ليلة فـي مستشفى السلط
جفرا نيوز - كتب - ناجح الصوالحه
أجبرني وضع أبنائي الصحي ليلة أمس على مراجعة مستشفى السلط، وكانت البداية من البوابة الرئيسية، استـقبال مقبول وإرشاد للجهة الصحيحة من إجراءات معتادة، من شباك المحاسبة ثم الطوارئ، تشخيص أولي ثم التحويل إلى القسم المختص, مستشفى، للأمانة، يعتبر إنجازا يسجل للدولة من حيث التصميم والسعة التي تلبي حاجة محافظة البلقاء بأكملها..
دقائق بعد الاستماع لملاحظات الطبيب المناوب في جراحة الطوارئ وحاجتنا لفحوصات، لحـظات فيما بدأت أعداد المراجعين في زيادة غير مقبولة، كلما تأتي حالة أطلب من أبنائي ترك السرير لحالة أصعب، وتكرر هذا الطلب على ما أذكر لأربع حالات، وهو طبيعي لأن بعض الحالات المرضية تستدعي أن تحصل على رعاية طبية سريعة، ونحن في هذا الوضع غير المقبول نهائيا للضغط على الطبيب المناوب في الجراحة والممرضين، شاهدته وقد استغربت هذا الحجم من العطاء, ينتقل من مريض لآخر كالفراشة وأنا أنظر إليه بتعجب ومن قلبي أشفق على حال هذا الطبيب والممرضين.
وضع لا يطاق، إلى أن جاء أب يحمل طفله في حضنه وهو في حالة تدمي القلب وخلفه أقرباؤه وحدثت جلبة وصياح وصراخ واهتز المكان من هذه الجلبة، ونظري، للأمانة، على هذا الطبيب وكان طلبي لأبنائي الرجوع للخلف وفتح المجال للحالات الصعبة، طلب مني الطبيب أن أعمل صورة أشعة لابني الآخر، وبينما أنا أنتظر وإذ بشخص يجلس على الأرض يحمل ابنه بين يديه، سألت عن وضعه فأجاب أنه سقط من الطابق الثاني على شجرة ياسمين ومن ثم على مركبة، عندها لم أتمالك نفسي وأنا أطلب من الجميع أن نقدم هذا الطفل على دورنا، وللأمانة وافق الجميع.
ليلة كانت كافية أن تضعني بجانب من ينصف ما يقوم به أطباء الطوارئ والمستشفيات الحكومية من جهد نستغرب طريقة تحمله, لم أنس الطبيب وهو يشخص مريضا ثم يتحدث مع أهله ويتحمل التصرفات الحادة في النقاش والصوت المرتفع في النقاش وفي بعض الأحيان الإساءة لشخصه, لن أنس الممرضة وهي تنادي أن نخلي القسم للقيام بدورهم وتقديم الخدمة الفضلى للمرضى.
مستشفى السلط الحكومي يقدم خدمة ممتازة، وهذه شهادة من خبرتي، شكرا دكتور حسين العبادي طبيب الجراحة وأنت تعطي صورة أبهرتني قدرة التحمل والتعامل بمهنية من الجميع والأمانة في النصيحة، شكرا لجمـيع الممرضات والممرضين وشكرا لعمال الشركة المختصة في تقديم الخدمات المختلفة.
نقدر دور المستشفيات الحكومية وقدرتها على التعامل الحصـيف مع المراجعين وبخاصة الطوارئ.هذه المستشقيات تحتاج دعما فوريا بالكوادر الكافية ومواجهة الأعداد الكبيرة التي تراجع هذه المستـشفيات, برأيي يجب أن يكون دور ثانوي لأخصائي اجتماعي يكون مقر عمله في أقسام الطوارئ لتهدئة ذوي المرضى وطمأنتهم للإجراء الطبي المتخذ في مثل هذه الحالات وعدم ترك الطبيب في مواجهة الجميع.