هل نحن آباء فاشلون!!
جفرا نيوز/ بقلم: الدكتور محمد أبو عمارة
قد يزعج التساؤل الكثير من أصدقائي الآباء والأمهات لأن العديد منهم يتهرب من المشكلة التي يعاني منها ويتقن ذلك الهروب خوفاً من المواجهة من جهة وخوفاً من نعت نفسه بالفشل من جهة أخرى وخوفاً من المستقبل المجهول القادم من جهة ثالثة....
السؤال: لماذا وصفت الآباء أو بعض الآباء بالفاشلين؟!
نعاني نحن المعلمون والإداريون في المدارس أكبر المعاناة بالتعامل مع النشئ الجديد حيث تتلخص مشاكلهم باللامبالاة المفرطة ، وكثرة الدلال ، وقوة الشخصية التي يرافقها الكثير من عدم الإحترام أو قلة الأدب بالإضافة إلى انعدام أخلاقيات التعامل والإحترام ، وطريقة مخاطبة الآخر واحترام الأكبر سناً التي قد تكون شبه معدومه نهائياً، إضافة إلى كثرة المشتتات وغياب القدوة أو سخفها إن وجدت! إضافة إلى ضياع الهوية بشكل شبه تام والمزاجية التامة فمن النقيض للنقيض فمن رغبه في لعب الرياضة إلى الكره الشديد لها فجأة !ومن رغبه في سماع موسيقى معينة إلى النقيض تماماً! ومن الهروب من التدين الشديد إلى البعد الشديد عن الدين!
وأمام كل هذه المتناقضات ينكر العديد من الآباء أنهم جزء من المشكلة وأن تركهم لأبنائهم وبناتهم فريسة لأجهزتهم الخلوية وللإنترنت يعد أكبر معضلة ! لأننا نترك دفة القيادة لأبطال اليوتيوب (Youtube) تارة وأبطال التيك توك (TikTok) تارة أخرى ونجوم الفيسبوك تارة أخرى!!
يعيش فلذات أكبادنا حروبًا وهمية ينفقون صحتهم وأوقاتهم للاشيء!
ترهقهم أعداد الإعجابات (اللايكات) ويسهرون الليالي لقراءة التعليقات، وعند قدوم الطالب للمدرسة تجده قد أعياه السهر جرّاء قضاء الوقت الأعظم على هاتفه الخلوي وأصابه تعب في النظر وتشويش في الأفكار وأحياناً تسمم فيها، وعند وجود أي تقصير أكاديمي أو أي استدعاء لولي الأمر جرّاء أي مشكله تراه فوراً يعزو الخلل للمعلمة أو للمدرسة أو للسائق أو لبائع المقصف أو لزملائه أصحاب الأخلاق السيئة وتضيع خطة تعديل السلوك بين أب وأم منكرين لواقع مرير ومعلم يخشى من اللوم وطالب تائه بلا هوية!!
الواقع الحالي للطلبة بعد انقطاع دام لسنتين تقريباً عن التعليم الوجاهي بحاجة لإعتراف من الجميع بوجود معضلة وليست مشكلة ولن تستطيع جهة واحدة حلها دون التعاون مع الأخرى.
ونصيحة لكل أب وأم يجب عليكم أن تواجهوا الحقائق والمشاكل فالإعتراف بوجود مشكلة هو بداية الطريق لحلها وإنكار ذلك سيفاقم الوضع وسيزيد المشاكل مشاكلاً!!
وبدلاً من إلقاء اللوم على طرف آخر أو التهرب من تحمل المسؤولية ينبغي العمل على مواجهة المشاكل ومد جسور التعاون مع المعلم والمرشد والمدير حتى تستطيع الوصل بأبنائنا إلى ما نريد!!
وبعد هذا الطرح تستطيع الإجابة على التساؤل المطروح في العنوان !
*رئيس جمعية الكتاب الإلكترونيين الأردنيين