"الاخوان المسلمون هم الزوجة العاشرة للنظام السياسي


جفرا نيوز - معاذ البطوش

 
قال الباحث والمفكر في الدراسات الإعلامية والبرلمانية وشؤون المقاومة العربية والإسلامية بسام الجرايدة المشاقبة انه منذ سقوط دولة الخلافة الإسلامية ظهرت ما يسمى بالحركة الإسلامية المعاصرة والكل يعلم ان هدم ما يسمى بالخلافة العثمانية تمت على تحالف ما بين بريطانيا وفرنسا والحركة الصهيونية لإزالة الإسلام عن وجه العالم وتشكيل نظم جديدة وتم تقسيم العالم الإسلامي وتم الهيمنة على العالم لغاية وصولنا الى ما وصلنا إليه كأمة عربية في الوقت الحالي.
 
وأضاف المشاقبة ان من يقرأ أدبيات الحركة الإسلامية في العالم العربي يجد ان هذه الحركة جاءت كردة فعل لمواجهة الغطرسة الغربية والهجمة الشرسة التي يتعرض لها العالم الإسلامي وعلى ضوء ذلك أطلق العنان للغرب للغطرسة على العالم الإسلامي.

 وعن بداية تأسيس جماعة الإخوان المسلمين قال المشاقبة "تأسست جماعة الإخوان المسلمين في العالم في بداية الأمر كجماعة دعوية وقبلها تأسست جماعة دعوية في الهند اسمها "جماعة الدعوة والتبليغ"، وهذه الجماعة ولدت لدعم من المحتل البريطاني عندما كان مستعمرا للهند، وتم استغلال الدين استغلال سلبيا في الهند في ذلك الوقت.

 
وتابع المشاقبة حديثه بالقول"يجب ان نعلم المجتمع بان الحركة الإسلامية "الدعوة والتبليغ" في الوطن العربي هي حركة وافدة من الهند. إلا أن هذه الحركة بحاجة إلى إصلاح في الخطاب فخطابها بسيط لا يدخل في عمق وجذور الإسلام كرسالة.

 

وعن العلاقة بين الإخوان والأمريكيين أشار المشاقبة إلى أنها  ظهرت للعيان بعد زوال حكم الملك فاروق مشيرا إلى أن  جماعة الإخوان المسلمين أسست سنة 1928 في الإسماعيلية بمصر وانتقلت من الجانب الدعوي إلى الجانب السياسي في العام 1938.

 

وبين المشاقبة ان الإخوان ولدوا في الحكم الملكي "الملك فاروق" وعندما وجدوا الفرصة سانحة للانقلاب على الحكم الملكي  توافقوا مع الضباط الأحرار بمصر رغم أن الحكم الملكي احتضنهم. وهذه رسالة لكل باحث أن الإخوان هم على استعداد للانقلاب على أنفسهم.

 

وتابع حديثه بالقول"دخل الإخوان مع جمال عبد الناصر في الثورة وعندما انتصرت الثورة رصدت المخابرات المصرية اتصالات ما بين الإخوان والأمريكان وانقلب عليهم جمال عبد الناصر و"تغدا عبد الناصر بالإخوان قبل ان يتعشوا به" واستمرت اعتقالات "الإخوان" منذ الثورة ولغاية سقوط نظام حسني مبارك بداية العام الماضي.

 

وبين المشاقبة أن مبارك بعد سقوط بغداد عام 2003 بأشهر أعلن أن المخابرات المصرية رصدت اتصالات بين الإخوان في مصر وبين الأمريكيين، وحذر مبارك من استمرار تلك الاتصالات.

 

ويرى المشاقبة ان الأمريكيين لجأوا للإخوان المسلمين في حرب أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي وكان الإخوان حلفاء إستراتيجيون لأمريكا وكان الشيخ عبد الله عزام رحمه الله تعالى قائد ما يسمى بالأفغان العرب وانتهت مهمة الشيخ عبد الله عزام عندما قتل في عملية وحشية جبانة.

 

وتساءل المشاقبة كيف اتجهت بوصلة الإخوان في مصر والأردن وسوريا اتجاه أفغانستان وتركت فلسطين؟

 

وعن موقفه من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قال المشاقبة"أنا من الداعمين لحركة حماس كحركة مقاومة وحركة حماس نشأت في ظل الاحتلال الصهيوني والكيان الصهيوني غض النظر عن تمدد حركة حماس لتكون شوكة في حلق حركة فتح وشئنا أم أبينا يجب علينا الاعتراف ان حركة فتح هي الأقدم والأجدر بقيادة الشعب الفلسطيني.

 

وتابع حديثه بالقول"الشيخ احمد ياسين رحمه الله تعالى كان يقول الدم الفلسطيني محرم وغير مباح بين الأشقاء وعندما استشهد احمد ياسين والرنتيسي والرئيس الراحل ياسر عرفات أصبح الدم الفلسطيني مباحا".

 

وعن دور الصراع الظاهر بين الإخوان والأنظمة العربية أشار المشاقبة الى ان الانظمة تستعين بالإخوان والأميركيين معا  مؤكدا على أن هناك دور كبير تلعبه الجماعة في المحافظة على الإبقاء على الأنظمة ما دام ان الفرصة لا تسمح لها بالانقلاب عليها موضحا إلى أن أخطاء الإخوان بمصر أكثر من أخطاء جمال عبد الناصر.

 

وتابع "تخيل ان عضو مجلس الحكم في عهد بريمر بالعراق بعد سقوط بغداد هو الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي وهذه ليست علاقات جديدة ولكنها متأصلة وكل مرحلة يستخدمون الإسلام استخدما سيئا، وبدأوا بتفكيك العراق والآن سيبدأون في سوريا".

 

وعن بروز الظاهرة الدينية في العالم العربي والإسلامي قال المشاقبة: أنها  برزت منذ لعنة حزيران عام 1967عندما سقطت فلسطين والجولان والضفة الغربية وسيناء وغزة  مرة واحدة وصدم العالم الإسلامي والعربي وما زلنا ندفع الثمن لغاية الآن وظن الناس ان الحل هو العودة للإسلام خلف العمامة ونعود للمسجد والقران ونعود لكتب الأحاديث الصحاح ونحن نحترم هذا الاعتقاد بالتأكيد ولا يمكن ان نخالفه ولكن علينا ان نؤمن بأننا لم نعد نعتنق الإسلام كما كان عليه السابقون من الصحابة وتابعيهم وإنما هناك اختلاف كبير جدا بين المسلم القديم والمسلم الحديث.

 

وعن الموقف الأمريكي قال المشاقبة ان الأميركيين دعموا في دول الاعتدال العربي ودعموا الإسلام في دول الاعتدال وأصبح للتيار الإسلامي نفوذ كبير بسبب الهزيمة التي تعرضت لها فلسطين.

 

وعن سوريا قال المشاقبة انها عقبة في وجه الأميركيين وأميركا تريد تسليم السلطة في سوريا للسنة، والأميركيون حاربوا حركة حزب الله الشيعية وهم على استعداد للتحالف مع حركة حماس السنية.

 

وعن الإخوان في الأردن قال المشاقبة أنهم  يعترفون أنهم من صلب النظام السياسي الأردني والنظام احتضنهم احتضانا تاريخيا موضحا إلى أن الإخوان يعشقون شهوة السلطة ولا يخافون على الإسلام والإسلام قائم بوجود الإخوان وبغير وجودهم، فالإسلام له 15 قرنا وهذه حقيقة.

 

وعن تجهل الإخوان في هذا الوقت للدور الأمريكي المعروف اتجاه العرب قال المشاقبة" الذاكرة الإسلامية مثقوبة وتنسى مجازر أميركا وتنسى ان ذراعها الاستراتيجي في المنطقة (اسرائيل)، والإخوان المسلمون يحاولون الآن تنظيف كل الدماء التي هرسها هذا التمساح الأمريكي في كابول وتورا بورا وبغداد وفلسطين وبعد ان ينتهي الأميركيين من جرائمهم أما أن يفترسوا الإخوان او يتركونهم لمرحلة تاريخية قادمة".

 

واضاف: من يتابع الشارع العربي أثناء الانتفاضة الأولى كان ينادي بشعارات مناوئة لأمريكا منها حرق العلم الأمريكي و"الاسرائيلي" والإخوان كانوا ينادون ويهتفون"هي هي الحية... أميركا هي الحية" مشيرا إلى أن محج الإخوان السياسي ليس البيت العتيق وإنما البيت الأبيض.

 

وعن تخوفات القيادي المستقيل من جماعة الإخوان المسلمين بمصر الشيخ كمال الهلباوي من بحث الأخوان عن الرئاسة بعد بحثهم عن الجنة قال المشاقبة"تخوفات الشيخ الفاضل ليست جديدة فكثير من المفكرين الإسلاميين يخافون على النموذج الإسلامي الذي تأصل في عقول الشباب لان الإسلاميون لم يتعودوا العيش في ظل الدولة المدنية فهناك بحار ما بين الإسلاميين والدولة المدنية.

 

وتابع"من يقرأ الأدب الإسلامي لمنظر الحركة الإسلامية يجد أن الإسلاميين الحركيين لا يعترفون بالديمقراطية ويعتبرونها صندوق اقتراع فقط وعندما يصلون للسلطة يضحكون على الشعوب التي انتخبتهم".

 

وعن مدى شرعية الدولة المدنية قال المشاقبة"الدولة المدنية ليست منتجا عربيا او إسلاميا وإنما هي وليد صراع دامي بين التنويريين الأوروبيين والإقطاع والكنيسة فحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان يقول لا يوجد حزبية في الإسلام وإنما هناك حزب الله فأهل الله هم الغالبون".

 

وأشار إلى أن الإسلاميين يسوقون مناهج الثورة الفرنسية "حرية وإخاء وحرية الدساتير" ويصلون ممثلين هن الشعوب وهم غربان الرأسمالية وكهنة الرأسمالية العالمية، ومشروع الإخوان يدير ظهره للأصدقاء ويرتمي في حضن الحوت الأمريكي.

 

وعن تاريخ حزب جبهة العمل الإسلامي يرى المشاقبة أن هذا الحزب  كان زوجة من الدرجة العاشرة لنظام السياسي الأردني زوجة وظيفتها خادمة، فأحداث 1988 هبة نيسان كانوا يراقبون وإحداث 1996 في الكرك كانوا ينامون في بيوتهم، والصدمة الكبرى بعد هبة نيسان هم من حصد أصوات الانتخابات، والإسلاميون ليسوا بملائكة وليسوا بشياطين.

 

وختم المشاقبة حديثه بالقول انه مع الملكية الدستورية في زمن لا نحتكم فيه إلى شرع الله تعالى والقوانين الربانية ولكن تساءل"هل الملكية الدستورية من مخرجات الفكر الإسلامي كما ينادي الإسلاميين؟مجيبا بذات الوقت  بالتأكيد على انه ليست فكر إسلامي وإنما هي فكر غربي ينادي به الإسلاميين.