المثاليات الهلامية والزائفة
جفرا نيوز/ بقلم الكاتبة الصحفية: عبير آدم ...
نلاحظ من خلال متابعاتنا وقرائتنا لمستوى ومضمون صفحات التواصل الاجتماعي ، اننا نعيش في جنه يمتاز شعبها بالفضيله والمثاليه ، التي يتمناها ملائكة الرحمه ونحن كمتابعين نصاب بنوبة من الغيره واقرب إلى الحسد لما ينقصنا من هذه الفضائل والمثاليات ، ولكننا نستغرب عندما نمشي بالشوارع او نتعامل مع أصحاب هذه الفضائل ، لعلنا نقتبس منهم ولو القليل لنتفاجأ انهم غير ذلك وما هم إلا أشخاص أقرب إلى الزندقه الممزوجة بالكره والتخلف والانفصام ، إلى حد ان المفاجأه باتت بين قوسين او أدنى من هول ما يحصل . اتسائل الا هو الواقع ام انا مغيب عما يدور في فلك الحياه اليوميه. أين المثاليه التي يتغنى بها المعظم والأغلبية العظمى ، انحن في كوكب و هم في الكوكب الآخر مع انني لا انأى بنفسي ولكني لا أدعي الكمال والمثاليه ولكني كنت أشعر ولو للحظه انني لا اتمتع بهذه الفضائل ، ولكن تبين لي انها مجرد مبادئ وفضائل هلاميه ليس لها وجود الا من رحم ربي.
كثيرا ما نرى أشخاصا ينادون بصلة الأرحام وزيارة الأقارب ولا نكاد نراهم إلا في المناسبات والأعياد الرسمية، وآخر يتحدث عن الضمائر الحية وكأنه شيخ جليل لا يؤذي أحدا ولا يظلم أحدا وفي الواقع ضميره لم يستيقظ ابداً، وأخرى تتحدث عن الغيبة والنميمة ولا يكاد أحدا يسلم شر لسانها، وأحدهم يتحدث عن البر وهو عاق إلى الحد الأكبر من العقوق، وغيرهم كثيرون من يتحدث عن الظلم وهم لم يتركوا مجالا لأحد حتى أن يدعوا لهم في سريرته.. الخ. فهؤلاء أشخاص رسموا لأنفسهم صورة نموذجيه في هذه المواقع لكنهم في الواقع بعيدون كل البعد عن أي مثاليه يدّعونها، بل هم أشبه بالأشخاص بالسذج الذين يقولون ما لا يفعلون.
العجب لم يكمن هنا فحسب فهذا الشيء اعتدنا أن نراه كثيرا في حياتنا اليومية خصوصا الفيسبوكية وغيرها من وسائل التواصل، ولكن يكمن العجب بمن يؤمن بمنشورات هؤلاء الأشخاص ويشاركونهم مشاعرهم وتعليقاتهم هم من لم يعتادوا على التعامل معهم في حياتهم اليومية سواءً على الصعيد الشخصي أم المهني أم العملي أم الدراسي…الخ، بل هم مجرد أشخاص لا تتعدا علاقتهم شاشات الأجهزة الذكية، وبعضهم قد يكون اللقاء بهم مرة كل عام أو حتى يكون لقاء عابرا في إحدى المناسبات الاجتماعية.