كريشان يكتب عن "صالح" و"نايف"..

!
جفرا نيوز/ كتب: محمود كريشان
.. على إيه يا موت توخذ صاحبي مني.. خطيت بالرمل كان القدر مستني!.. تحاصرنا جمهرة الحزن، ويصعد "صالح" الى السماء بضيافة الرحمن.. راضيا مرضيا بنفسه المطمئنة..
طافت بي الذكرى، وانهمر الدمع سخيا، وانا "أستذكرهما" بكل بهاء ونقاء وصفاء جنوبي عز نظيره.. 
الندى يكلل جبينيهما، في ذات فجر جميل، ونحن نهم بالسفر في رحلة إعتيادية إلى قاهرة المعز، وقد تزود "صالح" بذخيرة حية من "الجميد" القادم من شموخ قرية الجديدة، و"نايف" يقسم بجلال الله ان له فيها اعز الشقيقات عند "الكفاوين" طعامين الزاد..
المهم.. بل المهمات.. كنا ثلاثتنا في الطائرة نحو القاهرة.. "ابو الليث" و"ابو شهم" يسترسلان في الأحاديث.. صالح: يا نايف ودي أعمل ليك منسف أخو فلاته!.. نايف يرد ممازحا: لا ودي كشري.. ويعلو الضحك البريء في أروقة طائرة الملكية الأردنية.. بالمناسبة كل الطائرة بمضيفيها وقائدها وركابها، يعرفون نايف المعاني.. بصراحة شعبيته أكثر من المنسف..!
والله.. والشاهد علي الله.. كانت سجادة الصلاة لهما هي الحاضر الأبرز بالفندق والشقة.. وكانت مساجد القاهرة وأبرزها مسجد سيدنا الحسين وجهتهما، بكل ما في الكلمة من تقوى وخشوع.. لكن "الفيصلي" في عرفهما وانا بمعيتهما "الزعيم"..
مجمل القهر والحزن والوجع.. ذهب صالح الفراية وغادرنا.. لم يبلغنا بساعة الرحيل والا لانتظرناه على درج العمر.. ودعناه وقبلنا جبينه الوضاء.. ربما اشتاق لرؤية "نايف"!.. لا حول ولا قوة الا بالله..
Kreshan35@yahoo.com