عشرون عامًا على أحداث سبتمبر ..

جفرا نيوز - عبادة الزبيدي

قبل عشرين عام كان والدي قد أرسلني الى المخبز لأحضر الخبز للعشاء وحين عدت للمنزل كان صوت مذيع قناة الجزيرة يملئ البيت وهو يتحدث عن طائرات اصطدمت ببرجي التجارة العالمية في نيويورك وعن شبهة عمل ارهابي .. لم نتناول العشاء يومها فجميعنا كان مشغولًا بمنظر الأبراج المحترقة والتي سرعان ما انهارت مخلفةً وراءها سحابة ضخمة من الدخان وأكثر من ألفي قتيل .. كان ذلك قبل عشرين عام!.

ربما كان الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 هو أحد أبرز الأحداث التي غيرت وجه هذا العالم في العصر الحديث وعلى الرغم من أننا ما زلنا نجهلُ تفاصيل ما حدث وعلى الرغم من الكم الكبير من المعلومات والتحقيقات التي أجرتها كُبرى القنوات التلفزيونية والصحف العالمية الا أن الحقيقة الكاملة ما زلت مجهولة
 
تنظيم القاعدة تبنى العملية وخلال بضعة أيام فقط كان العرب بشكل عام والمسلمون بشكل خاص هم شياطين هذا العالم بالنسبة للغرب .. اعتُقل الآلاف في الولايات المُتحدة وخارجها فقط لأنهم عرب أو لأنهم مسلميين أو كلاهُما وقُتل الملايين في العراق وأفغانستان وتغير وجه العالم
 
الغرب المتحضر الديمقراطي كشّرَ عن أنيابه ونزع ذلك القناع الزائف وهاجم الاسلام والمسلميين وهاجم العرب بحجة الحرب على الارهاب .. نُهبت خيرات الدول بحجة الارهاب بينما كان الارهاب الحقيقي يرتدي بدلته العسكرية ليحتل العراق ثُم يُسلمها للمليشيات الايرانية وتنظيم داعش فيما بعد .. ليحتل أفغانستان ثم يسلمها لحركة طالبنا المتطرفة فيما بعد .. تلك الحرب التي لم تكن غايتها استئصال الارهاب بل زرعه!.

اليوم وبعد عشرين عامًا هُناك حقيقة واحدة أدركها العالم أجمع .. أن التطرف أينما حلْ حلَّ معهُ الخراب والدمار ولا يُهم أيًّ كان دينه فالتطرف لا دين له ولا عقيدة سوا عقيدة الدمار
 
والجهلُ والتجهيل هي سياسة ما زال الغربُ يستعملها الى يومنا هذا مع شعوبه وشعوبنا حتى نبقى جميعًا في هذه المعجنة ويبقى من هم في السلطة على كراسيهم العاجية ويبقى المنطق والسلام على كرسيه المدولب يجُر ما بقي من قوتِه ليُنقذَ ما يمكن انقاذه.