برعاية ملكية افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي "صورة الأردن في العالم في مئة عام" في الهاشمية
جفرا نيوز - بمناسبة مئوية الدولة الأردنية، افتتح مندوب جلالة الملك عبدالله الثاني، وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور وجيه عويس، فعاليات المؤتمر الدولي الذي تعقده الجامعة الهاشمية بالتعاون مع وزارة الثقافة بعنوان "صورة الأردن في العالم في 100 عام". ويشارك في المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام (60) مشاركاً من النخب الفكرية والسياسية والأكاديمية والبحثية من مختلف أنحاء العالم يناقشون قضايا مركزيّة كبرى تبرز صور الأردنّ عند الآخر، ورؤى عن الأردن، ومستقبل الأردنّ.
وقال عويس : " أننا نلج إلى المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية ناظرين للعالم بما يشهده من تغيرات ديموغرافية وتغيرات في المناخ والأمن المائي والتحديات السياسية والاقتصادية ، إضافة إلى ما يشهده العالم من تسارع في التقدم والتطور التكنولوجي واستخدام الذكاء الاصطناعي "
وبين أن الأردن خطى خطوات واسعة في مجال الاهتمام في التعليم العالي والتعليم النوعي الذي نعتبره صورتنا المشرقة التي تعكس سر نجاحنا وتقدمنا ، مستنيرين بتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني والحوارات والمناقشات مع المختصين في مجال التعليم لاستحداث طرق جديدة في أنماط التعليم النوعي، مؤكدا أننا بدأنا بترسيخ مصفوفة البرامج والمشاريع للارتقاء بنوعية التعليم مؤكدا أهمية التوسع في التعليم المهني والتقني.
من جانبه قال رئيس الجامعة الهاشمية الدكتور فواز الزبون ،أن مملكتنا تحتفي ببلوغها المئويّة الثانية، بعد أن مضى على نشأتها الأولى قرن من الزّمان عتيد، سطّر فيه الهاشميون والأردنيون صفحات في أسفار المجد، وموسوعات من السؤدد والفخر، فلا تجد فيها إلا حديثا عن بطولة، أو رواية لمكرمة، أو سردا لشهامة.
وأضاف الزبون أن للجامعات كلاما استثنائيا، فقد كان الهاشميون أهل علم وصناع ثقافة، اذ كان مجلس الملك المؤسس فياض بأهل العلم، يحاورهم في الفكر والمعرفة، فيما صيغ في عهد الملك طلال ، دستور مملكتنا، بينما أنشئت في عصر الملك الحسين الجامعات، وكان الساعي إلى تعظيمها، مشيرا الى ان من تمام الشرف أن المئوية الأولى قد اكتمل عقدها في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني".
وقال مندوب وزيرة الثقافة، مستشار الوزيرة الدكتور أحمد راشد "أننا كأردنيين نعتز ونفتخر بتحقيق نهضة وطنية شاملة في مجالات الحياة الكافة في ظل القيادة الهاشمية المظفرة ، إذ استطعنا بناء دولة متعددة آمنة، وتحقيق مبدأ التنوع والعيش المشترك وبناء علاقات خارجية متميزة مع كبرى دول العالمية".
وأكدت الدكتورة نيفين مسعد من جامعة القاهرة خلال ،أننا إزاء تجربة ديمقراطية جوهرها نظام الحكم البرلماني الذي يحترم التعددية الحزبية ويكفل حرية الرأي والتعبير ، فيما صمام أمانها المؤسسة الملكية التي تضمن الاستمرارية التاريخية وتجسد إرادة الشعب وتحافظ على التنوع في إطار الوحدة".
وأشارت إلى أن دور الأردن في مجال العمل العربي المشترك هو دور إنشائي وتأسيسي ، حيث أن الأردن احد الدول العربية السبع التي وقعت على ميثاق الإسكندرية لإنشاء جامعة الدول العربية عام 1945.
وتحدثت الدكتورة نيفين مسعد عن دور الأردن وانخراطه في المشروعات الوحدوية والتنسيقية العربية بدءاً بالوحدة العراقية الأردنية 1958، مرورا بمجلس التعاون العربي عام 1989 مع مصر والعراق واليمن ، وصولا إلى إطار التعاون الثلاثي في كل من مصر والعراق،لافتة إلى دور الأردن المحوري في توحيد الصف العربي باعتبار ذلك شرطا ضروريًا للدفاع عن الأمن العربي.
من جانبه قال نائب رئيس الجامعة/المنسق العالم للمؤتمر الدكتور عبدالباسط الزيود: "تبلغ المملكة الأردنية الهاشمية القرن من عمرها المديد، وقد تجاوزت الريّاح والأعاصير التي مرّت بالمنطقة وعصفت بأركانها وزلزلت جنباتها فمنذ مقدم الركب الهاشمي، يقوده الأمير عبد الله أحد كبراء بني هاشم عام 1921، ومملكتنا تخرج أشد منعة، وقناتها صليبة، ما ليَنتها عوادي الدهر ولا ريب الليالي، وقد قدر لها أن تواجه عناد الجغرافيا وظلم التاريخ، وأما عناد الجغرافيا، فماثل في موقعها الجغرافي ضمن إقليم تضطرم فيها النيران من كل جانب، والأمواج من حوله تتلاطم"
بدوره قال رئيس اللجنة التحضيرية الدكتور جمال الشلبي إن الأردن استطاع اجتياز المئوية الأولى التي كانت مليئة بمفاجئات وملبدة بالصراع والتحديات والتنافس بينما خرج منها الأردن بفضل قيادته الهاشمية الحكيمة منتصرًا ومتجاوزا كافة تلك التحديات.
وأضاف أن جلالة الملك عبدالله الثاني استطاع ان ينسج علاقات واسعة مع مختلف دول العالم وتأسيس علاقات وثقة معها قائمة على الاحترام والمتبادل والتعاون لما فيه خير هذا البلد، ولفت إلى أن فكرة هذا المؤتمر الذي يعتبر كرنافالا وطنيًا انبثقت من الجامعة الهاشمية للمشاركة في هذا الكرنفال الوطني باعتبارها الجامعة الهاشمية مؤسسة تسهم في تعزيز التطوير والتقدم العلمي والتكنولوجي.
واشتمل اليوم الأول للمؤتمر على ثلاث جلسات ناقشت موضوعات "رؤى نحو الأردن" التي أدارها رئيس الوزراء الأسبق عبدالرؤوف الروابدة، و"صورة الأردن كدولة" التي أدارها رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، و"تحولات تاريخ الدولة الأردنية وصورها" التي أدارها رئيس الوزراء الأسبق عدنان بدران.
وتضمن الجلسة الافتتاحية التي جاءت بعنوان رؤى نحو الأردن، وترأسها الدكتور عبدالرؤوف الروابدة، أوراق علمية بعنوان "الأردن صوت السلام ونهج الاعتدال" قدمها الدكتور عبدالخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات.
وقدمت مديرة المعهد الملكي للدراسات الدينية الدكتورة رينيه حتر ورقة بعنوان "الحوار الديني والعيش المشترك: التجربة الأردنية"، وقدم آمر كلية الدفاع الوطني العميد الدكتور عوض الطراونة ورقة "الاستراتيجية الأردنية في مكافحة التطرف والإرهاب في ظل الملك عبدالله الثاني بن الحسين: من الرصاصة إلى الفكرة".
وتحدث الدكتور عبدالحسين شعبان نائب رئيس جامعة اللاعنف وحقوق الإنسان في العالم العربي في بيروت ورقة علمية بعنوان "الملك حسين "الاستثناء في الاستثناء"، كما قدم أمين عام منتدى الفكر العربي سابقاً الدكتور الصادق الفقيه ورقة بعنوان "صورة الأردن في الفكر العربي".
وفي الجلسة الثانية التي ترأسها السيد فيصل الفايز رئيس مجلس الأعيان والتي جاءت بعنوان "صورة الأردن كدولة" قدم فيها الدكتور مارك لافيرن أستاذ علم الاجتماع/ جامعة تور الفرنسية ورقة بعنوان "الأردن: أمة قادرة على التكيف والصمود"
وعرض أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور أمين مشاقبة ورقة بعنوان "النظام السياسي الأردني بين الاستقرار والاستمرار" وقدم أستاذ علم الاجتماع من جامعة تامبري الأستاذ الدكتور توموميلاسو في فنلندا ورقة بعنوان "الدولة التي تخلق الاستقرار والسلم: الأردن كما تُرى من شمال أوروبا"، وعرض الأستاذ الدكتور مهند المبيضين مدير مركز الوثائق الملكي الأردني الهاشمي ورقة حول "الأردن وبناء السمعة الدولية: قراءة في مذكرات جاك أوكونيل"، وعرض الأستاذ الدكتور كوستاسافانتيس أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بانتيون- أثينا ورقة حول "الأردن كمرتكز استراتيجي إقليمي"
واختتمت فعاليات اليوم الأول في الجلسة الثالثة التي حملت عنوان "تحولات تاريخ الدولة الأردنية وصورها| برئاسة الدكتور عدنان بدران، تحدث فيها كل من الأستاذ الدكتور محمد وهيب والتراث من / الجامعة الهاشمية حول "رؤية الأردن بعين الزمان والمكان: الإرث "الحضاري"، والإعلامي المصري الأستاذ أحمد يوسف ورقة حول "الأردن رحلة روحية وإعلامية في الزمكان: من سيرورة الإبداع إلى صيرورة المستقبل"، وتحدثت الدكتورة فدوى نصيرات أستاذة التاريخ في جامعة فيلادلفيا حول "صورة الأردن من خلال دوره في الحركة القومية العربية/ دراسة تاريخية 1921 – 2021"، وقدم الدكتور أحمد الشريدة ورقة بعنوان "الأردن في عهد الملك عبدالله المؤسس من خلال الوثائق الدبلوماسية الإيطالية".