"بنادورا" توظيف سياسي انتقائي لا استقصائي يستهدف مكانة الملك.
جفرا نيوز - كتب - الصحفي خلدون عبدالسلام الحباشنه.
حذرنا كثيرا من التعامل الاعلامي محليا مع شخصية الملك على أنه مرشح لانتخابات او انه يمثل تيارا او حزبا او فئة ما وهو ما أسس له مجموعة من الذين يرون الأمور بعقلية مدراء الحملات او الساعين إلى كسب الإعجاب او التأييد المؤقتين المرحليين اعلاميا فقط وكانت ضرورة اتباع منهج ثابت يبرز شخصية الملك كونه راس للدولة دستوريا، ورمزا حضاريا تاريخيا سياسيا ودينيا يستند إلى عمق سيادي يمتد إلى اكثر من الفي عام من ثقافة الحكم التي تمثلها العائلة الهاشمية في تاريخ المنطقة العربية.
ملفات فنسن ووثائق برادايس وبنما وليكس وتسريبات ادوارد سنودن لم تأتي على ذكر الملك رغم ضخامة ما ورد فيها، وثائق بنادورا تدعي كشفا جديدا وتزعم انه نتيجة بحث واستقصاء في حق الملك بينما ما ورد ذكره هو أملاك قانونية وان جرت عملية وصمها بالسرية من قبل الوثائق نفسها الا ان الحقيقة ان اعتبارات المكانة والدور فرضت ابقائها ضمن احتراز أمني يخص الملك والعائلة المالكه، استخدام مصطلحات مثيرة مثل " سرا، إمبراطورية عقارية، شركات اداره، الرغبة في مراكمة ثروه عقارية اسقاط واقحام يؤكد الرغبة في التوظيف السياسي والتعبئة الشعبية عبر إضافة عبارة" الأردن البلد الذي يتلقئ مساعدات " ودعم هذا التوصيف نفسيا لغايات تطبيق نظرية علم النفس السياسي والاعلامي معا بعبارة" نظام استبدادي و بلد يشهد احتجاجات" وبلد شنت فيه السلطات حملات استهدفت الأموال التي يحولها المواطنون وهو امر يدفعنا للبحث عن الممول ومن يقف وراء نسف اهم قواعد الاستقصاء وصولا الى دور قذر في التحريض والتجييش وهي التي تنسف ايضا قاعدة التوثيق وترك التحليل والحكم للمتلقي، عداك عن كون ان ما بنت عليه الجهات العامله ممثلة بالاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية وفريقها العامل في 117 بلدا لم يقدم كشفا صحفيا استقصائيا بخصوص ممتلكات موثقه قانونا ولكنه أغرق في تحليل وضع سياسي، وصفت الوثائق الرئيس الروسي بأنه يمتلك أصول سريه، ورئيس الوزراء التشيكي بالمتهرب ضريبيا، الرئيس الاذري ومقربين منه أيضا وصفته بأنه متهرب ومتربح بمئات الملايين من تعامل تجاري مع إمبراطورية الملكه الانجليزية العقارية نفسها " كراون ستيت" والتي تديرها وزارة الخزانة البريطانية عبر بيع وشراء ممتلكات تابعة لها في لندن، الرئيس الكيني أيضا قالت بنادورا انه يراكم ويكدس ثروة ومقربين من الرئيس الباكستاني يمتلكون شركات وصناديق ائتمانيه والرئيس القبرصي على أنه يستخدم ملاك وهميين ، توني بلير وزوجته شيري متهربون ضريبيا بوريس جونسون نفسه رئيس الوزراء البريطاني اتهمته الوثائق بتلقي حملته اموالا كدعم ، وهي جميعا افعال مجرمه في القانون الدولي لكن الغريب ان ايا منهم لم يخضع لتحليل سياسي او توظيف كما حدث مع الملك واغفال خصوصية الأمن وربط ذلك بواقع بلدانهم ، علما انها املاك موثقه قانونا ومن جيب الملك الخاص وغير مرتبطة بموازنة الدولة .
سبعون مليون جنيها ما يعادل مئة مليون دولار هي قيمة سعرية موثقه قانونا باسم الملك ومن ماله الخاص لاعتبارات اووردها بيان الديوان، لكن الصحفيين الاستقصائيين الزملاء لم يستطيعوا الكشف عن ان ثلاثين مليون دينار سنويا هي موازنة الدعم التي يقدمها الديوان الملكي دعما للبسطاء والفقراء وحتئ المحتاجين من أردنيين وعرب على سبيل الاعفاء الطبي والانساني والتي يرفض الديوان نفسه الإعلان عنها حتى لا تكون منة عليهم رغم أنها موثقه ومقيده لغايات محاسبيه وهو امر مستمر منذ تأسيس الدولة، لم يلتفت زملاء المهنه الئ ان مجمعا تجاريا في عمان يملكه مواطن تفوق قيمته السعريه مئة مليون دولار ولم يلتفت الزملاء الى ان الأردن تحمل كل تبعات السلوكيات الدولية والاقليمية الاجرامية من احتلال فلسطين وتدمير العراق وسوريا وما تبع ذلك من أعباء اللجوء والضغط علئ إمكانياته وقدراته وأمنه واستقراره ويرون ما قدمه العالم من دعم ومساعدات فرصة محتملة لإثراء، نحن هنا نطالبهم بإعلان قيمة هذه المساعدات التي تعهدوا بها ولم ينفذوها .
رغم كل ما تعرض الأردن له من أعباء الا انه قائم ومستمر في إدارة إمكانياته بتوازن في حين عاشت أوروبا رعب اللاجئين ولم تتحمله، نحن واثقون ان هذا التوظيف حلقة من حلقات التآمر على بلدنا الذي استهدف بكل الطرق والوسائل محليا واقليميا وعالميا، خاصة أن الملك يثبت كل يوم انه زعيم عالمي بثقافته وقدرته السياسية على بناء دوره ودور الأردن المحوري فيما يخص قضايا المنطقة والعالم وخاصة تلك الحالة التي خلقها علئ مستوى العالم مؤخرا بخصوص القضية الفلسطينية ورفضه لصفقة القرن واسقاطها ومداواة جراح المنطقة في سوريا ولبنان والعراق عندما تقدم بجراة سياسية قيادية وانسانية نادرة لتفكيك العقدة الراهنة مع زعماء العالم المؤثرين، وهو امر لا يروق لمن يعتقدون ان السياسة لعبة دومينو او رغبات وامنيات.
ما قدمه اعلام الديوان الملكي شفافية نعم لكن لا بد من توظيف طاقات الإعلام الاردني برمته للوقوف مع الوطن والملك لأننا في مواجهة مستمرة ومفتوحة لا تتحمل البقاء في دائرة رد الفعل بل ضرورة البقاء في حالة مبادرة وجهوزية.
إعلامنا المحلي يمتلك مقومات مواجهة المحاور والخندقة ولكن اعلاما رأى في كارثة مستشفى السلط مثلا فرصة للخارج لتوظيفها ولم يتدخل منتظرا توجيها يجب إعادة النظر في أولوياته، حتى ان إعلامنا نفسه لم يرى ان كوادر مستشفى السلط نفسه نفذت
العملية رقم 23 في تاريخ الطب في العالم ولم يقدمها بما يوثق للقدرات العظيمة لقطاعنا الطبي لن يستطيع الخروج من دائرته الضيقه والقاعدة الارجح هنا ان اعلامنا ان لم ينصفنا ! هل ننتظر من اعلام العالم ان يفعل ذلك .
جائحة كورونا وتعامل الأردن معها كان كفيلا بتقديم الأردن للعالم بما يليق ولكننا نعاني من سيادة نمطية مميته ذكرها الملك في لقائه الاخير مع إعلاميين تتمثل برسوخ رؤية سوداوية لا ترى الا الخطأ والسلبية.
من يدافع عن الأردن ويقدمه هو من يستطيع الدفاع عن الملك وتقديمه بما يليق، لكن الأمور لا تزال بحاجه للكثير من الكلام.