القطاع الصحي..الموجود والمفقود!
جفرا نيوز - إعداد: الدكتور عادل محمد القطاونة
مع تزايد الشكاوى على الأخطاء الطبية وضعف الخدمات الصحية، ومع إرتفاع أعداد المرضى والبحث عن الخدمات المُثلى! تساءل الكثيرون عن الموجود والمفقود في القطاع الصحي، وأين هي نقاط الضعف ومواقع الخلل في المنظومة الصحية!
الطبيب، التمريض، المستشفى، الدواء والمريض هي الأطراف الرئيسة في أي معادلة لخدمات صحية، ووجود خلل في مدخلات أي متغير سيؤدي بما لا يحمل الشك إلى مخرجات ناقصة ونتائج فاجعة في كثير من الحالات!
الطبيب، المؤهل علمياً والمتخصص عملياً، الذي يستطيع أن يشخص الحالات المرضية ويعطي الوصفات الطبية، الطبيب الذي يتعامل مع عدد محدد من الحالات من أجل السيطرة على جودة الخدمات، وليس من أجل مشاهدة الإدخالات دون التركيز في الإجراءات أو التحليلات بسبب زيادةِ المراجعات!
التمريض، الكفؤ في المتابعة الطبية والفعال في المعاملة الإنسانية، الذي يكفل للمريض راحة في المكان وعناية في كل زمان، حتى يشعر المريض في الأمان والحنان، فآلام المريض تتلاشى مع ممرض مفيد يعلم كافة الإجراءات ويعمل على كافة المستويات.
المستشفى والمراكز الصحية، بحاجة لتجهيزات طبية متقدمة وغرف مرضى معقمة ومريحة، تقسيمات فنية وإدارية متخصصة تكفل انسياب العمل بشكل سريع بعيداً عن الإجراءات المرهقة والمستندات المتكررة والأقسام المتضاربة، ضمن هيكل تنظيمي وإداري ذكي، يسمح بإدارة الأقسام والدوائر المختلفة بشكل متناغم ويوفر الحل المناسب في الوقت المناسب.
الدواء المناسب، المبني على دقة التشخيص الطبي وليس رأي المريض الشخصي ! الدواء الذي يكفل العلاج الآمن لصحة المريض، بعيداً عن زيادة أو تقليل في الجرعات، وإنما استناداً إلى رأي العلماء والدراسات في ذلك الدواء!
المريض، الرقم الأصعب في معادلة صحية متكاملة شاملة، المريض الواعي لحالته المرضية والمدرك إلى حواسه الجسدية، المريض الذي يؤمن بأن الوقاية خير من العلاج، وهو نفسه الذي يلتزم بأوامر الطبيب والتمريض، المريض الذي يعلم أن في التدخين مضرة وفي قيادة المركبات بسرعة عالية جريمة! المريض الذي لا يطلب الإسعاف أو يزور الطوارىء لحالات مرضية خفيفة ليفسح المجالات للحالات المرضية الحرجة والطارئة دون إرباك للجسم الطبي!
إن البناء على الإيجابيات أفضل من الهدم على السلبيات، والأردن كان ولا يزال منارةً في عالم الطب، ومشهود للطبيب والممرض الأردني في المحافل الدولية بالعلم الواسع والعمل النافع، ولكن المطلوب اليوم هو زيادة في المخصصات المرصودة وزيادة في الأعداد الموجودة للأطباء والممرضين العاملين في القطاع العام، يرافق ذلك إصلاح جذري في النظام الصحي من خلال تطبيق بعض الأفكار الجريئة عبر شراكة حقيقية مع القطاع الخاص والعمل بنظام العيادات الطبية المنتشرة في جميع المناطق (GP) كما هو معمول به في بعض الدول مثل إنجلترا من أجل التخفيف على المستشفيات في التعامل مع العديد من الحالات!