من أسد الفولفو الى كبير المذيعين!
جفرا نيوز - كتب: محمود كريشان
كان الزمن بهيا، الفرح له طعم مختلف، الحياة بسيطة وجميلة.. الناس بريئة بقلوب صافية.. بلا انتهازية ولا مصالح وكذب ورياء.. الجميع يحب الخير لغيره، لا يعرفون الأذى والمكر.. ولا الخداع..!
حتى الغناء.. كان جميلا، قشيبا.. فمن يتذكر عندما صعدت صاحبة الصوت الملائكي فوق مسرح قصر الثقافة بمدينة الحسين للشباب، في سبعينيات القرن الماضي "فيروز"، تبشرنا بمحبة عمان.. "انت الجمر والجاه".. وابتسامة عصام عريضة حينها بحجم الدنيا..
زمن بريف العين غزلوه، كانت غمزة واحدة من عين "سميرة توفيق" تكفي رجال الزمن الجميل، وتجعلهم يبرمون شواربهم المصبوغة باللون الأسود "الفاقع".. وقس على ذلك..!
لعله زمان فارس عوض بكل ما في الكلمة من شوق، لراعي الشماغ الأحمر، وريحانة.. لا بل وكيف تمكن جمهور الفيصلي من تحريف اغنيته "حبحبني على الخدين".. لتصبح بقدرة قادر: "ابوعابد" على الخطين زي الطيارة.. حينها "الفيصلي".. كان عظيما!
المهم.. حتى السهرات التي كانت تنصب قبل ليلة من زفاف العريس، تتحول الى مرافعة وطنية، وينتصر الجميع للدولة الأردنية الفتية في جميع قراراتها، على قاعدة انصر اخاك ظالما او مظلوما.. وكان الصوت يرتفع على انغام عزف "القربة".. سيدنا.. يا سيدنا.. الله ينصر سيدنا..
زمن كان فيه شرف الانتساب للجيش الأردني العظيم.. أمنية المتمني.. وهذا الجيش كان ولا يزال وسيبقى كبرى مؤسسات الوطن.. قواتنا المسلحة الباسلة.. وكان الانسحاب مرفوض اردنيا.. ألم يرتفع صوت الدبيكة في حلقات الدبكة: يا اللي فريتوا من العسكرية.. جيتوا على السجن يا سرسرية..
نستأذن الروح والذاكرة.. ونطوف نحو: ابراهيم شاه زاده، غالب الحديدي، سوسن تفاحة، رافع شاهين، عدنان الزعبي.. العبدلي وفندق ابورسول "العمارة الزرقاء"، م. عمان، سليمان الكردي، عبداللطيف العواملة "اسد الفولفو" سيارات مخابرات عمان زمان.. مصطفى العضايلة، سلامة القطارنة، محمود الخطيب، عوني يرفاس..
كان الأهلي بطلا.. والجيل الفريق الجميل، ويا جزيرة هيجي هيجي.. خلي الجوول الثاني.. يجي!.. والرمثا "غزلان الشمال"، وهذا باسم تيم "عملاق الوحدات"، والمهاجم المرعب وليد مولا.. والحديث يطول ويطول..
حتى صحف وصحافة زمان كانت ارقى واحلى وأكثر جماهيرية.. جورج حداد "هزة غربال" و"نحو الهدف" سمير جنكات، ومانشيت "ولع الدوري"، وابراهيم سكجها، وفوز الدين البسومي، ونظمي السعيد وكوكبة جميلة اخرى في زمن جميل، دون ان نغفل عن اسبوعية "شيحان"..
زمن جميل.. سنبقى نتذكر ونتحسر.. بكل ما في الكلمة من ألم وقهر.. والى الله المشتكى..
Kreshan35@yahoo.com