ما الفرق بين اللاجئين والجلوات العشائرية ؟! ( 2 )

جفرا نيوز - نصر شفيق بطاينه
 
سبق وكتبت مقال بتاريخ 19 8 2019 بهذا الموضوع وبينت فيه سلبيات الجلوات العشائرية على المواطنين والمجتمع وكيف هي توازي وتماثل خروج المواطنين كلاجئين من سكنهم أيام الحروب أيا كان الموقع وفي اي دولة ويضطروا الى الفرار بأرواحهم خوفا من بطش المعتدي ويعيشوا تحت مظلة حسنات وصدقات المجتمع الدولي من خلال منظماته المختلفة ناهيك عند تعرضهم للابتزاز بأنواعه في بعض الحالات والمواقع وغالبا ما تكون الخدمات بالحد الادنى ويتعرضوا ويعانوا من احوال الطقس المختلفة , بالمقابل اصحاب الجلوات العشائرية يضطروا ايضا للخروج من بلدتهم وسكنهم الى منطقة قريبة او بعيدة حسب ما يفرضه اهل القتيل فهم الآمر الناهي في هذا الموضوع وما على السلطات الا التنفيذ وكأنه لا يوجد قانون يضبط هذه العملية والحاكم الاداري الآن يعمل تحت امرة اهل القتيل 

لفت انتباهي ما تعرض له مهرجان جرش من انتقاد وصدرت فتاوي من عدد كبير من المواطنين المتدينين وغير المتدينين انه حرام وهنا لا اريد ان اتطرق الى الوضع الصحي وسآخذ جانبا واحدا وهو الحلال والحرام واسقطه على موضوعنا , فالمهرجان حرام وحضور حفلات جورج وسوف ونجوى كرم وماجدة الرومي حرام , طيب شو بالنسبة الى الاستماع الى هيفاء وهبي ونانسي عجرم ولا ننسى روبي اكيد الجواب حرام , تمام , طيب ترحيل العائلات من مسكنها بداعي الجلوات العشائرية وارضاء الى العصبيات الجاهلية أليس حرام ؟ 

ترحيل الطلاب من مدارسهم دون ذنب الى مدارس ويزاملوا طلاب جدد أليس حرام ؟ اخذ طفل روضة من بستانه وهو بالكاد سلك فيها بعد شهر من البكاء وتعارف وتناغم مع بعض الاطفال اقرانه الى جهة مجهولة أليس حرام ؟ ترحيل مريض او انثى ولدت حديثا وتحتاج الى رعاية أليس حرام ؟! هناك عائلات فقيرة لا تستطيع دفع تكاليف واجور سكن وهي التي دفعت دم قلبها حتى قهقرت لها غرفتين جوفيه تؤويها احوال الصيف والشتاء , ان ترحيل المواطنين من بيوتهم يماثل سحب الجنسية , فكيف تطرده من سكنه وقريته التي يعيش فيها منذ عشرات السنين على ذنب لم يقترفه ويترك كرمه وزيتونه وتعبه وشقى السنين لمن هب ودب عقوبة اضافية على التهجير وهذا يعني ان القرية أصبحت ملكا لأهل القاتل ولهم اليد العليا في التصرف بسكانها 

أعتقد أنه لا يجوز ونحن في بداية المئوية الثانية ان يبقى هذا القانون العشائري ويجب ان يسود القانون المدني ويحاسب القاتل وحده جاء في القرآن الكريم ( ولا تزروا وزارة وزر اخرى ) كيف نطبق اوامر ونواهي القرآن الكريم ونعتبرها مقدسة ولا نطبق هذه الآية أليست قرآن كريم ( تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ) ( ما لكم كيف تحكمون ) ( أم لكم كتاب فيه تخيرون ) 

 يبدو اننا في جاهلية أسوأ من الجاهلية الاولى التي ننقدها ونتهكم عليها ألا تذكرون قصة مجير أم عامر 

جاء في القرآن الكريم ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب ) ربنا الذي خلق الحياة وهو الذي فرض هذا القصاص ان القاتل يقتل بعد ثبوت الادلة عليه , هل نحن أفهم وأرحم من رب العالمين وهذا موجه الى الحكومات والقضاء انه يجب تنفيذ حكم الاعدام فورا بعد صدور الحكم بذلك , وهذا يخفف من احتقان أهل القاتل ويبرد قلوبهم , كيف نخشى انتقادات دول العالم والمنظمات الدولية التي تهتم حسب ادعائها بحقوق الانسان ولا نخشى الله الذي أمرنا بالقصاص ؟! 

لماذا لا تتدخل المنظمات الدولية لدى اسرائيل فكل يوم تنفذ جريمة قتل بدم بارد في اخواننا الفلسطينيين ولا نسمع اي اعتراض او انتقاد او حتى استنكار اجوف ؟ انهم انتقائيون , ان كثيرا من دول العالم تطبق عقوبة الاعدام ولا تأبه وهناك كثيرا من الولايات الاميركية تطبق عقوبة الاعدام بأشكال مختلفة ولا تأبه ولماذا نحن نأبه والعقوبة عادلة وناتجة عن القضاء ؟ أننا باحتفاظنا بالقاتل دون تنفيذ عقوبة واطعامه والاهتمام به وتركه يعيش هي أشبه بالمكافأة على ذنبه وتشجع الآخرين ولو نفذ الحكم لارتدع الاخرين .
 
في عهد وزير الداخلية السابق كان من المفروض عقد مؤتمر وطني لمناقشة موضوع الجلوات العشائرية ولكنه لم يعقد بسبب انشغال الوزير آنذاك بتنقلات الموظفين باليد الشمال والاحالات على التقاعد دون مبرر باليد اليمين , أما وقد أثير هذا الموضوع الآن ونقاش مجلس النواب الذي عليه أخذ المبادرة فهو مجلس المفروض انه منتخب ويمثل جميع أطياف الشعب وضع وتشريع قانون مبدأه ( ولا تزر وزارة وزر أخرى ) الحكم الاسلامي الشرعي ويعمل المجلس نفيله في حياته ويعاقب صاحب الجريمة وحده واذا ولا بد من بعض الاجراءات للحماية من الغوغائيين ترحيل اهل بيت القاتل فقط عدة أيام حتى تنتهي إجراءات اخذ العطوات العشائرية والامنية . واذا لم يتم ايجاد حل لهذا الموضوع فأنني اضم صوتي الى صوت المحامي والكاتب محمد الصبيحي المحترم بإيجاد مخيم لجوء على غرار مخيمات اللاجئين وايواء المتضررين من الجلوات العشائرية وهو مقترح اقترحته في مقالي السابق , والاشراف والصرف عليه من الحكومة ومن منظمات المجتمع الدولي والمدني 

 وحسب الاحصائيات هناك أكثر من خمسة آلاف شخص متضررين من موضوع الجلوات ومعاقبين دون ذنب اقترفوه , ان هذا مسؤولية المجتمع والحكومة وليعرف كل شخص كان مواطنا عاديا او موظفا في الداخلية او في الخارجية وكل مسئول وزيرا كان او مديرا غير مبالي انه قد يتعرض لذلك الموقف في يوم من الايام ولن يرحمه أحد وسيقول ولات ساعة مندم ولا تخلو عشيرة او تجمع بشري او سكاني من سقط المتاع او اشخاص قاع المدينة . لقد حدثت جريمة قتل قبل عهد قريب في احدى قرى غرب اربد وطرق الى مسامعي ان بعض العائلات المهجرة منهم بموجب سوط الجلوات يطرقون الابواب يبحثون عن بيوت للايجار في بلدتنا 

 واود ان اذكر انه عندما قتل سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه بعد ضربه بالسيف على رأسه ابن ملجم فجمع سيدنا علي اولاده واوصاهم ان يحجزوا القاتل فان عاش يرى رأيه فيه وان مات يقتلونه وحده به ولا يعملوا برقاب الناس قتلا ....حماكم وحمانا الله من هذه اللايذات ...