من أين لك هذا يا صاحب الجلالة
جفرا نيوز - بقلم المهندس خلدون العتمة
السلام عليك ال البيت انك حميدا مجيد
من أين لك هذا يا صاحب الجلالة يا حفيد المصطفى سيد الخلق واشرف المرسلين ونبي الرحمة محمد بن عبداللة اطهر الخلق واشرفهم وأعلاهم مكانتا يا ابن الهواشمي من قريش اسلفو لله درك ان نحمد الله حمد الذين جاهدو واستشهدو على ثرى فلسطين وان نحمد الله حمد ان قيضى لنا قيادتا من الهاشميين فمنذ ان خرج نجيع عبدالله الاول عتبات الأقصى الى ان سال دم عبدالله الثاني تبرع لجرح الأقصى والهاشميون ومن حولهم الاردنييون يقدمون لأبناء الأمة ولأبناء فلسطين الجهد الأقصى .
السماء ترعى ميثاق الهاشميين مع القدس منذ ان أُسري بالنبي محمد من مكة الى بيت المقدس ، ومازال الطهر الهاشمي عبر كل الاجيال يرتبط بثالث اطهر بُقعة على وجه البسيطة ، ولانهم سادة وقادة العرب ينبري كل زعيم فيهم الى إيلاء بيت المقدس الرعاية والعناية والحماية التي تليق بشرف المكان وقدسيته . والحديث عن دور الهاشميين في القدس لا حصر له ولا عد ، ولا يمكن لجيل من اجيال الامة الا ويعترف بهذا الدور الطليعي والاستثنائي الذي يؤدى تجاه المدينة المقدسة من قبل آل البيت دون اظهار منهم لمنّة او اعلان لكرم على المدينة واهلها . والنجيع الهاشمي على عتبات بيت المقدس واسوارها عبر التاريخ يدلل على طُهر التضحية وطهارة الإباء الهاشمي في الحفاظ على مدينة العرب والمسلمين والدفاع عنها.
تسافر أيها الهُمام بامتداد الأفق ، متشح بسمو النهج وتجل الأداء . قبلتك ألق الوطن ومحرابك تألق الإنسان . تسدل النقاب عن وجه التفوق ، تميط اللبس عن مكامن الارتقاء ، تُحدّث إحداثيات السمو نحو السؤدد . قلوبنا وضمائرنا مشرئبة ميممــة نحوك، تسافر معك مستأمنة بأجنحة عباءتك المزينة بروح الشمس ، تسافر فينا رحلات الشتاء والصيف، وأكفك تيممت بتراب الوطن لتحط بنا رحالك في عيون الضياء ونجني منها قطاف أسفارك ، وصُبح الوطن يتنفس نقاء الإنجاز الملكي ، تصوغ بيض الصحائف بأدبيات لذة التعب وقدرات الذات، مدادها أصداف العرق في محيطك الهادر الهـادئ.
إنجازاتك تتقاطر إلينا طائعة ببركة يديك ، نسائم ملكية ومآثر شُم ، تؤتي أُكـُلها في دروبنا ، على أبواب بيوتنا تقرع أجراس مدارسنا ، تعلي أقواس جامعاتنا ، يصافح شذاها دواويـن مجالسنا ، الحريـة العدل المساواة ، متكأ قاموسك ورحى ناموسك . مشهد اهتماماتك وهمك يتجلى بانحيازك للفقراء . سعي مشكور مأجور ان شاء الله ، تلغي مفردات السغب والعوز من قاموس وجودهم ، تنأى بهم عن قارعة الفاقة . مكرمات ملكية شاهدة كقرص الشمس ينبعث ضؤها على مناكب المدن والقرى والمخيمات ، بيوت تظللهم مُسـورة بدفء العطاء الملكي ، نأياً بساكنيها عن فوضى الأيام وبعثرة الليالي ، لتنعطف بهم عن زمهرير كانون وسياط الهجير وجمرات المشوار. رؤى ورؤية هاشمية تؤصل في مشوارهم كريم الحياة وقيمة الوجود بمسحة التحدي فتباهوا تحت سقف الوطن أنهم الأقرب إلى وجدان الأب القائد.
لقد تحدثت إلى الإدارة الأمريكية أربعون دقيقة وخصصه سبع وثلاثون دقيقة للحديث عن قضايا الأمة والقضية الفلسطينية وثلاثة دقائق تحدثت بها عن وطنك هذا حال الهشميون وهذا سبيلهم تؤثرون على أنفسكم ولو كان بكم خصاصا وتؤثرون على وطنكم ولو أصابكم فاق كاس الماء ما شربه الاردتيون لوحدهم قط بل تقاسموه مع أبناء الأمة بنفس ارتوته بالإيثار وما دنت أبدا نحو الاستئثار ولا نقول ذلك أظهار لمنه أو ادعاء كرم لان واجبنا اتجاه الأمة مرتبط بالسماء نبتغى مرضاة الله سبحانة وتعالى .
تقيـم ليلك توزع نوم جفونك علينا ، تقرأ في محيـط أعيننا، تتلمس في تقاسيم وجوهنا ، تستشعر في ثنايا أعماقنا ، جموح رغائبنا لامتلاك التفوق . نرقب حضورك في عيوننا من شرفات الشُغـُف، ومدى وجودك يتسع في أعماقنا وأنت تولّي قلبك نحونا. تضيء قناديل مسيرتنا بالشمعة الملكية الثانية والعشرون وهي تقيم قِرانها مع احد عشر ربيعا على امتداد الوطن المبارك ، وضوء العطاء الملكي يتدفق في شِعب الوطن وشرايين شَعب لن يتخلى عنك.. تالله.. ولا عن جميل تعبك المرصوف في دواخلنا ومداخلنا كزينـة السماء بالكواكب. لن نهـرق كريات التعب الحمراء والبيضاء، ولن ننقض غزل الوطن من بعد قوة أسكنتها في رحاب النفوس ومرايا الروح.