أمجد العضايلة....


جفرا نيوز- محمود الزيودي سبقني صديقي الغوراني الساخر كامل النصيرات في الحديث عن أمجد العضايلة الذي غادر موقعه في ديوان الأردنيين العامر الى سفارة في وزارة الخارجية ... ولو كنت أعرف ان أبو وطن كان يقابل أمجد في مكتبه لطلبت منه أن يصحبني معه ذات يوم ... فأنا لم أقابل مدير الاعلام في الديوان الملكي منذ أن شغل منصبه أول مرة وغادره مؤقتا ً ثم عاد للعمل بعد استراحة المحارب ... ولكني تحدثت اليه هاتفيا ًعشرات المرات ... أمهّد للمحادثة برسالة قصيرة على الهاتف النقال ... معاليك أنا محمود الزيودي... يحادثني في المساء عادة ... أأمرني يا أخ محمود ... تذكرت لازمة جلالة الملك عبد الله الثاني التي يختم بها كل لقاء مع الأردنيين أفراداً وجماعات ... احنا بالخدامة يا سيدي ...

المرة الأولى التي تسلبطت فيها هاتفيا ً على امجد عندما زودني الزميل عبد الحميد المجالي مدير الاذاعة برقم هاتفه الذي لم يغيّره طوال عمله في الديوان .. وهو رقم مميز يسهل حفظه ... كان هناك خلاف بيني وبين من يقرأ في دائرة الأبحاث بالديوان نص مسلسلي ( الفجر يأتي مبكرا ً) عن بطولة المغفور له الحسين بن طلال في تعريب قيادة الجيش وطرد كلوب باشا وقد كان عمر الملك بعمر طالب الجامعة حاليا ً ... من ضمن الاعتراضات عنوان المسلسل وقد كان الباحث يصر على ان الفجر بدأ مع تأسيس الأمارة وليس مع بداية المملكة الثالثة رغم تذكيري له أن الملك المؤسس كان يعاني من الانتداب البريطاني الذي ينفق على موازنة المملكة الفتيّة وجيشها ... ويعاني من وعيه المبكر لكارثة فلسطين ... حاولت الاختصار لأمجد ولكنه استفاض في الحديث وختمه بقوله أوافقك ... أنتجت الاذاعة المسلسل وحصلت على ذهبية مهرجان القاهرة عندما شاركت به ... فقد اعتنى المخرج نصر عناني بمزج الكلمات مع الموسيقى والمؤثرات حتى يشعر المستمع أنه يكاد أن يشاهد الأحداث .

فيما بعد تهاتفت مع ذلك الكركي النبيل وأنا أكتب مسلسلا ً تلفزيونيا ً في ثلاثين حلقة بعنوان السنابل والرماح وتدور احداثه ابتداء ً من تاسيس الامارة وانتهاء ً باستشهاد الملك المؤسس في المسجد الأقصى بالقدس ... استمع أمجد لتلخيصي لأهم الأحداث باهتمام ... ولم اعرف أنه قرأ رأي صاحب بوح القرى مفلح العدوان الذي قرأ النص كاملا ً واستزاد من المخرج سعود الفياض عن بعض الأحداث ... اعتدت اختصار الحديث مع أمجد العضايلة فأنا اعرف مشاغله ولكنه في ذلك المساء استفاض بالاستفسار ... استشهد الملك المؤسس وهو مدين لتجار عمان بسبعين الف دينار ... مخصصات ولي العهد طلال الف دينار ولكن زوجته تبيع دراجة الحسين الهدية للسيطرة على نفقات العائلة ... أولئك هم الكسّابون الوهابون ... ويستمع أمجد بلا ملل وأنا اعتذر للإطالة واضيف متندراً أن الزميل رمضان الرواشدة يعاني في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون من طفر الموازنة حتى أنه على وشك أن يقطع يده ويشحد عليها ليموّل برامج ومسلسلات على مستوى طموحه ... يضحك أمجد ويصر على الاستماع ... يفاجئ رئيس الوزراء توفيق أبو الهدى بهزاع المجالي رئيس التشريفات يدخل غرفة نومه يخبره بقدوم الملك عبد الله الأول ... وقبل ان يفرك ابو الهدى عينيه يفاجأ بدخول الملك الذي يطلب تشكيل هيئة وصاية على العرش لأنه سيقود الجيش بنفسه للدفاع عن القدس بعد ان تلكأ كلوب محتجا ً باتفاقية تدويل القدس وعدم خبرة جنود الجيش العربي في حرب المدن ... على اثر معارك القدس القديمة وباب الواد وكفر عصيون تجمع في معسكر ام الجمال 700 أسير يهودي ... يقاطعني امجد ... كان أرييل شارون واحدا ً منهم ... قلت نعم ولكن ليس باسمه الحالي ... فقد كان لليهود اسما ً اوروبيا ً او أمريكيا ً يستبدلونه باسم عبري عندما يفدون الى فلسطين ... أرسل حابس المجالي ضابطا ً يبلغ ذوي الشهداء باستشهاد أبنائهم في معركة باب الواد ... علّق سند الصايل أن هذا سوق الرجال ومن لم يبع نفسه فيه ليس رجلا ً ... يرجو الرئيس قاسم العايد ألا يخبر احدا ً من أبناء القبيلة التي تستعد لفرح زواج ... والد الشهيد لا يريد تنكيد فرحهم ... اجتمعت كل الأردن على جنازة محمد الحمد الحنيطي وجنازة صايل ابن سند ... علّق مثقال الفايز بقوله ... يا اباء الشهداء لم تتركوا للطيبين نصيب ... أخذتم المجد كله وأنتم تستاهلوه .

حينما سمعت بانتقال أمجد العضايلة الى الخارجية هاتفته متمنيا ً له التوفيق ... طمأنني بقوله ... لا تخشى غيابي عن الصورة ... هذا مسلسل وطن وسينفذه صندوق الملك عبد الله الثاني ... يا صديقي أبا وطن ... لكل منا قصة مع امجد العضايلة الذي نتمنى له التوفيق في سفارته ونحن واثقون من نجاحه فيها .
التاريخ : 08-04-2012