فيديو للشهيد وصفي التل يتحدث به عن الهوية الاردنية وأعتزازه بها .. شاهد
جفرا نيوز - نشرت صفحة "تاريخ الاردن في صور فيديو " للشهيد وصفي التل يتحدث به عن الهوية الاردنية واعتزازه بها .
وولد وصفي التل في كردستان العراق عام 1918 في كنف شاعر مشاكس وهو الأشهر أُردنيّا مصطفى وهبي التل الملقب ب" عرار" وفي كنف أُم كردية وهي منيفة بابان. وعاد الى اربد عام 1924 وهو في السادسة من عمره وكان في ذلك الوقت لا يتكلم العربية. درس في مدارس اربد والسلط وتخرج من مدرسة السلط الثانوية ثم ذهب الى لبنان حيث درس العلوم الطبيعية في الجامعة الأميركية في بيروت. التحق بعد عودته إلى الأردن بالعمل الحكومي فدّرس في مدارس الكرك، وانضم إلى الجيش البريطاني ثم سُرح من الخدمة بسبب ميوله القومية. ثم التحق بجيش الجهاد المقدس بقيادة فوزي القاوقجي، وحارب في حرب فلسطين عام 1948. استقر بعدها في القدس ليعمل في المركز العربي بادارة موسى العلمي. عمل بوظيفة مأمور ضرائب في دائرة ضريبة الدخل في عمان ثم عمل موظفا في مديرية الإعلام. وتقلّد عددا من الوظائف القيادية ، حيث تنقل بين العمل الدبلوماسي والسياسي وكُلف بتشكيل الحكومة الأردنية عدة مرات. وشهد الأردن في عهده قيام الجامعة الأردنية وشق الطريق الصحراوي وبناء ميناء العقبة.
كان مظهره وسلوكه أقرب الى عامة الشعب، اهتم بالزراعة والتنمية وعلّم أبناء الكادحين ولُقب بأبي الفقراء. أفرج عن جميع المعتقلين السياسبين وقام بنفسه بحرق ملفاتهم في دائرة المخابرات العامة.
وفي تعامله مع الشعب، استعمل وصفي لغةً مفهومةً كانت أقرب الى الموروث الثقافي والاجتماعي الأردني. كان يعلم أن الدستور أعطاه الحق في اداراة أمور الدولة وكان يعي تماما ماذا يعني أنه المسؤول الأول عن الولاية العامة للدولة بموجب حق كفله الدستور.
ولا يسع المرء وهو يشاهده برفقة الملك الحسين الا أن يلحظ كم أن تعامل الملك معه كان مختلفا عن أي رئيس وزراء أُردني اخر. فخصّه الملك باحترام لم يحظ به أحد من قبله، وقدّمه على الجميع فلم يُنافسه رئيس لديوان أو قائد لجيش أو حتى ولي للعهد. فعلاقته بالملك لم يحظ بها أي رئيس وزراء مع مليكه .فكأن التناغم بينهما كان فطرياً أو حتى كأنهما وجهين لشخصٍ واحدٍ. وهنا لا نتكلم عن أي ملك بل عن الملك الحسين صاحب أكبر شعبية وكرزما واحتراما في الاردن والعالم.
كان وصفي شخصية وطنية مستقلة في آرائه وقناعاته ولم يخش في الحق لومة لائم مهما كلفه الأمر. وكان معروفاً بوطنيته وعروبته وحبه للأردن وفلسطين، وعُرف بنزاهته واستقامته فلم يستطع أعداؤه الطعن بنزاهته من قريب ٍأو بعيدٍ حيث ضرب بيدٍ من حديد الفساد والواسطة والمحسوبية.. وقد جاء في وثيقة بريطانية لوزير الخارجية البريطاني مؤرخة في الثالث من ديسمبر عام 1971 عنوانها "رئيس الوزراء وصفي التل" أن "طاقاته وقدراته وعدم فساده صفات جعلت منه واحداً من رؤساء وزراء قليلين ممن امتلكوا تأثيراً حقيقياً في السياسة الأردنية المستقلة عن الملك".
وتاليا الفيديو