أحبوا الأردن
جفرا نيوز- كتب: بلال حسن التل
في الوقت الذي يحدثك فيه الكثيرون من الأردنيين بشغف واعجاب عن اسطنبول وغيرها من المدن التركية, وشوارعها ومطاعمها, وفي الوقت الذي يحدثك هؤلاء عن مقهي الفيشاوي ومكتبة مدبولي وحي السيدة زينب بالقاهرة, وعن شرم الشيخ وغيرها من معالم مصر, وفي الوقت الذي يحدثونك بشغف عن بيروت ومقاهي بحمدون وعاليه وغيرها من مناطق لبنان, وفي الوقت الذي يتغزل هؤلاء بأسواق الحميدية والبزورية والحريقة والهال والتانابل وغيرها من أسواق وأحياء دمشق, وبتفاصيل كثيرة وصغيرة ودقيقة عن هذه المدن وأسواقها ومطاعمها, فإنك غالباً ما تكتشف أن هؤلاء لا يعرفون الكثير عن عاصمتهم عمان ولا عن البترا, وكل مكونات مثلثنا السياحي الذهبي, الذي يحج إليه الناس من مختلف بقاع الأرض, بينما يعزف عنه الأردنيون, الذين يعزفون أيضاً عن أم قيس ومنطقة بني كنانة وسحر مناظرها, مثلما يعزفون عن عجلون وغاباتها وعن الأزرق وغيرها، وهو عزوف ناتج عن عدم المعرفة, وعندما لانعرف الأشياء فإننا لا نحبها, وهذا هو الفرق بيننا وبين شعوب أخرى أحبت أوطانها ومدنها فأبدعت في تطويرها وترويجها, من ذلك على سبيل المثال أن اسطنبول صارت محجا للسياحة بعد أن كانت معظم معالمها السياحية قبل سنوات مكبا للنفايات, وكان سكانها لا يستطيعون شرب الماء من "حنفياتها" بسبب تلوثه, لكن حب الأتراك لوطنهم وانتمائهم لتاريخه دفعهم لتجديد هذا التاريخ, والكشف عن جماليات مدنهم التي نتغنى بها, ومثل الأتراك كذلك إخواننا في مصر وسوريا ولبنان الذين يتغنون بجماليات مدنهم وعراقتها فيروجون لها, بينما نعزف نحن عن الكشف عن سحر بلدنا وكنوزه السياحية بكل أنواعها, فلا نزورها ولا نستمتع بها.
قد يقول قائل أننا نحتاج إلى تطوير الكثير من مواقعنا ومرافقنا السياحية وهذا صحيح, لكن الصحيح أيضاً أن هذه مسؤولية مشتركة نتحملها جميعاً خاصة القطاع الخاص, فمن غير المعقول أنه بعد كل هذه السنوات على افتتاح مهرجان جرش, وهي المدينة الأثرية التي يؤمها السياح من مختلف أنحاء العالم, بالإضافة إلى رواد المهرجان تظل حتى الآن بلا شبكة من الفنادق والموتيلات والمطاعم والمرافق التي ترضي مختلف الأذواق وتناسب مختلف الطبقات, لمضاعفة عدد زوار المدينة وإغرائهم على قضاء أوقات أطول فيها, ومن غير المعقول أيضاً ان لا تقام مطاعم وموتيلات ومرافق سياحية على سلسلة جبال عجلون التي تفوق في سحرها جمال الكثير من المناطق التي يتغنى بها الأردنيون, وكذلك الحال بالنسبة لأم قيس وبني كنانة وغيرها من مناطق الجذب السياحي في بلدنا، فأين القطاع الخاص الأردني من ذلك كله؟ ولماذا يُحجم عن الاستثمار في هذا القطاع لتطويره وتعريف الناس به ليحبوه, ولهؤلاء نقول أحبوا الأردن ليضاعف عطائه لكم.
Bilal.tall@yahoo.com