تشويه صورة الأردن
جفرا نيوز- كتب: بلال حسن التل
في الوقت الذي يبذل فيه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، جهوداً متواصلة ومضنية، لرسم صورة مشرفة للأردن، باعتباره بلد اعتدال، يعمل كل مافي وسعه للتطور والتحديث، ويسعى للمشاركة في إثراء المسيرة البشرية من خلال المبادرات التي يطرحها جلالته، والتي تلاقي تجاوباً واستحساناً عالمياً، فإنه على العكس من ذلك تسعى الكثير من الأطراف في الأردن لتشويه صورة الأردن، وأول هذه الأطراف مؤسسات المجتمع المدني المحسوبة على الأردن، والتي تعمل على الأراضي الأردنية، لكنها تعمل على تشويه صورة الأردن من حيث يدري القائمون عليها أو لا يدرون أنهم يفعلون ذلك، خاصة عندما تصر هذه المؤسسات على تصوير المجتمع الأردني بأنه مجتمع متخلف يضهد المرأة ويقتلها بسهولة، تحت دواعي جرائم الشرف، التي تدل سجلات المحاكم على أن هذه الذريعة وعذرها المخفف لم يستعمل إلا نادراً، هذا قبل أن يعدل القانون، ويلغي هذا العذر المخفف، علماً بأن الدراسات والإحصاءات العالمية تقول أن الأردن من أقل الدول عربياً وعالمياً في مجال الجرائم ضد النساء، وهي الجرائم التي تشهد الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص والغرب على وجه العموم تصاعداً كبيراً فيها، ومع ذلك فإن أحداً لا يجعل منها قضية، ولا يشوه صورة أمريكا والغرب بسببها.
غير ما يسمى بجرائم الشرف وإتهام الأردن والأردنيين زوراً وبهتاناً بها، لتشويه صورتهما وطناً وشعباً، فإن هذا التشويه يجري أيضاً من خلال إبراز وتضخيم أخطاء وممارسات اجتماعية أخرى لا يخلو منها مجتمعاً إنسانياً، لكنها في الأردن توظف لغايات تشويه صورة الأردن والأردنيين.
ومثل القضايا الاجتماعية وتوظيفها لتشويه صورة الأردن، يجري توظيف القضايا ذات الطبيعة السياسية مثل حقوق الإنسان، وخاصة حق التعبير، دون مراعاة أي قواعد مهنية أو موضوعية، فالذي يحكم هذا التوظيف هو الأجندات الخارجية والتمويل الأجنبي، الذي يحدد نشاطات الكثير من مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل في بلدنا، مما صار لابد معه من وضع أسس ومعايير لترخيص هذه المؤسسات وبرامجها، وقبل ذلك أسس ومعايير التمويل الأجنبي ومسارب إنفاقه، لأن هذا التمويل محسوب علينا ولا يجوز أن يستخدم ضدنا لتشويه صورة بلدنا وشعبنا.
غير مؤسسات المجتمع المدني ودورها في تشويه صورة الأردن والأردنيين، فإن بعض السياسيين الباحثين عن الشعبوية يمارسون هذا التشويه لبلدنا ومجتمعنا، ومعهم بعض كتاب المقالات، عندما يعتمد هؤلاء جميعاً في ما يقولون ويكتبون على الإشاعات دون بذل أي جهد للتحقق من دقة المعلومات وسلامة الموضوعات التي يتناولونها، كما يقضي بذلك الإنصاف وتفرض الموضوعية، فكيف إذا تعلق الأمر بصورة وطن عندها، يجب أن تكون في أعلى درجات الدقة والموضوعية.
Bilal.tall@yahoo.com