايانا كان إعلامنا حينها ملتزم الصمت.
*عبدالهادي: المهنية تسبق الخبر الصحفي
نائب مدير تحرير المندوبين في جريدة الدستور، نيفين عبدالهادي تعتقد أن جانب المهنية والمصداقية هو الأهم؛ لكونها تؤيد نظرية المهنية تسبق السبق الصحفي، وحتى الحرية، لافتة إلى أن الإعلام الرسمي هو مصدر معلومة مهم للجميع، إن لم يكن اساسياً في الكثير من الأخبار والأحداث، وتحديداً تلك التي تأخذ طابعاً رسمياً.
أمّا بما يخص الحريات، تقول عبدالهادي لـ"جفرا نيوز"، إنه في كافة دول العالم حتى أكثرها ديمقراطية -وفق وصفهم لأنفسهم- الإعلام الرسمي يبقى ايقاعه مضبوطاً بشكل كبير، لجهة الرأي ووجهة النظر الرسمية، وكذلك حال مدارس الصحافة والإعلام بالغالب أن تكون وسائل الإعلام الرسمية هي لسان الدولة، وهذا امر طبيعي، وقد يرى البعض أن في ذلك خفض لمستوى الحريات بهذه المؤسسات، وهذا أمر طبيعي، ولا يعيب هذه المؤسسات التي هي بكل الأحوال مؤسسات رسمية مهمتها نقل الخبر والحدث بمهنية وليست صناعتهما.
- هل ترى نيفين عبدالهادي بأن قناة المملكة غردت خارج السرب وكانت موادها الإعلامية والصحفية مختلفة عن وكالة الانباء الأردنية بترا ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية؟
تؤكد عدم تأييدها لمبدأ المقارنة، لطالما كل مؤسسة إعلامية في المملكة لها هويتها الخاصة تتفوق في مكان وتخفق في آخر، وحتماً للقناة بصمات هامة في المشهد الإعلامي المحلي وكذلك الإقليمي ولا نجافي الحقيقة، إن قلنا العالمي ببعض المتابعات، وهذا لا يعني أن مؤسسات الإعلام الأخرى ليس لها ذات الحضور ينقص ويبرز لكنها حاضرة، مبدية احترامها لقناة المملكة إلا أنها لا تحبذ المقارنات، وخاصة أن هذه الوسيلة إخبارية متخصصة ومتفرغة فقط لمتابعة الأحداث والأخبار، بالمتابعة والتحليل والقراءات والبرامج، في حين مؤسسات اخرى متنوعة المحتوى ولذلك بطبيعة الحال أثر على ما تقدّمه من برامج.
وتضيف أن مؤسسات الإعلام الرسمي: وكالة الأنباء الأردنية بترا ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية وقناة المملكة تكمل بعضها البعض بذات الإيقاع دون تغريدات خارج السرب.
*هل الإعلام الرسمي يطغى على الجانب الإبداعي للصحفي؟
ترى عبد الهادي بأن مدرسة الإعلام الرسمي غاية في الأهمية، ومن شأنها تعزيز الإبداع وصقله، وأثره إيجابي تحديداً لجهة المهنية، معتقدة بأن من لم يعمل في إحدى مؤسسات الإعلام الرسمي أو في إحدى الصحف الورقية هو (شخص مظلوم مهنياً من وجهة نظرها) لأن هذه المؤسسات تعد عنواناً لحالة إعلامية ناضجة وغنية بالخبرة والتميّز المهني، ولذلك الإعلام الرسمي بمؤسساته وأسلوبه بشكل داعم ومعزز للإبداع، وبطبيعة الحال الحديث من وجهة نظري عن الابداع بالاعلام والصحافة له عنوان واحد هو المهنية والمصداقية، والتعب في إعداد المادة الصحفية او الاعلامية، كتابة ومتابعة، وخاصة بأنها لا تؤيد السرعة في بث الخبر على حساب المصداقية".
تنوه عبدالهادي أن التلفزيون الأردني ووكالة الأنباء الأردنية، يقدمان موادًا اعلامية وصحفية تعلو بها المصلحة الوطنية وتقدم رسائل لخدمة المواطن، ولا تعتقد أن من شأن أي مؤسسة إعلام رسمية أن تقدّم أي مواد تتضمن أي أولويات أو مضامين تغيب عنها المصلحة الوطنية، مبينة أن الصحفي عندما يقدم الخبر بمصداقية نحن هنا نتحدث عن أعلى درجات المواد التي تخدم المواطن والحكومة والدولة.
ولا تحبذ تسمية تلك المؤسسات بوسائل إعلامية حكومية؛ لكونها تعد إعلام دولة فوكالة الأنباء يطلق عليها (وكالة الأنباء الأردنية) وكذلك مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الأردنية، بالتالي هي مؤسسات تحمل وتحكي بخطاب الدولة الأردنية، بكافة مكوناتها، ولهذه المؤسسات دور غاية بالأهمية في المشهد الاعلامي، وهي في المحصلة مؤسسات تديرها وتعمل بها أيادٍ بشرية تنجح وتتفوّق في أماكن وتخفق في أخرى، لكنها ودون أدنى شك تقوم بدور هام إن لم يكن الأهم في نقل ومتابعة الأحداث التي تشهدها المملكة بشكل مهني عالي المستوى، بأيادي زميلات وزملاء ترفع لمهنيتهم القبعات.
يذكر أن التلفزيون الأردني انطلق بتاريخ 27 أبريل عام 1968 على يد مؤسسه محمد كمال حيث أعطى الملك الحسين بن طلال إشارة البدء لانطلاق البث ليكون الأردن من الدول الرائدة في البث التلفزيوني.
وانشئت وكالة الأنباء الأردنية بترا بموجب إرادة ملكية سامية كدائرة مستقلة من دوائر وزارة الأعلام بتاريخ 16-7- 1969 وتقدم بمعدل 100 خبر صحفي و35 خير باللغة الإنجليزية و25 صورة فوتوغرافية بشكل يومي إضافة لخدمات مركز التدريب وخدمات الوحدة التلفزيونية وارشيف الأخبار والصور وخدمة الرسائل القصيرة.