الذهب الأحمر في الجنوب ينتظركم

جفرا نيوز - علاء القرالة

تدفعني نسب البطالة المرتفعة والتي بلغت 25%، إلى التساؤل عن كيفية الاحتساب وهل تطورت الآلية، أم أنها ما زالت تقليدية ولا تواكب أسواق العمل الحديثه أو تحتسبها.

أسئلة كثيرة تستوجب الإجابة عنها، للخروج بمؤشرات أكثر واقعية ودقة وتنسجم مع نسب البطالة المعلنة التي أصبحت تقلق الجميع.

ولعل أول هذه الأسئلة: ما هو تعريف الجهات المختصة للبطالة «العاطلين عن العمل»؟

تطورات كثيرة شهدناها خلال السنوات الماضية تتعلق بسوق عمل جديد وخفي، يسهم في تحقيق دخل للعاملين فيه، اغلبهم من الشباب، وكان السبب في تولد تلك الفرص التطور التكنولوجي حيث تمارس هذه الأعمال بشكل يومي وعلى مدار الساعة وهي جزء من واقع الحياة التي نعيشها، غير أنها لا تصنف تحت مسمى «الوظيفة» فعلى من يحتسب القائمون على تلك الوظائف المستحدثة؟

تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن نسب البطالة وصلت خلال الربع الأول من العام الحالي ما يقارب 25% توزعت على المرأة بواقع 28.5% وعلى الشباب بواقع 50%، مشيرة إلى أن حملة الشهادات هم من الأكثر تعطلا فبلغت للشباب الجامعي ما يقارب 25% والإناث الجامعيات ما يقارب 80%.

هي نسبٌ كبيرة، والمسبب الذي اوجدها ما زال قائماً وهو عدم توافق مخرجات التعليم مع سوق العمل بالرغم من النداءات والمطالبات المتكررة بإعادة توظيفها أو وقفها غير أنها مستمرة في ضخ البطالة للسوق وتكديس المزيد من الثروات البشرية في المنازل في انتظار الوظائف التي من شأنها تقييد الطموحات ووأد الإبداعات.

دأب العديد من الشباب من كلا الجنسين على التفكير خارج الصندوق وانطلقوا بإبداعاتهم إلى آفاق جديدة عن طريق التطور التكنولوجي والرقمي محلقين بأعمالهم عبر هذا الفضاء الذي وفر لمعظمهم مصدر دخل جيدا وللبعض الآخر يحقق دخلا عالياً, فهل يحسب هؤلاء ضمن قائمة البطالة؟

ومن هنا من هم العاطلون عن العمل؟ وكيف يتم احصاؤهم؟ وهل يعد العاملون بالسوشال ميديا منهم، وهل يحسب الناشطون على منصات التواصل الاجتماعي والذين يكسبون المئات او حتى الآلاف منهم على البطالة وهل يحسب كباتن التطبيقات على البطالة؟ وهل استطيع ان احتسب سائقي الديلفري على البطالة؟ او صاحبات المشاريع المنزلية على البطالة وغيرهم من أصبح يستخدم هذا الفضاء بالعمل والتجارة والترويج وغيرهم وغيرهم.. فكيف تحسبونها؟