لماذا يكذبون؟!

جفرا نيوز - الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات

كلامهم كذب، حروفهم خديعة، جملهم من الكذب الصافي الممزوج بعبارات منمقة تفوح منها رائحة المراوغة الخبيثة، اعتادوا الكذب وامتهنوه فصار صفتهم التي لا تفارقهم، ثلة قليلة ولا أقصد أحدا إلا من يراها صفته فذلك شأنه هذا حالهم وهذه حالتهم اعتادوا الكذب حتى نسوا انهم يكذبون.
 
ليست عاداتنا ولا تقاليدنا فالأمم تسمو وترتقي بأخلاقها وقيمها، وقد كانت العرب قبل الإسلام تتسم بالأخلاق الحميدة وأبرزها الصدق، لأنها إن صحت استقامت جميع الأمور الأخرى وجاء الإسلام برسالته السمحة لإتمام مكارم الأخلاق، وهذا دليل قاطع على أن الأخلاق الطيبة كانت موجودة وجاء الإسلام ليهذبها ويقومها وليكون تاج الصدق فالمسلم لا يكذب مهما حصل.
 
البعض يتسم بالكذب بكل أقواله وأفعاله، ويجسد نموذجا منحطاً للحفاظ على المكتسبات التي وصل إليها بغير وجه حق متبعا نفس الاسلوب في الكذب والمراوغة، فهو يكذب على نفسه ويصدقها ويكذب على الآخرين ويصفقوا له رغم علمهم بأن ما يقول ليس له أساس من الصحة، ويكذب ويستمر بالكذب حتى أصبح يسمى كذابا ويسوق الكذب في رداء الحق.
 
وبهذا أصبح المجتمع إلا من رحم ربي يتسم بالصفات القبيحة، ويرى ويعتقد البعض أن في ذلك منجاة لهم، ونسوا أو تناسوا بأن الكذب حباله قصيرة والصدق سيد الأخلاق، ولهذا أصبحنا في ذيل القافلة ولا نطبق من تعاليم الإسلام إلا بعض حركات الصلاة والتي لا تمنع الكثيرين من ارتكاب الكبائر، فأصبحت العبادات عادة وتفتقر للخشوع ولا تظهر على الجوارح لأنها لا تخرج من قلب موقن مصدق ومطمئن.
 
انك ان خاصمت أحدهم فجر وهي من علامات المنافقين، وإذا تكلم نشر السموم من لسانه، وبهذا تفوقت علينا جميع الأمم الأخرى والتي تدين بديانات أخرى لأنها طبقت والتزمت بمكارم الأخلاق وانعكس ذلك على تعامل الناس فيما بينهم، فعم الصدق واحترام الوقت وتقدير الآخرين، وأصبح القانون فوق الجميع، فعم العدل وازدهرت تلك الأمم، وبقينا في ذيل القافلة ننتظر الفرج والرحمة، إلا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.