هل وضعت جماعة الاخوان وذراعها انفسهم بمواجهة الشعب الأردني!


جفرا نيوز- خاص - محمود كريشان

نعلم ان العلاقة بين الإخوان المسلمين والنظام الملكي الهاشمي في الاردن علاقة تاريخية بدأت اتسمت بالدفء والود منذ تأسيس الجماعة في الأردن عام 1945، وقد شكلت نموذجا فريدا، مقارنة مع تجربة الجماعة في العالم العربي عموما، والدول المحيطة بالأردن خصوصا عندما احتضن النظام الهاشمي الجماعة في وقت كانت رؤوس رموزها مطلوبة لاكثر من بلد عربي ومسلم حتى!..
وقد وفرت الدولة الاردنية للجماعة مساحات واسعة من الحرية الأمر الذي مكن الجماعة من تحقيق انتشارا نوعيا واسعا، وامتدت مؤسساتها الخيرية والصحية والتعليمية وغطت كافة أرجاء الأردن، وكانت الجماعة الإخوان هي الوحيدة العاملة في الاردن بشكل علني ومرخص مما وفر لها ايضا تحقيق حضورا شعبيا لافتا.
في غضون ذلك ونظرا لنهج العقلانية والحكمة الذي اتسمت به الجماعة في الاردن على امتداد عقود من الزمن كانت القيادة الهاشمية ومنذ جلالة المغفور له الملك الحسين والى جلالة الملك عبدالله الثاني "حماه الله" تشير مرارا وتكرارا إلى الجماعة باعتبارها مكونا وطنيا منحازا إلى الوطن ومصالحه بالاضافة لقيام الدولة الأردنية في حل أزمة الجماعة في بعض الدول المجاورة، وفر لهم سبل العيش الكريم في هذا الحمى، وتحمل النظام الهاشمي في سبيل ذلك أذى كثيرا.
ولاشك ان الإخوان ساهموا مساهمة إيجابية في استقرار المجتمع الأردني، وقد بلغ حضور الجماعة ومشاركتها في بنية المجتمع الأردني ذروته بمشاركة الجماعة في حكومة مضر بدران بستة وزراء، للتأكيد على الاعتدال والوسطية، والتأكيد على أهليتهم للمشاركة في السلطة بوصفهم عنصرا من عناصر الاستقرار في المجتمع، ورافعة من روافع تقدم المجتمع وازدهاره.
هذه التجربة العقلانية الراشدة من قبل الجماعة جنحت مؤخرا الى التشدد والتزمت من قبل بعض قياديي الجماعة وذراعها السياسي حزب جبهة العمل الاسلامي من خلال التسخين والسعي الى توتير الحراكات السلمية باطلاق التصريحات والشعارات التي تجاوزت الخطوط الحمراء وامتدت لتطال رمزية الملك والجيش والاجهزة الامنية هنا، تزامنا مع سيطرة المتشددين على مقاليد الامور في الجماعة والحزب في ظل غياب العقلاء والحكماء الأمر الذي ولد غضبا شعبيا جارفا تجاه هذا التزمت الاخواني الطارىء الذي سيعصف بعلاقة الجماعة بالدولة والنظام مما سيتسبب بالضرر للجماعة قبل غيرها، وسيضعها مجددا في مواجهة الشعب الاردني مما سيسفر عن امور لايحمد عقباها!..
الحوار العقلاني الهادئ، والنهج العقلاني والحكمة الراشدة كفيل بالوصول الى تحقيق الاصلاح المنشود وهذا جوهر التجربة الراشدة التي نتمنى أن تسود، وان يتدخل العقاء والحكماء في الجماعة لوضع الامور في نصابها الصحيح وطريقها الذي يقود الى الصواب.
kreshan35@yahoo.com