الملك يعمل على عدة جبهات وعلى رجال الدولة دعمه
جفرا نيوز - شحاده أبو بقر
الحقائق المرة التي يتجاهلها كثيرون تقول, أن الأردن " مرتهن " وعلى طريقة " مكره أخوك لا بطل " إن جاز التعبير , لوصفات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي منذ العام 1989, عندما تفجرت وفجأة أزمتنا الإقتصادية الطاحنة في ليلة لا قمر فيها
الحقائق ذاتها تضيف , أن الأردن حوصر تماما ولسنوات طوال على خلفية موقفه من حرب تحرير الكويت وما بعدها , وهي تزيد أيضا , أن الأردن ومنذ عشر سنوات يدفع ثمنا غاليا جدا لتبعات الحروب وما يسمى بربيع العرب , حيث اللجوء من أكثر من قطر شقيق .
والأدهى والأمر من كل ذلك , جيوش أجنبية جرارة وميليشيات مسلحة لا حصر لها تحيط بالأردن من إتجاهات عدة وعند حدودنا مباشرة ولكل هذا إستحقاقاته وتبعاته الخطيرة جدا على بلدنا وبصورة تفوق بكثير قدراته وإمكاناته , ولا مناص من التعامل معها بحذر شديد على مدار الأيام , إن لم يكن الساعات .
هذا فضلا عن المطامع والمخططات الصهيونية الماكرة التي تطل بأنيابها في كل لحظة , وسط جمود تام على صعيد أية جهود دولية لحل سلمي عادل لقضية فلسطين , ثم جاءت الجائحة الصعبة وسط حال صعب جدا كهذا !.
في مواجهة كل هذا الطوفان المرعب سياسيا وعسكريا وإقتصاديا وإجتماعيا , يعمل الملك عبدالله الثاني على جبهات عدة ووحيدا في مطلق الأحوال وهاجسه الأول هو تجنيب الأردن دوامة العنف التي أسقطت دولا, وشردت شعوبا, ودمرت أوطانا , وأعادت بعضها إلى عقود طويلة خلت , وقد نجح , وناكر من ينكر أو يشكك , فالأمن والإستقرار بفضل الله هو نعمة لايقدر قيمتها إلا من فقدها.
وفي السياق , صبر " الملك " كثيرا على حقبة " ترامب " وربيبه " نتنياهو" المريرة وسياساتهما الرعناء التي إنطوت على تهديد مباشر للأردن ولقضية فلسطين , وناور وحاور حتى سقطا إلى غير رجعة بإذن الله , لا بل صبر عربيا وإقليميا على سياسات ومواقف يعرف ونحن جميعا معه , مدى خطورتها على الإقليم كله , وعلى الأردن بالذات , وحاور وناور ومارس صبر الذكاء, ونجح, لا بل وبنى للأردن اليوم مركزا عالميا ودورا وحضورا قويا لدي دوائر القوة والنفوذ في هذا العالم , يفوق أدوار سائر الآخرين .
نعم , ما زال الأردن محاطا بالمخاطر والتهديدات , لكن " الملك " يعرف طريقه جيدا , وهو يسعى وبما يتوفر من إمكانات ورؤية , لدفع تلك المخاطر بعيدا عن حدودنا , وهو ينجح , ويتواصل ويقترح ويعمل على " لملمة " صف عربي موحد ما أمكنه ذلك, وهو ينجح أيضا
وسط هذه الجهود الجبارة التي يبذلها " الملك " وحيدا , نسمع بين الفينة والأخرى , من يطالب بإلغاء إتفاقية السلام بجرة قلم دون أن يكلف النفس سؤالها عن العواقب والتبعات !! , لا بل ومطالب غيرها تدفع بالأردن المثقل بالأزمات , المحاط بمخاطر لا تحصى , في أتون خطر غير محسوب كما لو كان الأردن دولة عظمى تتحكم اليوم بمصير الكوكب , ولا حول ولا قوة إلا بالله .