قبور شهدائنا خير سفراء لنا على ارض فلسطين !
جفرا نيوز - كتب - الدكتور عصام الغزاوي
تابعت يوم امس مراسم دفن الجندي الاردني المجهول بجوار اسوار الاقصى، في الارض التي قاتل واستشهد لاجلها، ترك غصة في قلبي دخول الجنود الاردنيون المشاركون في مراسم الدفن بتصاريح خاصة من سلطات الاحتلال وتحت حرابهم واعينهم ومراقبتهم، كنت اتمنى ترك شرف دفن رفات الشهيد للمقدسيين وهم الأحق كونه استشهد دفاعاً عنهم وعن عروبة مدينتهم
فالجنود مسؤوليتهم دخول القدس فاتحين محررين كما دخلها اسلافهم عمر بن الخطاب وصلاح الدين الايوبي وعبد الله التل وحابس المجالي، كما احزنني تكرار مراسم التشييع والدفن والتكريم دون تحديد هوية الشهيد وتكريم اهله ونحن في عصر الأتمتة والعلم، كان بالامكان حصر اسماء الشهداء والمفقودين في معركة تل الذخيرة التي شاركت فيها السرية الثانية من كتيبة الحسين الثانية "أم الشهداء" في الشيخ جراح وعددهم 97 شهيد والتواصل مع ذويهم لمطابقة فحص DNA
للاسف لا اجد مبرر على عدم وجود قاعدة بيانات فحص DNA لعائلات الشهداء ليصبح التعرف على هوية اي شهيد يُعثر عليه مستقبلا ممكنا، فما زال يرقد في ثرى فلسطين جنود اردنيون مجهولون في الارض معروفون في السماء لم تُعرف اماكن استشهادهم ولم يُعثر على جثامينهم او قبورهم، ولم تَعرف عائلاتهم عن مصيرهم شيئا، ولا توجد إحصائية دقيقة موثقة عن اعدادهم واماكن دفنهم نظراً لصعوبة توثيق مجريات الحرب آنذاك
كثير منهم دُفنوا في اماكن استشهادهم من قبل الأهالي والصليب الأحمر والمؤسسات المحلية بدون الاحتفاظ بأية معلومات عنهم وهذا الموضوع بحاجة الى دراسة وبحث وتوثيق وعلينا ان نعترف انه يوجد تقصير في هذا الجانب رغم ان القوات المسلحة اوفدت عدة بعثات عسكرية للبحث والتقصي عنهم قامت بعشرات الزيارات الميدانية قام خلالها المؤرخ الدكتور بكر خازر المجالي بتوثيق اماكن معظم قبور الشهداء الاردنيين الذين هم خير سفراء لنا على ارض فلسطين
هؤلاء الشهداء ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن ثرى فلسطين، وسطروا أسماءهم في سجل الشرف والبطولة والتاريخ، ستظل تضحياتهم وسام فخر على صدورنا، وسيبقون في ذاكرة الوطن خالدين، ونموذج تستلهمه الأجيال القادمة لأروع معاني الوطنية والتضحية والفداء .. طوبى لاكرم الخلق، طوبى للشهداء.