تسييس أم خيال... هل أساء فيلم "ريش" إلى مصر؟
أما السيناريست تامر حبيب، فيرى أن الفيلم "عمل خيالي جيد، والفانتازيا تحتمل الجنوح إلى أمور غير متوقعة، لذلك لا يحمل بالطبع أي إساءة لأنه من وحي الخيال".
ودعمت الناقدة ماجدة خير الله الفيلم، وقالت إن العمل "يحمل فكرة خيالية، والعالم كله يقدم مثل هذه الأعمال، ولا يحكم عليها بطريقة الإساءة ويقيمها سياسياً".
متسق مع المعايير
وعلى صعيد متصل، أصدر مهرجان الجونة بياناً بخصوص الأزمة، قال فيه "جاء اختيار فيلم (ريش) للمخرج المصري عمر الزهيري متسقاً مع معايير اختيار الأعمال، وذلك بناء على ما حققه من نجاحات في بعض المحافل الدولية، سواء حصوله على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد الدولي في أكبر المهرجانات العالمية مهرجان (كان)، وهو أول فيلم مصري يحصل على مثل تلك الجائزة المرموقة، كما حصل بالأمس القريب على الجائزة الكبرى لمهرجان (بينجياو) في الصين، كما تم اختياره ليعرض في أيام (قرطاج) السينمائية في دورتها القادمة، كما قامت وزارة الثقافة المصرية بتكريم الفيلم وفريق عمله في فعالية أقيمت قبل بدء مهرجان الجونة السينمائي".
وأضاف البيان، "لذا، كان اختياره للعرض في مهرجان الجونة جزءاً من الاهتمام بالشأن المصري في المجالين الفني والثقافي عالمياً، خصوصاً أننا على مدار 125 سنة من تاريخ السينما المصرية لم يحصل فيلم مصري على جائزة بهذه الأهمية. ووفقاً لآراء العديد من النقاد المصريين والعالميين، فإن الفيلم تدور أحداثه في زمن ومكان غير محددين، بالتالي لا يمكن تحميل الفيلم أكثر مما جاء به. ويؤكد المهرجان أنه لم ولن يعرض أي فيلم بدون الحصول على التصاريح الرسمية، تأكيداً أنه لا يحمل أية إساءة أو ضغينة في أي من عروضه المختلفة سواء داخل أو خارج المسابقة الرسمية".
الإجابة عند الجمهور
من جانبه قال مخرج الفيلم عمر الزهيري، خلال مؤتمر صحافي، "أقدم السينما التي أقتنع بها، وتطرح أفكاري. وأمر طبيعي أن يكون هناك اختلاف في الرأي حول الفيلم، وحينما وصلت لمهرجان (كان) لم أكن أعرف ما سيحدث بعدها".
وعن الصعوبات التي واجهها الفيلم قال "كان عليَّ أن أجد كل يوم مفاجأة في العمل أبني عليها مشهداً، وكنت أخشى أن أفقد هذه التفاصيل، وهذا كان مصدر قلقي حتى انتهى العمل، وأملك خبرة تقنية كبيرة من خلال عملي في مجال الإعلانات ومساعد مخرج قبل أن أقدم تجربة (ريش)".
وأضاف الزهيري "العمل الجيد يجب أن يراه الجميع، وفيلمي ليس أول عمل يخلق ارتباكاً بين المشاهدين، وهو أمر حدث للعديد من المخرجين الكبار، وإذا شاهدت النقد الأجنبي عن الفيلم ستجده إيجابياً. السينما والفن دورهما طرح الأسئلة وترك الإجابة للجمهور، فهذا هو ما يخلق الاختلافات، لذلك النهاية المفتوحة كانت مقصودة. تخيلت كل مشهد بالعمل قبل أن أبدأ في تصويره".
وقالت المنتجة شاهيناز العقاد، "الفيلم ليس له علاقة بمصر، العمل به أكثر من خط درامي، وليس له علاقة بالسياسة نهائياً، والمخرج عمر الزهيري أظهر قدراته، والسيناريو رائع وجذبني جداً للعمل معه، ووجود اختلاف في الرأي حول الفيلم أمر جيد جداً".
فانتازيا وخيال
وقال المنتج محمد حفظي، "الهجوم قد يكون بسبب إظهار الفيلم العشوائيات، وإبراز حالة الفقر بشكل كبير، لكن العمل غير مرتبط بزمان أو مكان، لذلك لا يمكن أن نربطه بواقع أو حقبة زمنية، وهو خيال مليون في المئة منذ بداية فكرة تحول رجل عائل أسرة إلى دجاجة، وبهذا يكون واضحاً أننا لم نقدم فيلماً وثائقياً عن طبقة معينة".
وأضاف، "لم نتعمد رصد واقع أو أشخاص، الأمر كله فانتازيا وخيال من وحي أفكار مخرج العمل ومؤلفه. هو فيلم سينما وليس مقالاً سياسياً، ومن الغريب ربط الفيلم بإسقاطات سياسية، والمخرج كان في اهتمامه إبراز عوامل فنية ودرامية من دون أي إسقاط سياسي".
واختتم حفظي، "السينما في مصر والعالم كله هدفها الفن والخيال والدراما وتقديم عوالم مختلفة نتفق أو نختلف معها، وهي ليست محاكاة وتوثيقاً، وبالطبع ليس الهدف من السينما والأفلام الترويج السياحي للدولة التي ينتمي إليها صناع الأفلام".