إلى مايا ايقونة الصبر والإرادة وحب الحياة

جفرا نيوز - المهندس عادل بصبوص
 
ابنتي العزيزة مايا الجدعان..
تضطرب الأفكار لدي وتختلط المشاعر وانا أقف في حضرتك اليوم عاجزاً عن اختيار الكلمات التي تفي انجازك العظيم حقه، وقد حجزت لنفسك المكانة اللائقة التي تستحقينها والمنزلية العلية اللائقة بك بين أوائل المملكة في امتحان الثانوية العامة لهذا العام، قضت مشيئة الله أن تحرمك نعمة البصر فيما قضت إرادتك الصلبة القوية أن لا يكون ذلك مانعاً أو حاجزاً بينك وبين الحياة تقبلين عليها بحب وشغف  لا يمنعك عن ذلك فقدان الحاسة الأهم والأغلى، فقد استطعت بعزيمتك التي لا تلين وبهمتك العالية وبحواسك الأخرى أن تدركي ما يراه المبصرون وكثيراً مما يعجزون إن ادراكه، وتقدمت بثقة وثبات نحو تحقيق أهداف وَضَعَتها نفسك الهادئة المطمئنة الراضية بقضاء الله، وعقدت العزم على تحقيقها ما بقيت الدماء تجري في عروقك ... وها أنت اليوم تقطفين بعضاً من ثمار صبركِ وجَدُكِ واجتهادكِ، فما تحقق ليس نهاية المطاف فالمشوار ما زال في أوله ... وقطوف النجاح سوف تتوالى يانعة حلوة المذاق زكية الرائحة في القادم من مواسم الحصاد 

لقد أثلج صدري نجاحك الباهر وإن لم أعرفك أو أرك يوماً، وغمرني سرور لم أعهده إلا يوم اجتزتُ الإمتحان ذاته متفوقاً قبل بضع وأربعين سنة، وتكرر ذلك خمس مرات بعدها عندما اجتاز أبنائي المرحلة ذاتها، وها أنا اليوم أفرح وأبتهج لنتيجتك الرائعة ليس من باب التعاطف أو المشاعر الانسانية، وإنما لأنك برهنت لكل الضعفاء والمترددين أن لا صعب او مستحيل مهما قست الأحوال وساءت الظروف، إن وُجِدَ الإيمان والصبر والإرادة التي لا تلين 

لقد تركت كلماتك المعبرة وإطلالتك الواثقة وأنت تتحدثين عن الإمتحان والدراسة والنتيجة، أثراً بالغاً فيمن رآك وتابعك على شاشة التلفاز بوجهك المريح وقسماتك الهادئة، كأيقونة ومثال حي لكل نفس تواقة إلى التفوق والنجاح 

ختاماً تقبلي مني ومن الملايين من سكان هذا البلد الطيب أجمل التهاني والتبريكات، متمنين لك كل التقدم والنجاح، ولوالديك العزيزين بالغ الإحترام والتقدير، فهما شركاء فيما تحقق وسبب رئيسي في هذا النجاح، ستبقى عيوننا وقلوبنا تتابعك في المراحل المقبلة من مسيرتك المباركة نحو مزيد من التفوق والإنجاز، حفظك الله ورعاك وسدد على طرق الخير خطاك والسلام.