كهرباء “أردنية” إلى لبنان بإسناد “أممي” دمشق “مستفيدة”..”فيتو واشنطن” أقل حماسا ومشاورات لأطقم “فنية” قد تبدأ قريبا
جفرا نيوز - كهرباء اردنية الى لبنان بهدف تغطية العجز في ذلك البلد الذي يعاني من سلسلة معقدة من المشكلات .. هذه اخر الانباء في الرد على مبادرات وحراكات حزب الله اللبناني على المستوى الامريكي.
سبق لعمان ان طالبت بالسماح لها بتصدير الكهرباء الى لبنان تحديدا والذي تعتبر احتياجاته من الكهرباء سابقة اصلا لازماته الاقتصادية والمعيشية الاخيرة الا ان الادارة الامريكية السابقة رفضت هذا الخيار بالمطلق بسبب اضطرار الكهرباء الاردنية للعبور عبر الاراضي السورية بالرغم من موافقة السلطات السورية على السماح للكهرباء الاردنية بالعبور الى لبنان.
تغيرت المعطيات على نحو مفاجيء بمجرد الاعلان عن توجه سفينة ايرانية مليئة بالنفط والمحروقات الى الشعب اللبناني.
قطاع الكهرباء الأردني يفترض أن يستفيد او يستثمر في أزمة الطاقة تلك خصوصا وان الكهرباء الاردنية قد تكون في طريقها بالتنسيق مع الكهرباء المصرية طبعا الى الشعب اللبناني عبر الاراضي السورية وبغطاء على مستوى الامم المتحدة هذه المرة.
ذلك تحول سياسي بطبيعة الحال قد لا يكون له علاقة بالكهرباء بقدر ما له علاقة بالطاقة التي تجددت على مستوى الدور الأردني ووجهة نظر الحكومة الأردنية ازاء العديد من الملفات خصوصا بعد الزيارة المهمة التي قام بها الى الولايات المتحدة الامريكية مؤخرا جلالة الملك عبد الله الثاني.
وزيرة الطاقة الاردنية هالة زواتي كانت قد عبرت علنا ومنذ نحو عامين عن رغبة الأردن بتصدير الكهرباء إلى لبنان وسوريا أو عبر سوريا ولكن ما منع ذلك هو الادارة الامريكية السابقة عمليا مع وجود فائض من كميات الطاقة والكهرباء الأردنية المنتجة من بدائل انتاج الطاقة وبالتالي جاء الفيتو الأمريكي لمنع ذلك الأمر
لكن البيت الابيض بدل في معادلته في الساعات القليلة الماضية وابلغت عمان بالاستعداد لاستئناف أو لضخ الكهرباء إلى لبنان وطلب منها خلف الكواليس التفاهم مع السوريين على هذه المسالة.
وبالتالي تغيرت المعطيات بفعل المبادرة التصعيدية التي أسس لها حزب الله عبر مسالة السفينة الإيرانية التي أصبحت الآن مؤشرا على اختراقات دبلوماسية على أكثر من جبهة وفي أكثر من صعيد.
المستفيد الثاني بعد قطاع الكهرباء الأردني قد يكون الدولة السورية واليوم تقول عمان أن المطلوب منها اقناع دمشق بالمساعدة وتوفير اللوجستيات
لكن ثمة مشكلات فنية لابد من معالجتها قبل السماح بضخ الكهرباء عبر الاراضي السورية وتحديدا في مناطق الجنوب السوري وشمال الاردن وأهمها درعا.
وهي مسائل يبدو انها تبحث الآن مع السوريين وبنوع من الزخم السياسي أملا بتمكين الكهرباء الاردنية من العبور إلى المضخات اللبنانية في محاولة أمريكية تدعمها بعض الدول الأوروبية لضخ الكهرباء الى لبنان أملا في الا يستثمر حزب الله والمحور الايراني في الازمة برمتها.
وعليه يمكن القول دبلوماسيا بان كل من عمان ودمشق هما الطرفان المستفيدان بشكل أساسي من هذا التحول الدراماتيكي في مسار الأحداث ، فقد انشغلت العاصمة الاردنية على الأقل طوال يومي الخميس والاربعاء بهذا الترتيب بسبب العوائد المالية والاقتصادية التي يمكن توقعها بعد السماح للاردن بتحويل كمية من الكهرباء المنتجة لديه والتي تعتبر كهرباء فائضة الى اللبنانيين بغطاء امريكي وترتيبات دولية وبتنسيق مع الجانب السوري، الامر الذي يتوقع ان يؤدي في حال عبوره على مستوى الترتيبات الاقليمية الى تبادل المشورة الفنية وتبادل الفرق الفنية بين الاردن وسورية بالرغم من ان العلاقات التجارية والحدودية بين الاردن وسوريا حتى بعد فتح معبر جابر الحدودي الضخم لحركة الشاحنات لا تزال قيد العديد من التعقيدات، رأي اليوم