الكركية: السياحة في مدينتنا بغرفة الانعاش ويجب استملاك المباني قرب المواقع الاثرية المهملة
جفرا نيوز - طالب مهتمون بالشأن التنموي في محافظة الكرك الجهات المختصة بإيلاء الاهتمام الحقيقي لقطاع السياحة في المحافظة، لانه يشكل فرصة نوعية للنهوض التنموي، وبيئة خصبة للاستثمار وتوفير فرص العمل.
واعتبروا أن الاهتمام بهذا القطاع الحيوي لم يرتق للمستوى المنشود، لافتين إلى أن عناصر الجذب السياحي في المحافظة متعددة ولا تقتصر على الاماكن الأثرية، وأن المنتج السياحي فيها متنوع، يشمل السياحة الدينية المتمثلة بمقامات الصحابة وموقع معركة مؤتة وأضرحة شهدائها، اضافة إلى السياحة العلاجية لتوفر عديد من مواقع حمامات المياه المعدنية للاستشفاء، إلى جانب التضاريس المميزة لرياضات المغامرة.
ومن جهته قال رئيس ملتقى الكرك للفعاليات الشعبية خالد الضمور: إن محافظة الكرك تحتضن مواقع اثرية تعود إلى حقب تاريخية متنوعة، مرت عليها أمم واقوام ترك كل منهم معلما اثريا مهما، وأن للمدينة بعداً تاريخياً ممتداً منذ العام 1200 قبل الميلاد، وقلعتها الشهيرة واحدة من أكثر اماكن المحافظة الاثرية تميزا.
وألمح أن المعالم الأثرية لا تنحصر بالقلعة التي بناها الملك المؤابي ميشع في العام 850 قبل الميلاد، فهناك العديد من المقامات الدينية، واثار منطقة القطرانة التي اكثر معالمها تميزا القلعة المحاذية للطريق الصحراوي، ايضا قصر ابو الخرز الواقع في الجهة الغربیة من البلدة، وفي مدينة المزار حاضرة اللواء يوجد اول متحف اسلامي في المملكة، اضافة إلى موقع كهف سيدنا لوط وموقع طواحين استخراج السكر الذي كان يصدر حينها إلى بعض مناطق العالم.
ورأى الضمور انه برغم ثراء المحافظة الاثري وتفردها، فان هذه الاثار لم تنل الاهتمام الكافي من قبل المعنيين بالسياحة، وان الكرك مهيأة لأن تكون مقرا للسياحة ليس ممرا للسياح فقط، وان سياحة العبور لم تنتج اثرا يذكر في البعدين الاجتماعي والاقتصادي.
وشكا اهمال المواقع الاثرية التي تزخر بها المحافظة وعدم صيانتها ورعايتها ووضعها على خريطة الاردن السياحية كمنتج يستقطب السياح الاجانب القادمين للمملكة، واقتصار الاهتمام على بعض الاعمال التي لم ترتق للمستوى المطلوب لصيانة وتطوير قلعة الكرك.
وقال الضمور ان ابناء مدینة الكرك يتطلعون للنهوض بمدينتهم من جديد، واخراجها من الحالة التي وصلت اليها وتأهيلها لتكون مدينة سياحية بامتياز، واجراء دراسة شاملة تبدأ من استملاك المباني المهجورة في المدينة وجعلها مرافق عامة، اضافة لتشجيع سكان المدينة القديمة الذين هجروها للعودة اليها من خلال اعطائهم تسهيلات لاقامة مشاريع سياحية ومحلات للترفيه كالمقاهي والمطاعم.
بدوره طالب رئيس مؤسسة اعمار لواء المزار ونائب رئيس مؤسسة اعمار الكرك حسين الطراونة، بتحسين واقع ومرافق القلعة ورفدها بالخدمات، وانشاء استراحة لاستقبال السواح وارشادهم، وتخصيص موقع لاقامة بازار دائم للجمعيات المصنعة للمنتج التراثي الكركي، واستكمال مشروع بوابة الكرك الذي توقف العمل به لعدم توفر المخصصات المالية.
ودعا إلى اعادة احياء مشروع الكرك السياحي الثالث الذي لم ينجز كما خطط له، وتم اختزاله بشكل شوه صورته الحقيقية، بحيث تم تسليمه للبلدية مبتورا وغير مكتمل، بحسبه، وعمل خارطة سياحية دقيقة وشاملة لترويج السياحة في مدينة الكرك وترويج منتجات التراث فيها.
ولفت إلى أهمية ترميم طريق تراجان (الطريق الملوكي) الذي يعود للعام ١٥٠ ميلادي، الذي كان ينطلق من بصرى الشام ويمتد إلى مدينة العقبة، مرورا بألوية (القصر) و(قصبة الكرك) و(المزار الجنوبي)، باعتباره طريقا سياحيا حيويا تقع على جانبيه العديد من المواقع السياحية والاثرية العريقة.
وطالب بإعداد قاعدة بيانات واقعية عن القطاع السياحي في المحافظة، واعداد افلام وثائقية حول تاريخ المدينة، وعمل خارطة مسار سياحي ضمن مدينة الكرك القديمة، بما يمكن الافواج السياحية من الوصول للقلعة سيرا على الاقدام والتعرف على الواقع الاجتماعي والاثري للمدينة القديمة، واعادة تأهيل الابنية القديمة وسط المدينة لتصبح نزلاً ومساكن للسياح.
ونوه الطراونة إلى اهمية استثمار قلعة القطرانة الاثرية بإنشاء متحف للحياة الصحراوية فيها، مع اقامة مضمار لسباق الهجن والخيل، داعيا للاسراع في انجاز مشروع بانوراما معركة مؤتة، واعادة تاهيل الطرق المؤدية للمواقع الاثرية والسياحية.
ووفق مستثمرين في القطاع السياحي بالمحافظة فان الحركة السياحية لم تعط الاهتمام الكافي، رغم انها بحسبهم انطلقت تدريجيا في نهاية ثمانينات القرن الماضي، وفيها من المقومات السياحية العديد من العناصر الجاذبة، إلا انها لم تحظ بالاهتمام المطلوب من قبل الجهات المعنية بالسياحة على مدى عقود خلت.
فمن وجهة نظر أحد المستثمرين في مجال الفنادق، فإن اعطاء السياحة في المحافظة نصيبا من الرعاية، وتطوير كافة مواقعها السياحية التي تعد بالالاف وتسويقها عالميا، ودعم المنتج السياحي التراثي وتطويره، سيشكل سبيلا لانعاش اقتصاديات المحافظة واتاحة مئات فرص العمل لابنائها وتقليل نسب البطالة فيها لمستويات كبيرة.
ولفت مستثمر في قطاع المطاعم السياحية إلى أهمية اعادة تنظيم شوارع المدينة القديمة وتجميلها، ومنع دخول السيارات اليها وتخصيصها للمشاة فقط، وازالة المعيقات التي تحد من حركة المرور وتعرقل وصول الحافلات السياحية الى القلعة، داعيا إلى صيانة المباني التراثية في المدينة والمسجلة لدى وزارة السياحة وعددها ١٦٨ بيتا تراثيا، وانشاء مكتب يعنى بالشأن السياحي في المدينة بهدف الاشراف المباشر لضبط الاداء السياحي والحيلولة دون الاخلال به الراى