هذا هو وقتها دولة الرئيس!
جفرا نيوز - عصام قضماني
هل يعكس إعجاب الرئيس الخصاونة بالعاصمة الإدارية في القاهرة حماسا لتنفيذ مشروع مماثل في عمان؟
يحق للرئيس السيسي ان يفخر بهذا الانجاز فهو لم يقدم للمصريين مدينة جديدة فحسب بل توجد أصولاً جديدة وثروة.
مشروع المدينة الجديدة لم يسقط من السماء، كما كان وصفها رئيس وزراء أسبق وهو لم يمر مثل طيف وعمر الفكرة اكثر من عقدين من الزمن وقد كانت العبدلي مرشحة أن تكون لكن وضعها الراهن افضل وان كان الهدف هو فك عمان من أزمتها فالمدينة الادارية خارجها هي الحل.
الفكرة موجودة ولها دراسات وقد جربت أمانة عمان تنفيذ نموذج مصغر لها ببناء مجمع للدوائر الحكومية في «وادي عبدون» بالتشارك مع رجل الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، بكلفة 5ر1 مليار دينار آنذاك على مساحة نصف مليون متر مربع، تضم جميع المحاكم في عمان قبل أن يتراجع ميقاتي في مواجهة انتقادات مشابهة لما يحصل اليوم..
دول كثيرة سبقت الى إنشاء مدن جديدة لابتكار حلول عندما عجزت عن إيجادها لكن الأهم هو في امتلاك أصول جديدة لا تخلق ثروة فقط بل تدر دخلا للدولة وفيها منافع أخرى وقد فكرت حكومات سابقة في طرح هذه الأراضي للاستثمار المحلي والعربي والدولي لكنها اصطدمت بسيل من الانتقادات ومعارضة بعثت قصة قديمة جديدة من قمقمها اسمها الواجهات العشائرية وحجج أخرى ليس أقلها التفريط في المقدرات.
انتقادات بعض الأصوات لمشروع المدينة الجديدة مفهومة، خصوصا في ظل مخاوف تراجع قيمة الأصول والأراضي في عمان وهي التي خلقت ثروات طائلة لملاكها نتيجة ارتفاع أسعارها في فترات قصيرة ولم يأخذ هؤلاء بعين الاعتبار أن تسهم المدينة الجديدة في إعادة التوازن للقيم التي تضخمت فسحقت الطبقة الوسطى وطردت الفقراء من اللعبة تماما.
المدينة الجديدة كما فهم ستكون جزيرة وسط مساحات هائلة من أراضي الخزينة بما لا يسمح لتجار الأراضي عبورها لتضخيم ثرواتهم من أراض جديدة ستنتعش, لكنها فرصة للحكومة وللدولة في توليد مصادر دخل جديدة باستثمار صحيح ومتوازن ومتخصص للمساحات المحيطة وخلق ثروات توزع بعدالة وتسهم في تحقيق تنمية من نوع جديد يجد فيها الفقراء ومتوسطو الدخل فرصا جديدة ظنوا أنها فاتتهم.
80% من مجموع مساحة اراضي المملكة مملوكة للخزينة وهي من النسب العالية جداً مقارنة بدول أخرى لا تصل ملكية الحكومات فيها الى 30% وهي ثروة لا تقدر بثمن لكنها حتى اللحظة لا تعني شيئا طالما أنها غير منتجة وهذه الاراضي الساكنة أو المجمدة لم ينجب خزان أفكار الدولة فيما سبق طريقة لاستغلالها والاستفادة منها بجعلها منتجة تدر دخلا على الخزينة وكانت التخوفات من عوامل طرد الأفكار.
المدن الجديدة هي طريق لخلق مراكز حضارية تحقق الاستقرار الاجتماعي والرخاء الاقتصادي، وتعيد توزيع السكان خارج الشريط الذي يتركز فيه سكان المملكة بما لا يزيد على 18% من مساحة المملكة بما يعكس الهجرة الى المدن الرئيسية بمد محاور العمران إلى الصحراء والمناطق النائية.