فوبيا الثقوب.. أسبابها وأعراضها وتأثيرها والعلاج

هل راودك شعور ذات يوم بالقلق والتوتر حينما رأيت شيئا ممتلئا بثقوب صغيرة؟ خلية نحل مثلا، أو دعنا نقول أيضا حبات فاكهة الرمان المتلاصقة كذلك! على أي حال لا تقلق عزيزي القارئ، فأنت لست وحدك من يشعر بهذا الشعور، ونحن في هذا المقال سنسلط الضوء على هذا الأمر المعروف طبيا بفوبيا الثقوب، تابعوا معنا حتى نعرف أكثر عن فوبيا الثقوب، وهل هي مرض؟ وما أعراضه، وغيرها من الأمور.

ما هي فوبيا الثقوب؟
عبارة عن حالة من الشعور بالتوتر والاضطراب النفسي، مصحوب بعدم الراحة نتيجة رؤية الشخص مجموعة من الثقوب الصغيرة المتلاصقة ببعضها البعض.

ويطلق مصطلح فوبيا النخاريب على الحالة نفسها أيضا، ومن أبرز ما يميز تلك الحالة زيادة ضربات القلب لدى الشخص المصاب، وارتفاع نسبة التعرق والشعور بالنفور والتقزز عند رؤية مجموعة من الثقوب المتلاصقة فيما بينها.

هل فوبيا النخاريب أمر شائع؟
بحسب دراسة أجرتها جامعة (essex) سنة 2013 فإن فوبيا الثقوب أو رهاب النخاريب كما يطلقه البعض عليها، تصيب نسبة ليست كبيرة من الناس، إذ بحسب الدراسة فإن ما نسبته من 16-20% من سكان العالم يعانون من أعراض هذا المرض.

ويرى آخرون أن جميع الناس يعانون من أعراض فوبيا النخاريب لكن بدرجات متباينة من شخص إلى آخر، فمعظم الناس يشعرون بالتقزز أو التوتر البسيط نتيجة رؤيتهم للأمور المسببة للفوبيا، إلا أن جزءا قليلا منهم من يصل به التوتر إلى حد الدرجة المرضية التي تستلزم تدخلا طبيا من المختصين.

أسباب فوبيا الثقوب
يكاد يجمع المختصون على عدم وجود سبب علمي متفق عليه لحالة رهاب الثقوب تلك، إلا أن هناك بعض الاجتهادات التي أسندت تلك الحالة إلى عدد من التفسيرات، ومنها:

نظرية الإنترنت: تستند هذه النظرية إلى تقديم تفسير لحالة فوبيا الثقوب ترتكز دور الإنترنت بوسائله المتنوعة في تشكيل صورة نمطية حول هذا المرض؛ نتيجة كثرة الحديث عنه في المنتديات والمنصات.
النظرية التطورية: تستند هذه النظرية إلى فكرة تطور المرض، حيث تشير إلى أن فوبيا الثقوب عبارة عن استجابة تطورية لمرض حصل مع الإنسان، مثلا إصابة الفرد بأمراض جلدية وطفيليات تشبه الثقوب المتلاصقة الصغيرة، يجعله يرى كل صورة مشابهة بشكل منفر باعث للتوتر والقلق.
النظرية المرضية: تنسب هذه النظرية أعراض فوبيا الثقوب إلى الصورة النمطية التي تتشكل لدى الفرد عن الثقوب الصغيرة في كونها تشبه الغطاء الخارجي للعديد من الحيوانات والكائنات المفترسة، وبالتالي تسبب لدى الفرد حالة من اللااطمئنان، ومن ذلك على سبيل المثال: ما تسببه صورة خلية النحل من حالة قلق وتوتر لدى بعض الأشخاص؛ نتيجة تذكرهم لمظهر الأفاعي فور رؤيتهم لتلك الكرات المتراصة إلى جانب بعضها البعض.
منشطات ومحفزات رهاب النخاريب (الثقوب)
كما ذكرنا في بداية المقال فإن المثير الأساسي لحالة فوبيا الثقوب يتمحور حول الكرات أو الدوائر الصغيرة المتلاصقة، وهذه قائمة بأهم تلك الصور والأشكال المحفزة لأعراض تلك الحالة:

فراولة.
إسفنج البحر.
فاكهة الرمان.
قرون بذور اللوتس.
عيون الحشرات.
أقراص شمع العسل.
ثقوب ونتوءات على سطح الجلد.
بذور الفاكهة.
ثقوب اللحم المتحلل.
المرجان.
فقاعات الصابون.
ثقوب الهواء في الخبز.
الفراولة.
الحيوانات المنقطة.
ومع أن الأطباء يشيرون إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بأعراض تلك الظاهرة إلا أنهم يجمعون على عدة عوامل مصاحبة للشخص المصاب بتلك الفوبيا، ومن هذه العوامل:

اضطراب القلق الاجتماعي.
اضطراب الاكتئاب الرئيسي.
اضطراب القلق العام.
أعراض فوبيا الثقوب
رغم أن الشعور بالقلق والتوتر هو العرض الأكثر شيوعا، إلا أن الباحثين في العلوم الطبية رصدوا مجموعة من الأعراض الأخرى التي تشبه أعراض الإصابة بنوبة الذعر، ومنها:

الشعور بحكة في الجلد.
التعرق.
تسارع نبضات القلب.
الشعور بضيق في النفس.
الرجفة.
الغثيان.
ومن الأشخاص من يعاني من تلك الأعراض مجتمعة أو منفردة، مرة أو مرتين في الأسبوع، ومنهم من تلازمه تلك الأعراض لتستدعي تدخلا طبيا وقتها.

علاج فوبيا الثقوب
في حقيقة الأمر لا يوجد علاج طبي محدد لعلاج لفوبيا النخاريب أو الثقوب؛ نظرا لاستمرارية الجدل حول هذا النوع من الفوبيا، إلا أن بعض الأطباء قالوا إن استخدام بعض مضادات الاكتئاب العامة يسهم بشكل ملحوظ في التخفيف من آثار وأعراض ذلك الرهاب، ومن هذه الأدوية:

دواء الاكتئاب السيرترالين (Sertraline).
العلاج السلوكي المعرفي (cbt).
علاج التعرض (Exposure therapy) المستخدم في علاج أنواع الفوبيا الأخرى، ويقوم هذا النوع من العلاجات على تعريض المصاب لمواجهة الأشياء التي تسبب التوتر له بشكل تدريجي، والبدء في مواجهة أسباب الخوف مع تصعيد درجة مواجهة تلك الأشياء كلما تقدمت مراحل العلاج.
وهناك العديد من النصائح التي من شأنها الإسهام في الحد من حالة التوتر والقلق المصاحبة لفوبيا الثقوب، ومنها على سبيل المثال:

قم بعملية زفير للهواء ببطء مع عد حتى رقم أربعة
استنشق الهواء مجددا ببطء مع العد حتى رقم أربعة.
ازفر مجددا ببطء مع العد أيضا.
استمر بهذه الطريقة بالترتيب من دقيقة حتى خمس دقائق.
اختبار فوبيا الثقوب
يمكنك اكتشاف ما إذا كنت تعاني من فوبيا الثقوب أم لا، من خلال النظر إلى هذه الصور فإذا شعرت بحالة من عدم الراحة، أو التوتر، أو أصابك أحد الأعراض التي ذكرناها سابقا فأنت من ال20% الذين لديهم فوبيا الثقوب، ولكن بأي حال من الأحوال لا تقلق، فهناك طرق كثيرة للعلاج أوضحناها في الفقرة السابقة، ومع ذلك فإنه ليست كل الحالات تستدعي تدخلا وعلاجا، فهناك توتر عادي، وهناك توتر مزمن يصل إلى حد المرض والحزن الشديد.