البرنامج الأمريكي ووزارة التربية والتعليم (بعد أن اتسع الخرق على الراتق)
جفرا نيوز - كتب علاء أبو صالح
بعد أكثر من سنة على صمت عقيم وضعت فيه وزارة التربية والتعليم في أذن طين، وفي الأخرى عجين، وأدارت ظهرها لكل لكل ما وصلها عن عمليات تهريب ممنهجة لأسئلة امتحانات SAT II، وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على قرار College Board إلغاء امتحانات SAT II في جميع أنحاء المعمورة، ما زالت وزارة التربية عاجزة عن تقديم أي بديل منطقي أو مقبول.
فالحرب المستعرة بين أصحاب المصالح الخاصة والمنتفعين والمتنفذين ما زالت تلقي بشظاياها على أولياء الأمور والمدارس التي تتبني المنهاج الأمريكي، وبعد مرور ثمانية أشهر من مخاض عسير، يبدو أن هناك قرارًا بالتضحية بالأب والأم والجنين معًا ليعيش أحدهم!
ففي الأردن الذي كان محجًا للعلم ومرجعًا لكل قاص ودان، ما زالت وزارة التربية والتعليم غير قادرة على تقديم آلية جديدة لمعادلة شهادة الدراسة الثانوية/البرنامج الأمريكي في غياب امتحانات SAT II. فتارةً يخرج علينا من يقول أن الوزارة بصدد توقيع اتفاقية مع شركة (تم تسجيلها مؤخرًا، على كادرها موظف واحد، هو الأول والآخر في هذه الشركة) لإجراء امتحان، ربما لا يعترف به إلا من يملكه. وتارةً تخاطبنا هيئة دولية بأنها المالك الحصري لحق عقد الامتحان.
وبين حانا ومانا ضاعت أولادنا!
في سابقة تاريخية، قام College Board، الهيئة المنظمة لامتحان SAT II و AP بإلغاء نتائج معظم الطلبة الذين تقدموا لامتحان عرف تاريخيًا بأنه باب خلفي للتحايل، وهو امتحان AP Art، وزارة التربية والتعليم التي كانت تعلم بأن لا الامتحان ولا نتائجه تعكس إبداعات الطلبة في فنون الرسم، هي نفس الوزارة التي كانت تقبل نفس الامتحان لغايات المعادلة، خرجت علينا بفكرة عبقرية تفتق ذهن العاملين بها عن عقد دورة تكميلة لمواد التوجيهي تستهدف الطلبة الذين تم إلغاء نتائجهم.
من أبدع في هذه الفكرة العبقرية نسي أو ربما تناسى أن العديد من هؤلاء الطلبة لا يتقن اللغة العربية الصحيحة الفصيحة ليمتحن في مواد مثل اللغة العربية أو التربية الإسلامية أو تاريخ الأردن، كما أنه نسي أن الظلم الذي حاق بالطلبة بسبب تهريب الأسئلة على مدار دورات امتحانية عديدة قد دفع بأولياء الأمور لمادة AP ART. وقد عاينا حالات تعاني من صعوبات تعلم وحتى من
إعاقات تعليمية قد حصلوا على علامات كاملة في امتحانات SAT II، وفي امتحانات AP.
فكيف لطالب لم يدرس مدرسيًا مادة مثل Physics أن يحصل على علامة كاملة في الامتحان الدولي، والأدهى والأمر، كيف تقبل الوزارة هذه العلامة لغايات المعادلة إذا كانت تعلم علم اليقين أن الطالب لم يدرس المادة في مدرسته!
مازالت الملهاة مستمرة، وما زلنا مع بانتظار (جودو)! وبانتظار آلية المعادلة أو ما يشبهها!