انتفاضة القدس هبة الكرامة
جفرا نيوز- كتب حمادة فراعنة
أحبط أهل القدس مع فلسطينيي مناطق 48 أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، أحبطوا معاً مسيرة الرايات الإسرائيلية يوم 10 أيار 2021، للاحتفال بـ»تحرير القدس» و»توحيدها» المصادف يوم 5 حزيران 1967، حسب التوقيت العبري.
كان برنامج احتفالهم عبر مسيرة الرايات، التدفق لحاملي رايات المستعمرة من مناطق 48 ومستعمرات الضفة الفلسطينية متوجهين نحو باب العامود، ومن ثم إلى داخل البلدة القديمة، وصولاً لساحات المسجد الأقصى، وعقد الاحتفال المركزي في ساحاته.
أحبط الفلسطينيون هدف احتفال المستعمرة، ومغزاه ودلالاته، ببسالتهم والتصدي للمستوطنين والاشتباك مع قوات الاحتلال، وساعدهم في ذلك أن التوقيت العبري صادف شهر رمضان، والعشر الأواخر من رمضان، بل وصادف ليلة القدر الذي وفر غطاء وحجة للمصلين من المرابطين والمرابطات للاعتكاف المسبق قبل العاشر من أيار داخل حرمة المسجد الأقصى، مما وفر الطاقة البشرية الملائمة لمواجهة تدفق المستوطنين، وهكذا تم إحباط مخططهم، بعد قرار حكومة وأجهزة أمن المستعمرة بإلغاء الاحتفال أمام إصرار أهل القدس وفلسطينيي مناطق 48 المساندين المشاركين، وأن يكونوا طلائعيين في مقدمات المواجهة لإحباط مخططات المستعمرة لفرض التقاسم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى.
لم تكن المواجهات الباسلة من قبل أهل القدس وفلسطينيي 48، بلا ثمن، فقد سقط الشهداء في اللد وأم الفحم، وتم اعتقال المئات، ولا زال بعضهم إلى الآن، قيد العسف والاعتقال.
القائد الوطني محمد بركة رئيس لجنة المتابعة وهي بمثابة القيادة المركزية لفلسطينيي مناطق 48 المكونة من: 1- قيادات الأحزاب العربية، 2- نواب الكنيست، 3- رؤساء السلطات العربية- المجالس البلدية والمحلية، قام بزيارة بيت عائلة شهيد انتفاضة القدس أو كما أطلق عليها قادة 48 بـ»هبة الكرامة»، الشهيد «موسى حسونة»، يُرافقه عدد من نشطاء شباب اللد مع أمهات المعتقلين: محمد شهاب حسونة، أيوب مالك حسونة، عبدالحميد حسونة، موسى عبود حسونة، محمد المصري، ومع زوجة المعتقل الإداري عيد حسونة، الذين ما زالوا رهن الاعتقال بدون محاكمة منذ هبة الكرامة في أيار 2021.
أبناء اللد ما زالوا رهن الاعتقال، مع المئات من أبناء المدن العربية الفلسطينية الأخرى من مناطق 48، وقرار أجهزة المستعمرة بعدم النشر عنهم وعن قضيتهم وفرض السرية على هوية المستوطن الذي ارتكب جريمة قتل الشهيد موسى حسونة.
أمهات المعتقلين اللدادوة عبروا أمام الوفد الزائر عن ألمهم وغضبهم واعتزازهم بأبنائهم المحرومين من زيارتهم والاطمئنان عليهم، واتفقوا مع رئيس لجنة المتابعة القيام بنشاطات احتجاجية مقابل سجن مجيدو حيث صمود المعتقلين من أبناء مناطق 48.
المعتقلون من أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة في معركة انتفاضة القدس وهبة الكرامة وصل إلى 2500 معتقلاً، مما يؤكد أن الحرية واستعادة الكرامة وحقوق الشعب الفلسطيني لها ثمن، والحساب مفتوح لدفع الأثمان في مواجهة الاحتلال ومشروعه الاستعماري التوسعي، حتى ينتهي، يزول، يتلاشى، ينقشع وتستعيد فلسطين ومنطقتنا العربية ما تستحق من الحرية والاستقلال والكرامة.