اعتذروا.. تصحوا.. تسامحوا!

جفرا نيوز - بقلم ماهر سلامة - تواضعوا كطفل مُرَبى، اعتذروا كمسؤولين، تسامحوا كناضجين…


من حق الاْصدقاء وكذلك الاْهل أن يعتبوا عليك حتى ولو صمتوا احتراما للاحترام، وللعيش والملح والود، فهم يمتلكون جزءاً منك كما تمتلك أنت جزءاً منهم.

الاعتراف بالخطأ فضيلة، لا لشيء، إلا لاْن هذه الممارسة تساعدنا على عدم تكرار نفس الخطأ وهنا المصيبة، فنحن نموت ونحيا من التعلم عبر ارتكاب اخطاء جديدة تُقوِّمُنا باستمرار.

لا أحد لا يخطىء، لكن علينا ألا نكرر نفس الاْخطاء. لن تستطيع مسامحة نفسك والعيش بسلام ذاتي إذا اخطأت نفس الخطأ، أو إذ لم تعتذر، وقد يأخذ الاعتذار أشكال عديدة، أهمها اذا أحس المخطىء بخطأه، فهذا أهم اعتذار على الإطلاق.

هناك أخطاء مقصودة، وهناك أخطاء حمقاء، وهناك أخطاء تتسبب بها ظروف نفسية وضغوط نائمة تظهر فجأة، وهناك أخطاء طفولية غير مقصودة، هنا يصبح الاستيعاب والتفهم سيد الموقف إذا ما أقر بها صاحبها.

هناك نظرة نجسها، وتعابير نلمسها في لغة الجسد، كافية لتقول الكثير. ولعل أخطر ما في الاْمر هو عدم استجابة المخطىء لمن أحبه وقدره وأحبه، فهنا تكمن أصول المكابرة التى نشهدها هنا وهناك، التي تغيب المسامحة وأدب التسامح المركون داخل القلوب المتسامحة.

قد تكون الجروح سطحية أو متوسطة أو عميقة، لكن شجاعة الاعتذار وجرأته تدمل أكثر الآلآم ولو بعد فترة من الزمن، حينها تصبح الاْخطاء ذكرى تؤسس لما هو أعمق وأكثر خلودا من كل المؤقتات، تزيح الزائل وتبقى الخالد. اعتذروا.. تصحوا.. تسامحوا.