النجمة مارغو حداد تغرد خارج السرب وتحقق نجاحاً باهراً في الأوساط الثقافية


جفرا نيوز - تداول في الأوساط والصالونات الفنية، قصة الندوة الثقافية التي ترأستها النجمة د. مارغو حداد ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون، التي قدمت من خلالها معلومات قيمة نالت على أشادة عربية ومحلية واسعة إثر ما طرح من كلام متسلسل يحمل مفاهيم أكاديمية تم سردها بصورة مختلفة.

والندوة التي شارك بها الفنان الخليجي داوود حسين والفنانة اللبنانية تقلا شمعون والفنان الأردن زهير النوباني والفنانة نادرة عمران حملت اسم وزير الثقافة الأسبق والشاعر والأديب الراحل جريس سماوي، نالت على إشادة الجميع وخاصة الفنانة مارغو حداد التي سحرت الجميع بإدارتها للحوار ومداخلتها القيمة التي نالت استحسان كبير وعكست مدى ثقافتها وفكرها النير.

وتالياً نص كلمة النجمة الأردنية مارغو حداد خلال الندوة التي عقدت:

نرحب بكم ضيوف الأردن الكبار، نجومنا الفنانين والإعلاميين والحضور الكريم في ملتقى جرش النقدي حول آفاق الدراما العربية. أهلا وسهلا بالفنانة الكبيرة تقلا شمعون من لبنان، أهلا وسهلا بالفنان القدير داوود حسين من الكويت، أهلا وسهلا بجمة الأردن الكبيرة نادرة عمران، أهلا وسهلا بالفنان الكبير بالسنديانة التي نعتز بها في الأردن زهير النوباني.
وسنحاول في لقائنا هذا أن نضيف عليه رؤية مغايرة عن المألوف لذا استضفنا كبار الفنانين في المشهد الفني في سبيل الارتقاء بالحراك الفني الدرامي والثقافي

اخترنا ضيوفنا الكبار بإيمان كامل أن حوانا معهم سينتج آراء وأفكار حول الفن والجمال ومشاكل الدراما والتطلعات المستقبلية للمشهد الدراما والسينمائي والتلفزيوني، كون الفن حقيقة وليس واقع ويحتاج إلى وعي مسبق.

في الحقيقة ما زالت الدراما خارج النسق الثقافي العام والبناء المعرفي للمجتمعات وخارج نسق التطور الثقافي، لذا ستبقى الدراما لسنوات قادمة خارج الفعل الصناعي لتطور السينما والميديا بشكل عام فما زالت صناعة موسمية فردية، والنتيجة سنبقى بعيدين كل البعد عن الوعي العام للجمهور، بتطوره المتسارع معرفيا وثقافيا.

أمضيت وقتاً طويلا في التفكير بعنوان مناسب لهذه الندوة، حيث أن آفاق الدراما العربية هو موضوع شائك وفضفاض، ويحتاج الكثير من الوقت لمناقشه بعض خطوطه العريضة، لذا انتقيت الأهم والأجدر في مرحلتنا الحرجة التي نعيشها الآن في عالمنا العربي، وهو موضوع الذكاء الصناعي، فمنذ الأزل يرصد الإنسان الصراع مع الطبيعة، وعلى ما يبدو ظهر مؤخراً صراعاً آخر يوازي صراع الإنسان مع الطبيعية، فلم تكتفي السينما بأفقية الجمال والتسلية بل طمحت بإدهاش أكبر يتمثل بالاكتشافات المستحيلة الممكنة في آن معا، فقد أًصبح على عاتق السينمائي وظيفة علمية وفلسفية تحتاج إلى إعادة تأهيل فني ومعرفي.
نحن اليوم في عالمنا العربي أمام ملتقي خارج الثورة المعرفية والعلمية الجديدة، رغم أنه يتبعها في الخارج بدليل التهافت العربي على منصات السينما والتلفزيون العالمية.
سابقاً كان الخطاب السينمائي ذاتيا تحكمه شؤون الأمم القديمة، بينما اليوم السينما العالمية هي مشروع معرفي وجمالي ثائر ومتغير على الدوام ومتسق مع تطور الإنسان فكرياً وثقافيا، ويلبي احتاجه الدائم للدهشة والإمتاع والسؤال.
المرعب اليوم في الحالة الفنية العربية يمكن في أنها منعزلة تماماً عن حالة التغير الكبير الذي فرضته الثورة الصناعية الرابعة في العالم، العالم اليوم يناقش فرضيات ونظريات حول ماهية العالم بعد التعطيل الحتمي للمجتمع البشري، وإحلال الآلة كعنصر أساسي في في عالم الفن، حيث المدن المتطورة اليوم قامت بتطبيق الحكومات الذكية والمدن الذكية وحركة المرور الذكية، كما أننا كبشر نتعرض لتغير كبير في خلايانا البيولوجية، ونواجه تغير مناخي عالم، وفي الوقت ذاته نتعرض لاستعمار بيانات شديد، بدلا عن استعمار الأرض القديم، السؤال الذي يفرض نفسه الآن هو: أين نحن اليوم من هذه الفجوة الصناعية والرقمية؟
 
الفنانة تقلا شمعون: التحمل المفرط للمسؤولية، ورفض الاكتفاء بنجاح واحد، والامتلاء بالحياة، وكأن العمر نزهة على أرصفتها، نتعلم منها أن الحياة لا تقاس بعدد الأيام إنما بالوعي والرؤية وفلسفة الوجود، لذا تدرس تقلا حضورها وجدواه، فعلا النجومية هي الروح
في الحديث عن لبنان نجدها تمتلك كافة المقومات الثقافية والمدنية التي تؤهل أي دولة وأي شعب لأن ينتج فنا رفيع المستوى، فهي بيئة خصبة لإثراء المشهد الدرامي في الأزياء والعادات والتقاليد والحريات، والتمدن، لكن في الواقع لم تستطع الدراما اللبنانية أن تنافس في السوق العربية علما أنها دخلت منافس قوي في الاستعراض والبرامج.
السؤال الآن: لماذا ما تزال الآن لغاية الآن تعاني من مشكلة المحتوى؟

الفنان داوود حسين: شخصية تكسر المألوف والعادي لتقول أشياء هامة عن إنسانيتنا، فيصنع أمواجاً من الدهشة والرؤية المغايرة، علمنا أن الكوميديا حالة وعي، والنجومية تراكم معرفي، وتمرين قاس على الذات، يعتمد على الإمتاع والإدهاش.
في الحديث عن الكويت نجدها حاضرة بقوة في المشهد الدرامي العربي خاصة في المسرح، وفي رفد السوق العربية في مجالات فنية هامة، قد تكون الكويت هي الاستثناء في حالة الدراما الخليجية لأنها استحدثت أكاديميات قد تكون من الأوائل ثم انتقلت إلى إنتاج الدراما.

السؤال الآن: رغم كل المقومات ومع الانفتاح الرقمي ما زالت الكويت محصورة في المحتوى الكويتي، وفي معزل حقيقي عن قضايا الأمة المفصلية، وعن القضايا الأساسية في العالم، فهي مرتكزة ومحصورة في كويتيتها، لماذا أخذت الدراما الكويتية صورة نمطية تمكن في الصراع والاستعراض؟

الفنانة نادرة عمران: تعاند المستحيل وتنهض لترفعك بيديها، تمثل وتغني لك، يحدث أن يتكوم الأمل والحب والحياة وكل شيء جميل في وجه امرأة، تهطل كحبة المطر الأولى، فتعطر الأرض وتعلّمنا الحضور لا الظهور، الأداء وليس الشكل، خطتك كممثل وليس تسريحة شعرك، معايشة الوقوف أمام الكاميرا وليس المرآة، يحدث كل ذلك في اسم واحد هو نادرة عمران.
الفنان زهير النوباني: القامة التي صنعت حضورها بالوعي والمحبة والثقافة في المشهد المسرحي والتلفزيوني، فقد علمنا كيف يكون الفن عميقاً وبسيطا، وكيف يحاكي الناس بسلاسة توصله إلى عمق الحقيقة، فالبسيط ليس بسيطا، أن تكون هكذا بلا ادعاء يعني أن تكون زهير النوباني.

الدراما الأردنية تجربة قديمة وعريقة ورائدة في سوق الدراما العربي وفي تجليات العرض والطلب، إلا أنها لم تخرج من بوتقة أنها دارما مناسبات، مثلاً عندما قوطعت مصر عربيا بعد اتفاقية كامب ديفيد، تحركت قبلة الفن باتجاه الأردن، لتكون فضاءً للحراك الإنتاجي، لكنها لم تأخذ شكل الاستدامة والتراكم المعرفي والعلمي، حيث أن الأردن لم تستفد من أنها كانت مختبر لصناعة الدراما الخليجية قبل أن تستقل الدراما الخليجية كإنتاج واقتصاد، ولم تستثمر الأردن كل الخبرات التي مرت بها لتتطور وتظهر بصورة لائقة، وها هي الآن في غرفة الإنعاش تعاني.

هناك استقلالية في معادل الإنتاج سواء كان خاص أو رسمي، إلا أن الأردن حتى اللحظة لا يوجد فيها مُنتج أردني، فكل الانتاجات لا تخرج من إطار المنتج المنفذ. في الواقع كل قوى محرك الاقتصاد خارجية، وكأننا نمول من الخارج، وبالتالي أًصبحنا بلا هوية. إلى جانب كل ذلك نحن عالقون في التنميط، ما زال الآخر يعتقد أن الأردن هو مسلسل بدوي لعاشقين على الغدير، وأن إمكانياتنا لم تتطور لتنتج ما هو مناسب لحياة الأردني المدنية ومشاكله، ولم نستطيع أن نتجاوز هذا المكون والجناس الفني .

السؤال الآن لأهل البيت: سنستمع للفنانة نادرة وللفنان زهير حول إلى متى سنظل منفصلين عن كل ما يدور حولنا من ثورات صناعية وتطور فكري وثقافي، أين الأردن الآن من كل هذا؟