جفرا نيوز - تستعد مصر لوضع اللمسات الأخيرة للاحتفالية العالمية التي ستدشنها وزارة السياحة المصرية لافتتاح المشروع القومي لإحياء طريق الكباش بمدينة الأقصر (جنوب مصر) قبل نهاية العام الحالي، وخلال تلك الاستعدادات عثرت البعثة الأثرية العامة في المشروع مصادفةً على ثلاثة رؤوس لكباش فرعونية، بالإضافة لمعاصر للنبيذ، خلال عمليات الحفر الأثري.
طريق الكباش
يقول صلاح الماسخ، مدير معبد الكرنك بالأقصر، لـ"اندبندنت عربية"، "إن طريق الكباش يعرف بـ(المواكب الملكية)، ويبلغ طوله قرابة 2700 متر، وتتراص فيه 1200 تمثال على جانبيه، ويرمز بالكبش إلى المعبود آمون". وأضاف، أن "المصري القديم حرص على إقامة هذا الطريق بهدف استيعاب جميع مراسم الأعياد المقدسة وطقوسها"، مشيراً إلى أن "أول اكتشاف له كان على يد العالم الأثري زكريا غنيم في 18 مارس (آذار) عام 1949، حيث اكتشف ثمانية تماثيل من الكباش، إلا أن مشروع إحياء طريق الكباش شهد تعثراً طويلاً على مدار 72 عاماً، بسبب حجم التعديات الهائلة من قبل أهالي الأقصر على الطريق، الأمر الذي تطلب إرادة قوية في إزالة النجوع المقامة بشكل عشوائي عليه"، ومؤكداً أن "الحكومة المصرية منحت دعماً طائلاً لمشروع ترميم طريق الكباش، وحظيت مراحل العمل بزيارات متكررة لرئيس مجلس الوزراء لمتابعة التنفيذ والإنجاز. وبعد أن جرت إزالة التعديات الهائلة على الطريق بالتنسيق مع وزارة الداخلية المصرية خضعت بعدها الكباش لعملية ترميم، عالجت التشققات والتصدعات بجسد كل كبش، ويزن كل واحد منها 7 أطنان"، لافتاً إلى أن "تكلفة المشروع تجاوزت المليار جنيه مصري (نحو 64 مليون دولار أميركي)".
اكتشافات على هامش الترميم
من جانبه، قال مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في تصريحات صحافية، إنه "خلال أعمال الحفر النهائية التي تقوم بها البعثة الأثرية المصرية، جنوب معبد الكرنك بناحية بوابة بطليموس الثاني جرى العثور على ثلاثة رؤوس لكباش ستخضع لعملية ترميم مكثفة، بحيث يجري تركيبها على الكباش محطمة الرؤوس". وأضاف، "عُثر أيضاً على مقياس لمنسوب مياه النيل أقيم خلال حكم الأسرة الفرعونية الخامسة والعشرين، بالإضافة إلى معاصر للنبيذ، تعد هي الأكمل في حالتها، وبعض مقصورات لاستراحة الزوارق المقدسة".
احتفالية عالمية
يقول محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، "إن هناك بروفات مكثفة يشهدها طريق الكباش على مدار الأسبوع الحالي من قبل 400 شاب بالزي الفرعوني من مراكز الشباب والرياضة سيشاركون في الافتتاح"، لافتاً إلى أن "التنظيم لهذه الاحتفالية سيماثل، إن لم يزد روعة، نقلالمومياوات الملكيةإلى المتحف القومي للحضارة، وسيُدعى ممثلون عن جميع سفارات الشرق والغرب، ومديرو شركات السياحة العالمية، بالإضافة إلى عديد من مراسلي الوكالات الأجنبية".
وفي سياق متصل، اجتمع وزير السياحة والآثار المصرية، خالد العناني، مع مسؤولي الشركة المنفذة للاحتفالية الكبرى الخاصة بافتتاح مشروع إحياء طريق الكباش، وجرت مناقشة المستجدات الخاصة باللمسات النهائية للاحتفالية من ديكورات وعناصر فنية ومواد دعائية تتزين بها شوارع وميادين وأسواق الأقصر، وكذلك تصميمات الملابس والأزياء التي سيرتديها المشاركون في الاحتفالية والموسيقى المصاحبة لها.
وأوضح محافظ الأقصر، مصطفى ألهم، أن "الطريق مزود بلوحات إرشادية شاملة لشرح المعلومات الوافية على الطريق الملكي ومراحله، وأنه جرى تأهيل زيارة المكان لذوي الاحتياجات الخاصة عبر تخصيص مسارات ومدارج عالية الكفاءة والأمان، كما جرى إضاءة الطريق بشكل كامل لاستقبال الزائرين خلال الفترة المسائية، كذلك أقيم على هامش الطريق متحف مفتوح لطريق الكباش لعرض التحف القطع الأثرية التي تم العثور عليها خلال المشروع".