أثارت كلمات كان قد نشرها النائب زيد العتوم  عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك , غضب زملائه النواب وابناء محافظة جرش الذين يمثلهم تحت القبة على حد سواء , حيث اعتبرها النواب اساءة بحق المجلس وانتقاصا من دورهم الدستوري , فيما اعتبرتها القواعد الشعبية تنصلا من نائبهم لمسؤولياته وواجباته امامهم

العتوم كان قد أدرج مقالا طويلا يشتكي منه ضعف قدرته على التأثير في القرارات الحكومية متهما البرلمان بأنه برلمان شكلي, وان النائب أصبح مجرد معقب معاملات على مستوى, وظيفته الإعفاءات الطبية وتوزيع الكوبونات وتقديم الواسطات لقاعدته الانتخابية

كما قال ان إرادة النائب مسلوبة والقرارات داخل المجلس لا تعبر عن إرادته ولا إرادة الشعب, بل هي فقط إرادة الحكومة  وما تمليه على المجلس

الرد جاء سريعا وفي جلسة الاربعاء حيث أكد رئيس مجلس النواب المحامي عبد المنعم العودات أنه لا يحق لأي شخص اتهام المجلس والإساءة له كائنا من يكون، مشددا على ان رئاسة المجلس لن تسمح بالإساءة للمؤسسة التشريعية , مؤكدا ان هيبة وصورة المجلس من هيبة النواب وصورتهم جميعا، مشيراً أنه سيتابع الموضوع حسب النظام الداخلي

من جهته النائب جعفر الربابعة دعا مجلس النواب لاتخاذ اجراء بحق العتوم اثر ما بدر منه تجاه مجلس النواب , رافضا ما قام به زميله من التوجه لمنصات التواصل الاجتماعي لكسب الشعبويات والتقليل من دور مجلس النواب التشريعي والرقابي

كما دعاه لتقديم استقالته بدلاً من النقد السلبي الذي لا يقدم له الكثير، وتحويله للجنة السلوك النيابية لإتخاذ الاجراء المناسب بحقه.

وهنا لا بد من تذكير النائب بأنه يترأس لجنة الطاقة "اذا ما أسقطنا حديثه عليه" فاننا سندينه من لسانه , خاصة بعد الاداء الضعيف والمتواضع لتلك اللجنة وتحديدا بموضوع انقطاع الكهرباء عن الاردن في الحادثة الشهيرة وكيف ان اللجنة قامت بتمديد اعمالها لأسابيع حتى تضمن هدوء الرأي العام ثم مررت نتائج تلك الاجتماعات الطويلة دون عقد اي مؤتمر صحفي, مكتفية ببيان هزيل يبريء الحكومة ووزارة الطاقة رغم تصريحاتها الجدلية سواء كانت بالطائر الكبير او القطط او غيرها من تبريرات لمسؤولين حكوميين!!

فهل مرر العتوم ما تريده الحكومة وسلبت ارادته من اللجنة لصالح ارادة وزارة الطاقة ومسؤوليها ؟ ولماذا لم يفصح عن اي ضغوطات مورست عليه وقتها ان كان ذلك الامر صحيحا ؟!

النائب الذي تدنت شعبيته كثيرا في محافظة جرش بسبب ابتعاده عن قواعده الشعبية فيها , وعدم قدرته على تحقيق مطالبهم وتلبية طموحاتهم بتمثيل نيابي حقيقي تشريعي ورقابي وخدمي , بات يطلق سهامه اليوم تجاه المجلس متناسيا الاداء الذي يقدمه , فبدلا من تعليق الارادة الحكومية على عدم قدرته القيام بالعمل النيابي بسبب ضعف الخبرة البرلمانية او لغيرها من اسباب لا نعلمها , كان عليه التقدم باستقالته من المنصب الذي هو طموح وتشريف لكل سياسي بأن يكون ممثلا في السلطة الاولى في الدولة وترك المجال لغيره من ابناء المحافظة لخدمة ابنائها بدلا من اقامته الولائم والعزائم للمسؤولين!

ولعلنا هنا وفي السياق نذكّر النائب بالرسالة الهامة والعاجلة التي كان قد تلقاها من عمه "شقيق والده" الشهر الماضي والمكونة من 13 بندا , والتي أخبره فيها بأن وضعه في المحافظة خطير جدا والقواعد الشعبية والاقارب انقلبوا عليه وان عليه تصويب ادائه , واكد له ان وليمة الغداء التي أقامها على شرف رئيس مجلس النواب عبد المنعم العودات في تموز الماضي في مزرعته غرب سوف قلّبت عليه اقاربه وساعدت على تفتت العشيرة!!

سعادة النائب .. عليك الاستقالة بدلا من أن تبقى مسلوب الارادة كما تدعي , وعلى المجلس ان يحاسبك على اهانتك للمؤسسة التشريعية واعضائها .. أفبَعد كل هذا  تهاجم مجلس النواب الذي منحك الحصانة وجعلك من كبار القوم ومن صاحبي القرار في الدولة ومنحك الاذن والقوة والقانون لفتح كل ابواب الوزارات اولمؤسسات الحكومية بصفتك الرقابية والتشريعية؟