أسعار النفط تركب موجة صعود جديدة... فما هو المتوقع؟
جفرا نيوز - ارتدت أسعار النفط صعوداً من أدنى مستوى في ثلاثة أشهر، لتقفز بأكثر من 5 في المئة بعد سلسلة خسائر حادة دامت سبع جلسات متتالية، مدفوعة بضعف الدولار الأميركي، على الرغم من مخاوف الطلب التي أذكتها زيادة حالات الإصابة بسلالة "دلتا" المتحورة من فيروس كورونا.
وأكد أن اجتماع "أوبك+" مطلع سبتمبر المقبل، سيأخذ في الاعتبار كل هذه التطورات في الأسواق للخروج بالقرار السليم.
وأشار إلى الدور المحوري الذي تلعبه السعودية وروسيا في قيادة التحالف إلى بر الأمان، مضيفاً أنه من الممكن أن تجد الأسواق نفسها أمام تعديل بسيط، لكن لن تكون هناك زيادة في الإنتاج الشهر المقبل.
وتابع الصبان أن "وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان أكد أن هناك دائماً فرصة للمراجعة والتعديل"، مضيفاً أن تدهور الأسعار الحالية هو نتيجة لعوامل مؤقتة، ولازال أمامنا أسبوع حتى موعد الاجتماع، وقد تتفاعل السوق مع التسريبات التي تسبقه بأيام، إلى حين أن يتأكد القرار بعد نهايته، إذ يمكن أن يلغي التحالف زيادة سبتمبر المقبل.
ارتفاع مخاوف المستثمرين
وقال الرئيس التنفيذي لمركز "كوروم" للدراسات الاستراتيجية في لندن، طارق الرفاعي، إن السبب الأساس لانخفاض النفط بشكل حاد، بخاصة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، يرجع إلى ارتفاع مخاوف المستثمرين بسبب "دلتا"، وإغلاق مدن في الصين، وارتفاع حالات كورونا في أوروبا بشكل عام، ما أدى إلى تردد المستثمرين عن دعم أسعار النفط فوق 75 دولاراً.
وأوضح الرفاعي، أن هناك بعض الاقتصادات الأخرى القوية مثل أميركا، ما زال الطلب على النفط فيها في نمو مستدام وقوي، بخلاف بعض الدول الأخرى مثل الصين، لافتاً إلى أن منظمة "أوبك" وتحالف "أوبك+" في موضع صعب هذه الأيام، لعدم القدرة على توقع أسعار الخام خلال الفترة المقبلة، بخاصة خلال العام الحالي في ظل التغيرات التي تحدث جراء أزمة كورونا والتأثيرات المتعلقة بها.
لا تغييرات في سياسة "أوبك+"
وأضاف الرفاعي، أنه خلال الفترة الراهنة لا توجد أي تغييرات في سياسة "أوبك+" تجاه خفض الإنتاج، فقبل شهرين وافق على رفعه، مشيراً إلى أن حدوث تغيير مفاجئ لهذه السياسة لا بد أن يكون وراءه تغيير جدي في الاقتصاد العالمي، وهو ما لم نره هذه الأيام.
وتابع "نلاحظ مخاوف من قبل المستثمرين، وهذه ردة فعل وتوقعات مستقبلية، وهناك تباطؤ في الاقتصاد، ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تغييرات في سياسة التحالف، لكن في الوقت الحالي لا يوجد تغيير".
المعروض أعلى من الطلب
من جانبه، قال محلل أسواق النفط العالمية، أحمد حسن كرم، إن تراجع أسعار النفط العالمية أخيراً نتيجة لتأثر الأسواق بارتفاع معدلات الإنتاج من قبل تحالف "أوبك+"، وفق الاتفاق الأخير، يرفع المعروض النفطي إلى مستويات أعلى من الطلب.
وتابع كرم، أنه ربما تكون "أوبك+" استعجلت بقرارها الأخير بزيادة الإنتاج، إذ كان الأجدر بها أن تتريث قليلاً حتى تصل أسعار النفط إلى المعدلات المرجوة.
وذكر كرم أنه مع انخفاض أسعار النفط إلى المستويات الحالية سيكون من الصعب تغيير هذا الاتفاق بالسرعة القصوى، وهو ما سيضع "أوبك" في موقف محرج أمام الدول الصناعية والمستهلكة، وسيوضح للعالم أجمع بأن المنظمة تسعى إلى الأسعار العالية.
وأفاد كرم بأن "أوبك+" قد تكون قادرة على خفض إنتاج النفط في الاجتماع المقبل من خلال وقف عمليات زيادة الإنتاج أو تثبيتها على المعدلات الحالية.