شمس ومطر

جفرا نيوز - بقلم عامر طهبوب -  قال: لماذا «حريص؟ قلت: ليس بخلاً والله ولا جبناً. قال: حاشاك، ولكن لا بد وأن يكون للاسم دلالة. قلت: هل تعتقد أنني اخترت العنوان اعتباطاً. قال: وعلى ماذا تحرص؟ قلت: على أن لا ألعب بالكلمات. قال: بمعنى؟ قلت: بمعنى أنني سأكون مباشراً صادقاً أميناً على الكلمة، والكلمة يا صاحبي كالرصاصة، لا يمكن استردادها من فوهة المسدس بعد إطلاقها، ولذلك سأحرص عليها، وأضعها في موازين العقل والتفكر والتفكير قبل أن أخطّها، ولكن حرصي عميق وكثير وكبير، حريص على هذا الوطن بكل أطيافه، وجغرافيته، ورموزه، وعلى وحدته ومنعته، وعلى ضرورة تطوره وتأبيد استقراره واستمراره في مئوية ثانية يمتلك فيها قدرة أكبر على تحسين نوعية الحياة لكل أفراده، وحريص على بث الأمل واستنهاض الهمم، ليس فقط لمواصلة البناء، وإنما لإجادته، وحريص على مكتسبات دولة احتفت بمرور قرن من الزمان على تأسيسها، وعلى رسالة تتلخص في أن الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، هو الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية، في القدس وفي الخليل، وأنه ولي الأمر وقائد مسيرة الأمة الأردنية، وحريص على الوفاء لهذه الأرض التي تستأهل الوفاء، وعلى إنسانها الذي يستحق الحياة، وعلى اللغة، وعلى رسالتي ككاتب لا يحتاج إلى من يوخزه من خاصرته حتى يكتب في موضوع يتصل بهمّ أهل بلده، وعلى أن يقرأ مقالتي كل الناس، بمن فيهم أؤلئك الذين يمكن أن يختلفوا معي في الرأي.


قال: هذا يعني أن مقالتك ستتركز في الشؤون السياسية، أليس كذلك؟ قلت:لا، ليس كذلك، سأكتب في كل شأن، وفي كل موضوع، في السياسة، والاقتصاد، والاجتماع، والأخلاق، والبناء، والسلوك، وفي الثقافة والفنون، وفي كل بعد يعظم الإنسان، وينشر ثقافة التسامح والمحبة واحترام الرأي، سأجمع «الشامي» بالمغربي كما يقولون؛ المهم أنني سأكتب بصدق وبموضوعية وهدوء، فأنا أكره التشنج، وأمقت المتشنجين، وباختصار: لن أبشّر الناس بهطول المطر عندما تسطع شمس السماء. قال: وكيف ترى الطقس الآن؟ قلت: غائماً جزئياً، يبدو أنها ستمطر.


والله من وراء القصد.

عن جريدة الدستور