وزراء تربية لـ"جفرا": "التوجيهي" ليس لبناء الشعبويات" ويجب إلغاء "العلمي والأدبي" ونحذر من المساس بهيبة الامتحان!
*طوقان: امتحان التوجيهي ليس لبناء الشعبويات ونتائجه الأخيرة كانت منطقية
*المعاني يطالب بإلغاء الفروع الأدبي والعلمي والصناعي
*الطويسي: يجب تغيير الآلية المتبعة لإعلان نتيجة الامتحان
*عويس يشيد بفكرة تشكيل لجنة لتطوير امتحان التوجيهي
جفرا نيوز - تقرير: موسى العجارمة
تعتزم وزارة التربية والتعليم تطوير امتحان الثانوية العامة الذي شكل رعباً حقيقياً وكابوساً جاثماً فوق صدور الطلبة وأولياء أمورهم مما استدعى الأمر إلى وجود توجهات حقيقية لتغيير صورة الامتحان بشكله الكلي درءاً لحالة القلق التي تحيط الطالب بسنته التعليمية الثانية عشر، ووضع أرضية ثابتة تُشعر الطالب بأنه يواجه عامه الدراسي لبناء مستقبله وتحقيق طموحاته وليس وكأنه أمام حرب شعواء الداخل بها مفقود والخارج منها مولود.
وزير التربية والتعليم العالي د.محمد خير أبو قديس قال بلسان صريح بأن امتحان التوجيهي على وجه العموم يعد كابوساً للجميع مما أصبحت الحاجة تقتضي لتطوير الامتحان على يد لجنة تضم مختصين وتتولى دراسة جملة أفكار، بينها استحداث مركز وطني للقياس والتقويم يشرف على تنظيم الامتحانات الوطنية، وعدم حصر الامتحانات بسنة واحدة للمرحلة الثانوية الأخيرة، ما يخلق معايير أفضل في تكافؤ الفرص، ويجعل إجراءات الامتحانات أكثر وضوحاً وشفافية.
الشكل الجديد المطلوب للتوجيهي بحسب خبراء ووزراء تعليم سابقين يتوجب أن يحافظ على هيبة التعليم ككل بالتزامن مع الخروج من العباءة التقليدية التي أحاطت بالامتحان عبر عقود عديدة، وأهمها حصر مصير الطالب بعام واحد، دون النظر لأهمية توزيع المساقات الدراسية على عامين أو ثلاثة وعدم ربط الامتحان بمشاعر أولياء الأمور وبث حالة القلق العارمة التي نشهدها في كل عام بالإشارة إلى أن نسبة النجاح التي سجلت خلال الدورة الأخيرة كانت الأعلى بالسنوات الأربعة الماضية، مما يعزز على أهمية الابتعاد عن الشعبويات وأخذ الأمور من ناحية علمية بحته والدليل الدورة السابقة التي شهدت تضخيم إعلامي في ظل صدور نتائج عقلانية أعادت تصويب الأوضاع وستعكس إيجاباً على معدلات القبول الجامعية.
*طوقان: تلاشي معدل الـ(100) وتطوير امتحان التوجيهي وتشكيل اللجنة خطوة تحتسب لوزارة التربية
وزير التربية والتعليم الأسبق د.خالد طوقان يثمن دور الوزارة بما يتعلق بإنهاء معدل الـ(100)% لطالب التوجيهي ويشدد على ضرورة الاستمرارية بهذا النهج الذي وصفه بالممتاز، منوهاً أن معدل الـ(100)% شهدناه حينما حصل طالب عليه في إحدى الدورات السابقة ليبدأ بعدها السباق، ويحصد عشرات الطلبة على هذه العلامة، وكأن مدى نجاح الامتحان بات ينحصر بحصول أكبر قدر ممكن من الطلبة على هذا المعدل الذي عكس سلباً على المنحنى المعياري الذي لا يمكن أن يتم توزيع العلامات عند النهايات العظمى.
وحول تشكيل لجنة لتطوير امتحان الثانوية العامة، يقول طوقان لـ"جفرا نيوز"، إن هذا الأمر يحتسب لوزارة التربية والتعليم وفكرة تشكيل اللجنة أمر إيجابي ولكن لا بد الحفاظ على روح الامتحان، مشيداً بآلية تطوير أسئلة الامتحان التي تجمع بين الجانب الموضوعي والمقالي، وخاصة بأن الأمور العلمية كالفيزياء والرياضيات يتوجب أن يكون الجزء الأكبر من أسئلتها مقالية، مضيفاً أن كل امتحان يجب أن يطور عبر مرور الزمن ويجمع بين الأسئلة الموضوعية والمقالية.
ويحذر من عدم المساس بهيئة امتحان التوجيهي وألا يصبح طريقاً للمرور، لأن بالنهاية هذا امتحان وعلينا التعامل معه بمنظور علمي بعيداً عن الشعبويات؛ لأنه الوسيلة الوحيدة لإفراز المستويات التعليمية بين الطلبة، والأردن تميز بقوته البشرية ومستواه التعليمي الجيد، بالإشارة إلى أهمية تخفيف العبء على الطالب من خلال تطوير الامتحان واختيار أساليب جديدة ووضع أسئلة منوعة بين الموضوعية والمقالية، دون المساس بروح وأساسيات الامتحان؛ لضمان بقاء مستوى الامتحان بشكل يوزاي دول العالم.
فيما يتعلق بنتائج التوجيهي الأخيرة، يؤكد أنها كانت أفضل من العامين الماضيين وخرجت بصورة منطقية وأهمها عدم وجود معدل الـ(100)% ونسب المعدلات المرتفعة كانت عقلانية؛ لكونه لا يعقل أن يحصل طالب توجيهي تخصص علمي على معدل (99)% ولا يتمكن من دراسة تخصص الطب، متمنياً من وزارة التربية والتعليم الاستمرارية بهذا النهج؛ لأن هذا الامتحان ليس لإرضاء البعض وبناء الشعبويات؛ بل لإفراز وتقييم مستويات تعليمية.
*المعاني: يجب تمديد التوجيهي على عامين
وزير التربية والتعليم العالي الأسبق د.وليد المعاني يقترح بإلغاء الفروع الأدبي والعلمي والصناعي وتمديد التوجيهي على مدار عامين وأن يكون هناك (10) مساقات للطالب أربعة منها اختياري والمواد الأخرى تخصصية تحدد دراسة الطالب في الجامعة، بحيث من يرغب بدراسة الطب لديه مساقات معينة، ومن يريد دراسة المواد الأدبية يحتاج على سبيل المثال لمادة: (لغة عربية 2) بجانب المادة الأساسية التي تعطى للجميع، وبهذه الحالة يتم تحديد ميول الطلبة.
ويشدد المعاني أثناء حديثه لـ"جفرا نيوز" على ضرورة إتاحة الفرصة للطالب بتقسيم مواده على أكثر من عامين بحسب رغبته، وألا يتم تحديد نسب معينة لمعدلات القبول لطلبة السنوات السابقة، مضيفاً أن التطوير يكمن بتمديد المدة لتقديم الامتحان ويقسم على أكثر من سنة ويكون معيار النجاح بإنهاء (10) مساقات، وبهذه الحالة نضمن التطوير، لطالما البقاء على الصيغة القديمة من التوجيهي سيثير التساؤلات ذاتها.
*عويس: لو طبقت الإستراتيجية الوطنية بالشكل الصحيح لتلاشت مشاكل كثيرة
وزير التربية والتعليم العالي الأسبق د.وجيه عويس يبدي تأييده وإشادته بفكرة تشكيل لجنة لتطوير امتحان الثانوية العامة، وخاصة بأن العمل نحو هذا الصدد قد جرى عندما كان هناك لجنة ملكية متعلقة بالاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية التي كان لديها تصوراً بتغيير "التوجيهي" على مدار (7 إلى 10) سنوات، إضافة لتحويل المنهاج من حفظ إلى تحليل، وبالفعل وزارة التربية والتعليم قد سارت بتغيير بعض مناهج ومناهج أخرى تركت على حالها خلال تلك الفترة.
ويؤكد عويس أثناء حديثه لـ"جفرا نيوز"، إستحالة إنجاز امتحان توجيهي يُمكن الطالب من اختيار مساقاته بنفسه على مدار فصول وفترات مختلفة أسوة بدول أوروبا، مشيراً إلى أن أعضاء اللجنة اقترحوا على وزارة التربية والتعليم آنذاك، بتحويل المنهاج من (حفظ إلى تحليل) وأن يختار الطالب أي مساق لتقديمه في أي فصل؛ لكي نصل لمرحلة تلاشي كابوس امتحان التوجيهي ويصبح مثل:(البرامج الأجنبية).
وينوه أن مسألة إصلاح امتحان الثانوية العامة يجب أن تعتمد على الصفوف الدراسية كاملة وليس بالسنة الاخيرة فقط، لطالما نتيجة امتحان طالب التوجيهي لا تكون مرتبطة بمدى تحصيله من المدارس؛ إنما من المدرسين الخصوصيين، بالتالي الامتحان لا يعبر عن مقدرة الطالب؛ فهناك حاجة ملحة بأن يكون التوجيهي كمؤهل لدخول الجامعة وليس لاختيار التخصص، وأن يصبح هناك سنة تحضيرية ليتمكن الطالب من اختيار التخصص المناسب له بالشكل الصحيح.
*الطويسي: يجب تغيير الآلية المتبعة لإعلان نتائج الثانوية العامة
وزير التعليم العالي الأسبق د.عادل الطويسي يتفق مع عويس حول الإستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية التي طبقت في عام 2016 مضيفاً أنها كانت تضم خططاً لتطوير امتحان الثانوية العامة ضمن الحقول التي وضعت لذلك، إضافة لإقرار خطة تغيير التوجيهي في عهد د.عمر الرزاز والتي بدأ تطبيقها على أرض الواقع.
ويقترح الطويسي أثناء حديثه لـ"جفرا نيوز" على تطوير آلية إعلان نتائج التوجيهي التي تعد بمثابة رعب حقيقي للطالب وخاصة بأن هناك امتحانات على مستوى العالم يتم تحديد نتائجها بالتزامن مع وضع مواعيدها.
يذكر أن مجلس التربية والتعليم، قرر تشكيل لجنة لتطوير امتحان الشهادة الثانوية العامة "التوجيهي"، من نخبة من الخبراء وذوي الاختصاص في الشأن التربوي والتعليمي، برئاسة عزمي محافظة، وضمت اللجنة في عضويتها كلاً من: (تيسير النعيمي، ورويدا المعايطة، وفايز السعودي، وهيفاء النجار، وبلال المومني، ويوسف سوالمة، ومدير الثقافة العسكرية، وأمين عام وزارة التربية والتعليم، وشيرين حامد، وذوقان عبيدات، وجيهان مطر).
يشار إلى أن نسبة النجاح العامة في امتحان شهادة الثانوية العامة "التوجيهي" بلغت (60.8)%، ليكون عدد الناجحين في جميع الفروع (113) ألف طالب وطالبة في الامتحان لتصبح نسبة النجاح العامة لجميع طلبة التوجيهي من أعلى نسب السنوات الـ(4) الأخيرة".