كواليس انتخابات نقابة الصحفيين.. ومن حجب الاصوات عن مرشحات الجنس الناعم
جفرا نيوز - انتخابات نقابة الصحفيين الاردنيين التي انتهت فعالياتها مساء الجمعة الماضية وبكثافة عددية غريبة نوع ما لأعضاء الهيئة العامة بعد اجتماع مؤجل يفترض ان يعقد حسب القانون بمن حضر فقط لكن تبين ان عدد الحضور للاجتماع الاول الذي فشل بسبب تهريب النصاب هو الأقل خلافا للمنطق الرقمي والنقابي.
حتى اللحظة لا احد يعرف كيف سارت تلك الانتخابات التي حظيت بمتابعة اعلامية وسياسية ايضا حثيثة لأول مرة مع ان نقابة الصحفيين الاردنيين في ذيل قائمة النقابات المهنية حضورا وكثافة وتحديدا في المجال السياسي لكن يبدو ان اول نقابة تجري انتخابات في عهد الفايروس كورونا كانت نقابة الصحفيين مما ساهم او قدم مساهمة كبيرة في تسليط الاضواء عليها .
بكل حال تعكس نتائج الانتخابات اهم دلالات لها علاقة بطبيعة النخبة السياسية والتوازنات السياسية والنقابية في البلاد فهي تشبه الحالة النخبوية والسياسية الاردنية على نحو ملحوظ تماما خصوصا وان احدا لا يستطيع قراءة معطيات نتائج هذه الانتخابات الغريبة التي ظهرت فيها ولأول مرة في تاريخ الصحفيين الاردنيين قوائم مهنية متكاملة لكنها فازت بالحد الادنى من المقاعد في الهيئة الادارية للقابة وسط حالة اهتمام ومتابعة سواء من السلطات الرسمية او من الشارع الاعلامي وايضا من الصحفيين انفسهم والذين يعانون اشد المعاناة في هذه المرحلة بسبب تراجع وديون العديد من المؤسسات الصحفية و عدم وجود وظائف للجسم الصحفي .
نتائج الانتخابات عصية على الفهم حقيقة وعلى التحليل فقد فازت قائمة ضمت نقيب الصحفيين السابق والحالي والفائز الان راكان السعايدة بمقعد واحد فقط من 10 مقاعد في الهيئة العامة مع ان القائمة نفسها فازت بموقع النقيب لكنها خسرت موقع نائب النقيب مما يدلل على ان عملية توجيه للأصوات او حجب او امتناع عن التصويت لجميع اعضاء القائمة حصلت في الكواليس مع الاعتقاد بان الكتلة التصويتية التابعة لصحيفة الخاصة والتي تضم بعض النشطاء المسيسين من الاعلاميين لعبت دور بيضة القبان في العمل باجتهاد واضح على ترجيح كفة بعض المنافسين قياسا بغيرهم في الوقت الذي عملت فيه نفس هذه الكتلة على حجب الاصوات عن المرشحات من الجنس الناعم من الصحفيات الاردنيات واللواتي أخفقن تماما في ايصال ولو عضو واحد يمثل المرأة في هيئة النقابة التي كانت تمثلها المرأة بمقعدين في الهيئة السابقة .
بكل حال فازت قائمة السعايدة بموقع النقيب وبمقعد واحد من الهيئة العامة بينما خسرت المرشحة المرأة والتي ترشحت ونافست بشكل كبير و بخطوة جريئة جدا لفتت انظار جميع الاوساط الاعلامية والسياسية وهي الصحفية المخضرمة فلحة بريزات التي خسرت معركة او خسرت مواجهة النقيب ومواجهة نائب النقيب ايضا فيما تمكن عضوان من قائمة البريزات من الحصول على مقاعد لا بل حصل العضو ابراهيم القبيلات على المقعد الاول مكرسا نفسه كأبرز مرشح على الصعيد الفردي بعد النقيب ونائب النقيب .
النتائج كانت غريبة للغاية فنائب النقيب الجديد وهو الصحفي المعروف والناشط والمخضرم ايضا جمال اشتوي ليس محسوبا على اي من القائمتين وحصل على عدد اصوات اكثر من النقيب بمعنى ان التصويت تائه وغامض بالنسبة للصحفيين الاردنيين ويعتمد بصورة ملموسة على العلاقات الشخصية مما دفع النقيب الاسبق طارق مومني للموقع الثاني خلف السعايده..
و من الواضح ان الاشارات الجهوية ايضا لعبت دورها خصوصا مع عدم وجود تصويت ببعد سياسي ولا تصويت ببعد نقابي ومع عدم فهم النتائج او تربيطها مع بعضها البعض مما ادى الى وجود تركيبة في مجلس النقابة خليطة فيها الوان سياسية هذه المرة لكن على المستوى الفردي .
بكل الاحوال انتهت انتخابات الصحفيين وهي النقابة الوحيدة التي اجرت عملية الاقتراع وبنسبة اقتراع وصلت 83% من اعضاء الهيئة العامة المسجلين وهو رقم من اكبر ارقام الانتخابات في تاريخ النقابة عمليا بالرغم من متطلبات التباعد والوضع او الايقاع الصحي الذي فرضه الفايروس كورونا .
النتيجة التي عبر عشرات لا بل مئات الاعلاميين و النشطاء السياسيين عن خيبة املهم فيها تقول بان المجتمع الصحفي على الاقل في الهيئة العامة لنقابة الصحفيين ذكوري بامتياز فقد اخفق الصحفيون الاردنيون في ايصال ولو امرأة واحدة فقط الى مقاعد الهيئة الادارية وهو حادث يحصل حقيقة لأول مرة فقد كان للمرأة الاعلامية والصحفية مقعدا بالعادة على اساس الاختبارات الشخصية والمجاملات العامة فيما غاب اليوم تأثير المؤسسات الصحفية الكبيرة والضخمة وواضح من تركيبة المجلس الجديدة في النقابة التي يمكن القول انها اهم النقابات المهنية في الاردن بان العديد من المفاجآت يمكن ان تبرز في وقت لاحق.